تحليل من الدكتور علي أغوان

العراق يقترب من طاولة ترامب ولم يعد بيد وكيل الخارجية الأميركي

964

قال خبير عراقي إن اتصال وزير الخارجية الأميركي اليوم برئيس الحكومة محمد السوداني، حول قصة الحشد الشعبي ورواتب كردستان، يعني أن العراق لم يعد ملفاً ثانوياً بيد وكيل الوزير أو مسؤول أدنى، وأن من الوارد انتقاله لأولوية واضحة على طاولة الرئيس ترامب نفسه، بعد تغيرات تطال المنطقة وملفات الاقتصاد والنفط والأمن.

السوداني يرد على مخاوف أميركا من تمرير قانون الحشد: مؤس...

السوداني يرد على مخاوف أميركا من تمرير قانون الحشد: مؤسسة عسكرية عراقية رسمية

ضرورة محاسبة منفذي الهجمات على حقول النفط ومخاوف أميرك...

ضرورة محاسبة منفذي الهجمات على حقول النفط ومخاوف أميركية من تمرير قانون الحشد

علي أغوان – أستاذ في العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية:

1- اتصال الوزير ماركو روبيو بالسيد رئيس الوزراء يدلل على ان ملف العراق تحول من مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط إلى طاولة الوزير نفسه، وقد يتحول لاحقاً إلى طاولة الرئيس! وهذا يعني تحول صيغة الملف العراقي في العقل الاستراتيجي الامريكي من ملف ثانوي إلى ملف دبلوماسي ذو مسار امني واقتصادي مباشر في المرحلة القادمة.

2- استهداف المنصات النفطية الاجنبية في العراق جعل وزير الخارجية الامريكي يتحدث عن خيارين رئيسين مع السيد رئيس الوزراء وهم: اما ان تتدخل الحكومة العراقية وتقوم بما يجب من أجل حماية قطاع النفط والشركات الاجنبية في العراق من استهداف المسيرات أو سنقوم نحن بما يلزم ونحمي هذا القطاع كجزء من حماية مصالحنا القومية.

3- وصف تشريع قانون الحشد من قبل السفارة الامريكية على انه قانون يخدم مشروع إيران في المنطقة يعني وضع السوداني في مواجهة صفرية معقدة امام شركائه الداخليين وإيران نفسها، وكأن الولايات المتحدة تريد القول للسوداني اننا نريد ان تكون واضحاً معنا، لا مجال للمناورة: اما ان تكون مع خط إيران وتدعم هذا التشريع أو تكون معنا وتمنع هذا التشريع!! هم يريدون القول له: هل تريد ان تكون في محور إيران لكي تضع لنا المبررات من أجل شمول العراق بحزمة عقوبات جديدة قاسية؟ ام تريد ان تكون معنا لكي نضع للعراق خصوصية بمعزل عن سياسات الضغط الاقصى ضد إيران؟

4- ابلاغ السوداني بضرورة تسليم رواتب الإقليم دون مماطلة يدلل على ان الإقليم يعيش لحظات عصيبة ومفصلية تتعلق بواقعه الاقتصادي. تدرك الولايات المتحدة انه من شبه المستحيل حل ازمة النفط بين بغداد وأربيل بالصيغة التي تريدها بغداد، كون هناك شركات امريكية وغير امريكية لديها عقود لمدة 50 سنة مع أربيل بمعزل عن بغداد. الولايات المتحدة لا تريد ان ينهار عمل عمره أكثر من ثلاثين عاماً مع الإقليم بسبب ضغط الحكومة العراقية لتسليم نفط الإقليم لبغداد مقابل تسليم بغداد لرواتب الإقليم. الوزير يريد القول للسوداني، امنح الرواتب للاقليم ولا تدخل بالتفاصيل الدقيقة معهم لان الحل مستحيل الآن!

هل هذا يعد تدخلاً في شؤون العراق الداخلية؟! نعم، لكن من يستطيع القول للولايات المتحدة: لا تتدخلوا ويقوم بمنعهم؟!