جولة برفقة الباحث خالد الصكر

من هذا الزقاق بدأت مدينة اسمها الفلوجة.. وبصمة كردية خالدة من كاك “آوات”

الفلوجة (الأنبار) 964

ما زالت أطلال الأبنية القديمة في حي السراي وسط مدينة الفلوجة تقف شاهدة على تحولات تاريخية عميقة مرت بها هذه المدينة التي تمثل أول محطة للمارين من بغداد والوسط إلى بقية مدن الأنبار، ورافقت كاميرا شبكة 964 الباحث خالد الصكر في جولة لتوثيق التحول في الحي من مركز إداري عثماني منظم إلى شبكة من الأزقة المهملة التي أحالتها الحروب المتعاقبة والإهمال إلى هياكل مهجورة ومكبات للنفايات، ويعتبر حي السراي الذي تأسس في أواخر القرن السابع عشر، أقدم أحياء الفلوجة وأقربها إلى نهر الفرات، وقد استمد اسمه من “السراي العثماني” الذي كان يضم أهم الدوائر الحكومية آنذاك، مثل دائرة النفوس، ومركز الشرطة، والسجن المركزي، وكان معظم سكانه من موظفي تلك الدوائر والتجار القريبين من السوق والمرافق الرسمية.

ومع زوال الحكم العثماني بدأت بنية الحي تتغير تدريجياً وتختفي معالمه بين الهدم والتضرر وتحولت إلى تراثٍ مهمل مجهول المصير، حتى أن معبداً يهودياً كان قائماً فيه حتى عهد قريب سُوي بالأرض خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على المدينة، ورغم ذلك لم ينقطع الحي عن الامتداد السكاني والاجتماعي الذي ظهر فيه، فقد بدأ مع مرور الوقت التوسع العمراني في أطرافه وعلى أنقاض بيوته القديمة، وظهرت فيه بيوت حديثة نسبياً استقر فيها أبناء الحي الأصليون أو من يرتبطون بهم، وضمن هذا التحول نشأ مقهى “آوات”، الذي أسسه رجل كردي يحمل الاسم ذاته، عاش في الفلوجة لعقود، ليمثل نقطة التقاء لأبناء الحي القديم ممن بقوا على صلة بجذورهم.

خالد صكر – إعلامي من الفلوجة، لشبكة 964:

حي السراي هو نقطة البداية في تاريخ الفلوجة الحديث، وكان مقراً لعدة مؤسسات رسمية بسبب قربه من نهر الفرات، منها دائرة النفوس ومركز الشرطة والخان.

المنطقة كانت منظمة أكثر من غيرها، بعكس المناطق العشوائية الأخرى في المدينة.

أشهر عوائل الفلوجة سكنت الحي في ذلك الوقت، وهو ما يزال يمثل جزءاً من النواة الحضرية للمدينة.

بالقرب من حي السراي يقع “مقهى آوات”، أحد أقدم المقاهي في المدينة، يرتاده كبار السن ويقدم الشاي والأراكيل، ويتميز بموقعه قرب جسر الفلوجة القديم، ما يجعله مكاناً معروفاً لسكان المدينة.

تأسس مقهى أوات قبل سنوات طويلة على يد رجل كردي يُدعى “آوات”، عاش في المدينة لعقود من الزمن وأصبح جزءاً من نسيجها الاجتماعي. وقد أطلق على المقهى اسمه، ليبقى شاهداً على حضوره وتأثيره في المجتمع المحلي.

ومنذ افتتاحه، ظل المقهى وجهة مفضّلة لأبناء مدينة الفلوجة بمختلف أطيافهم، لا سيما كبار السن ورواد المجالس الثقافية، إذ يمثل مكاناً للتلاقي وتبادل الأحاديث والنقاشات اليومية.

عبدالستار الكبيسي – من سكان حي السراي، لشبكة 964:

نعيش هنا منذ زمن طويل، والمنطقة قديمة لكنها مستقرة.

ونمارس حياتنا بشكل طبيعي سواء في العمل أو التجارة أو العلاقات الاجتماعية، ويفتح سوق الحي أبوابه صباحاً ويغلق عند الغروب كما هي عادة المناطق القديمة.

Exit mobile version