نتذكر حين كانت الفنادق والمطاعم "عيب"
مشاهد جديدة من سماء راوة.. طريق العراق إلى الشام بين النهر والجبل (فيديو)
راوة (الأنبار) 964
مشاهد جديدة توثق جمال مدينة راوة على شط الفرات.. وهدوء حياة أهلها، فالمدينة القديمة التي تقع بين الجبل والنهر، على طريق قوافل التجارة بين بغداد والشام، شهدت متغيرات كثيرة، منها ما قلب وجه المدينة وأزاحها حين غمرت مياه سد حديثة جانباً من المدينة القديمة، إلى جانب متغيرات اجتماعية، فراوة كانت معروفة أنها بين مدن عراقية كثيرة لا تضم فنادق ولا مطاعم، فالعراقيون لا يبيعون الطعام لضيوفهم ولا يتقاضون أجرة المأوى، بل يكرمون ضيوفهم وما زالوا، لكن الحال تطوّر اليوم قليلاً مع الحياة الحديثة وتقدم القطاعات التجارية والسياحية.
وتُعرف راوة ببيئتها الزراعية، كما استقر فيها صيادون وحرفيون ومزارعون، واحتفظت بعلاقات اجتماعية متماسكة انعكست على أنماط الضيافة والعمل فيها.. لكنها شهدت تغيرات عمرانية واضحة بعد تسعينيات القرن الماضي، لا سيما بعد غرق مركزها القديم نتيجة إنشاء سد حديثة، ما أدى إلى انتقال السكان وتشكل سوق ومناطق سكنية جديدة على أطراف المدينة.
كنوز عراقية:
هاني مهدي – من أهالي المدينة، لشبكة 964:
كانت مدينة راوة قديماً تمتاز بموقع يعرف بالمسطاح، يربط الشارع الرئيسي بقلعة المدينة، وهناك قطعة مائية كانت السيارات تعبرها باستخدام زورقين بمحركين، ينقلان السيارة من طرف إلى آخر.
المدينة كانت محاطة بالبساتين وتنتج مختلف أنواع الخضروات والفواكه، مثل البطيخ، الرقي، الخيار، الفلفل والطرعوزي، وكانت هذه الزراعة تغطي حاجات المنطقة بأكملها.
لم تكن هناك مطاعم أو فنادق، بل كان الأهالي يستقبلون الضيوف في بيوتهم ويوفرون لهم الطعام والمبيت مجاناً.
كانت المحلات متجاورة وكبار السن يجتمعون فيها بشكل يومي، ومعظم الأهالي كانوا يعملون في النجارة، الحدادة، البناء وصناعة الجص المعروف محلياً بالجص الفاخر، والذي يستخرج من الحجارة المحروقة ويستخدم في البناء، ويتميز بالصلابة مقارنة بالجص الحديث.
الصيد كان يتم باستخدام الشباك عندما يكون الماء جارياً، أو بطريقة “الشص” وهي وضع طعوم مربوطة بحبال وأثقال تلقى في منتصف النهر.
كما كان الصيادون يبنون مصائد تعرف بالرصيف، تصنع من “الشَلس” وتوضع على شكل سور داخل الماء لتجميع الأسماك.
بعد ارتفاع منسوب المياه بسبب إنشاء سد حديثة، غرقت راوة القديمة، واختفت معالمها، وانتقل السوق للخارج وامتدت البيوت نحو المناطق الجديدة، ومع ذلك حافظت المدينة على طابعها المحلي.
شهدت راوة في تسعينيات القرن الماضي تطورات تدريجية، إذ ظهرت المطاعم وتوفرت وسائل النقل الحديثة، وكانت هناك سيارات محلية قديمة تعرف بـ”العروبة” و”الأمانة”، تنقل الركاب من راوة إلى بغداد مروراً بعنة، الحقلانية، الحديثة، هيت والرمادي.
كما كانت هناك نقطة تعرف بـ”القطعة” في منطقة الشريعة تربط راوة بالمستشفى القديم، الذي كان يضم قسماً للأرصاد الجوية وملعباً رياضياً ما يزال قائماً حتى اليوم.
في راوة نشأت وتعلمت، وكلما غادرت المدينة لا أستطيع البقاء بعيداً عنها طويلاً، فهذه المدينة هي الأصل بالنسبة لي.
ناجي الراوي – تربوي، لشبكة 964:
المسطاح كان مركزاً للتجارة المحلية، ويتكون من دكاكين وورش حرف مختلفة مثل النجارة والقصابة.
أبناء البادية والدليم كانوا يجلبون منتجاتهم من دهن وغنم وحليب وصوف، ويعرضونها في هذا السوق.
التجارة كانت تمثل العمود الفقري للحياة اليومية، وتنقسم إلى تجارة داخلية وخارجية تمتد نحو الموصل وبغداد وسوريا.
راوة تقع بين الجبل والنهر، وتتميز بأزقتها الضيقة وبيوتها ذات السطوح المتلاصقة.
النهر كان المتنفس الرئيسي للسكان، ويحتوي على جزر طبيعية سكنتها عائلات عريقة، مثل جزيرة سيد أحمد المدرس وجزيرة الكرابلة، وكانت تعتمد على الزراعة وأشجار النخيل.
بعد إنشاء سد حديثة غرقت المدينة القديمة، وانتقل أهلها إلى منطقة جديدة تمتد من راوة حتى أطراف الحضر، وهو ما غير المشهد العمراني والسكني للمدينة.
راوة وعنه:
اختيارات ملائمة لمناخ العراق
تصوير جوي من ضفة الفرات بالمشهد الجديد.. كورنيش ساحر وأشجار الصنوبر ستعلو
راوة جهزت "الفسقات"
تم تصوير هذه الأفراح قبل قرار المالكي بفتح استيراد البصل!
الفكرة أعجبت الفتيان
انتخابات وبايسكلات في شوارع مدينة راوة!
مشاهد جوية من المدينة الساحرة