كبار السن ينفصلون عن الشباب.. قرار موكب “شيبة” المشخاب

المشخاب (النجف) 964

انطلق موكب “الشيبة المباركة” في مدينة المشخاب عام 2021 امتداداً لموكب “زنجيل المشخاب” الذي تأسس عام 1948 وتوقف لاحقاً بفعل القمع، وجاء إحياؤه لتوفير مساحة خاصة لكبار السن غير القادرين على مواكبة الشباب، وينطلق سنوياً في ليلة استشهاد الإمام زين العابدين بعيداً عن زخم العشرة الأولى في شارع سيد جعفر وسط المدينة، حيث يحرص المشاركون على التمسك بالطقوس القديمة كـ”الزنجيل” و”الدكة” التقليدية والزي الموروث من “شماغ” و”عقال” ومحزم من القماش.

حيدر الخفاجي – أحد مؤسسي الموكب، لشبكة 964:

موكب زنجيل المشخاب من المواكب القديمة، حيث شارك فيه آباؤنا منذ عقود، وارتبط بعدد من العتبات المقدسة.

في هذا الموكب، كان هناك مشاركون رحلوا عن الدنيا، وآخرون تقدم بهم العمر فلم يعودوا قادرين على المشاركة.

في عام 2021، راودتنا فكرة تأسيس موكب خاص لهؤلاء الشيوخ الذين يحملون في قلوبهم حسرة، لأنهم مُنعوا من المشاركة في التعزيات أيام النظام السابق. فخصصنا هذا الموكب لـ”الشيبة المباركة”، ليكون لهم مكانهم وكرامتهم في موسم العزاء.

نخرج بهذا الموكب ليلة استشهاد الإمام السجاد، لأن العشرة الأولى من محرم تشهد ازدحاماً شديداً في شارع المواكب، واخترنا هذا اليوم ليكون موعداً ثابتاً كل عام.

كان اسم الموكب في السابق “موكب زنجيل المشخاب”، وأصبح الآن “موكب الشيبة المباركة”، ويضم أبناء وأحفاد المؤسسين.

الفكرة لاقت استحساناً واسعاً في المدينة، ونجحت في إعادة هذا الامتداد المبارك.

من أبرز الشخصيات التي شاركت سابقاً: الحاج صاحب آل صلال، والسيد العشر.

آخر شخص من الجيل المؤسس شارك معنا العام الماضي، وهو الحاج أبو زمان صاحب الجبوري، وقد توفي لاحقاً، ويشاركنا اليوم نجله امتداداً لوالده. كذلك يشارك السيد موسى آل سيد عبود، والحاج تركي الجبوري، وعدد من الشخصيات من مختلف العشائر وشرائح المجتمع.

حرصنا على أن يكون كل شيء في الموكب امتداداً للتراث القديم: من الزي والتجهيزات، إلى قطعة الموكب المصنوعة يدوياً من قماش وخط باليد، والزنجيل، والعقال، والبساطة التي كانت سائدة في الماضي.

زمان الجبوري – أحد المشاركين:

تأسس موكب زنجيل المشخاب عام 1948، وكان المؤسسون من الآباء والأجداد.

استمر نشاطه حتى السبعينيات، ثم توقف بداية الثمانينات بسبب النظام السابق.

عاد الموكب للظهور مجدداً بعد عام 2000. والدي، الحاج صاحب الجبوري، كان أحد المؤسسين، واليوم نواصل الطريق امتداداً لما بدأه.