أشاد بحكمة الفصائل

طيار عراقي يناقش إسقاط بغداد لطائرات إسرائيل “بدل تظاهرات تتسبب بازدحام”

964

أشاد الخبير العسكري الطيار أحمد الشريفي بحكمة الفصائل العراقية في قرارها بعدم التدخل لصالح إيران في أول حرب مباشرة مع إسرائيل، وقال إن ذلك يجنبها ضربات أميركية وإسرائيلية، مؤكداً أن القرار يتسم بالحكمة من حيث تقييم الأوضاع، وقال الشريفي إن التظاهرات في الشوارع والتسبب بازدحام قد يزيد النقمة الشعبية خاصة مع القلق بشأن الغبار النووي، خاصةً وأن الفصائل تصدر مواقفها الواضحة في الإعلام بما لا يترك داعياً للتظاهرات، عوضاً عن ذلك ناقش الشريفي اتخاذ العراق إجراءات فعلية لمساندة إيران، من بينها إسقاط الطائرات الإسرائيلية التي تمر بأجوائه، لكنه أشار إلى أن الطائرات المهاجمة بصواريخ “هارم” بإمكانها استهداف الرادارات العراقية المرافقة للمضادات من على بعد 150 كم، بينما يحتاج المضاد العراقي لاقتراب الطائرة منه على بعد 20 كم ليتمكن من إسقاطها، مستعرضاً بذلك التحديات الفنية والعسكرية لهذه المساعي، وقال إن على العراق أن لا يخرج عن حساباته قيود اتفاقية الإطار الستراتيجي بهذا الصدد.

كتائب حزب الله: سنضرب القواعد الأميركية في المنطقة إذا ...

كتائب حزب الله: سنضرب القواعد الأميركية في المنطقة إذا تدخلت بالحرب

أحمد الشريفي- خبير أمني وستراتيجي، في حوار مع الإعلامي محمد جبار تابعته شبكة 964:

لا شك أن عدم تدخل الفصائل العراقية هو قرار حكيم ولا أستبعد أن إيران تدفع باتجاه عدم التدخل إدراكاً منها للحقيقة التالية، أن إسرائيل تبحث عن ذريعة، فإن قامت الفصائل بأي عمل عسكري ستتخذ من عملهم ذريعة لضرب الفصائل، فضلاً عن أن الفصائل إذا ضربت فستضرب المصالح الأمريكية أو الوجود الأمريكي، وهذه الضربة بحد ذاتها ستدفع الولايات المتحدة إلى الوقوف بجانب إسرائيل في عمليات باتجاه العراق، فإذن القرار من حيث التقييم هو قرار حكيم، لإسقاط الذريعة على أن يكون العراق جزءاً من معادلة الصراع الجغرافية.

قضية التظاهرات لا جدوى منها، أنتم ترسلون رسائل عبر الإعلام وهذا يكفي، أما التظاهرات فتخلق اختناقات مرورية وترفع نسبة النقمة ضدكم والشارع مستاء وقلق جداً من الحديث عن الغبار النووي وما إلى ذلك.

ثم ما هو مبرر غلق المنطقة الخضراء.. لا تكونوا أنتم السبب وتفقدوا رصيدكم الجماهيري! لا تصبحوا عبئاً على الوطن، فأنتم لكم موقف نبيل، لا تتصرفوا بتصرفات تصادرون بها حقوق الآخرين الذين هم غير مقتنعين.

إذا كنت تريد أن تدير الصراع فكن حذراً في مسألة الحفاظ على الحقوق الدستورية وفي مسألة إدارة الأزمة حتى تسقط الذريعة، فهناك معترك خطر جداً والعراق مضطر للدخول في معادلة الصراع، ولكي يتلافى الأمر لابد أن يتصرف بحكمة.

مسألة المرور والسيادة الجوية مقيدة تقييداً تاماً بموجب اتفاقية الإطار الستراتيجي والاتفاقية الأمنية، لدينا الأحزمة النارية لحماية الأهداف الحيوية، والصواريخ بعيدة المدى، متوسطة المدى، أو قصيرة المدى، وهناك نوع من الصواريخ يطلق عليها بالصواريخ القُطرية، البانتسير (الرادع) من الصواريخ القُطرية، وأقصى مدى له في أفضل الظروف 20 كيلو، في حين أن الطائرات التي تدخل الآن تحمل صاروخ “هارم” يستهدف رادار بطاريات الصواريخ من 150 كيلو فضع في حساباتك أنك مقيد باتفاقية الإطار الستراتيجي والاتفاقية الأمنية.

في هذه المرحلة لا تستطيع الولايات المتحدة أن توقف إسرائيل، واضح جداً أن إسرائيل ماضية باتجاه الإعلان عن خط الشروع في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يفترض أن تكون إسرائيل صاحبة اليد الطويلة فيه ابتداءً من كونها بوابة الشرق الأوسط للغاز الطبيعي لأوروبا، وهذا يفسر الدعم الألماني والبريطاني والفرنسي للعمليات الجارية، أتفق في أن الولايات المتحدة سابقاً هي التي منعت ضرب الفصائل في العراق، أما الآن فالولايات المتحدة مع إسرائيل قد تقاسموا الأدوار، والنظام الدولي الجديد على مستوى العالم يكون فيه القطب الأوحد هي الولايات المتحدة، أما على مستوى الشرق الأوسط فيجب أن تطبق نظرية السلام الشامل ولا أحد يقف أمام السلام الشامل، والذي سيدير مرحلة ما بعد الحرب الحالية هي السعودية، فترى ترامب في بداية ولايته لم يزر أي دولة أوروبية ولم يتحرك على أي دولة بالعالم سوى ثلاث دول السعودية قطر الإمارات، وقام بتقسيم الأدوار، الطاقة لقطر والاستثمار للإمارات والدور القادم إقليمياً في الشرق الأوسط للسعودية، لأن السعودية هي صاحبة مبادرة السلام الشامل.