يوميات الصيد عند أحفاد سومر

اسمع عذوبة لهجة العمارة من جزيرة تسير مع الريح.. رمح العراق 5 رؤوس (فيديو)

هور السناف (ميسان) 964

في هذه الأيام.. ينشغل العراقيون بطمر الماء وبناء كواسر الأمواج من أجل التحرر من الضيق البحري الذي فرضته وقائع التاريخ والسياسة، لتحقيق حلم بناء أكبر ميناء عراقي مستدام ومستقر، ويبدو أن الأجداد اعتمدوا أمراً مماثلاً منذ عهود سابقة كما يُظهر فحص أساليب الحياة في الأهوار، فالعراقيون توارثوا “تطويع” المياه كما يتحدث أهل ميسان عن ما يسمونه “التهلة”.

ويشرح سكان هور السناف التابع لناحية المشرح في ميسان، كيفية صناعة “التهلة” وهي جزر عائمة “تقريباً” تستخدم للسكن أو للاستراحة واصطياد السمك، ويقوم أبناء الأهوار بقص القصب أو ثنيه على بعضه حتى يتسطح المكان، ثم تُبنى عليه بيوت بسيطة من القصب يقيمون فيها أثناء رحلات صيد الأسماك والطيور التي تستمر عدة أيام، وتساعد “التهلة” في محاصرة موجات الأسماك واصطيادها بسهولة عبر “الفالة” أو الرمح، ويفضّل الصيادون بناء “التهلة” قرب “البرگ” وهي البقع الأكثر عمقاً في الأهوار، والتي يُتوقع أنها تضم أسماكاً أكثر، ويتحدث الشيخ جاوي مطشر عن أيام شبابه، وملاحظاته، وعن اعتقاد الصيادين بأن الأسماك بإمكانها تمييز رائحة عرق البشر لتهرب بعيداً عن “التهلات”.

وعادةً ما ينفصل جزء من الأرض المزروعة بالقصب وسط الأهوار نتيجة ارتفاع معدلات المياه وتتحرك مع الرياح وتستقر بعد استقرار الرياح، ويستثمر أهل الأهوار فصلي الصيف والخريف لإنشاء “التهلات” ويستغرق الأمر أياماً عدة، يقوم خلالها الشبان بعمليات “الجباشة” (قص القصب أو ثنيه) وبعدها رصف الأرض بمادة التبن أو التراب.

فيديو: ممنوع التيه في الأهوار وتنقذك 7 مصطلحات.. صوت أرض ...

فيديو: ممنوع التيه في الأهوار وتنقذك 7 مصطلحات.. صوت أرض عراقية نادرة

جاوي مطشر – صياد، لشبكة 964:

يتم تحديد مجرى المياه من قبل الصيادين وهم على التهلة، وبناءً على ذلك يجري يقوم الصيادون بتحديد حركة الأسماك، وأماكن دخولها وخروجها من بين القصب المزروع وتقدير أعدادها ثم إقامة فتحة منتصف القصب (التهلة) ليتم اصطياد أكبر كمية من السمك باستخدام الفالة (وهي أداة للصيد مصنوعة من الحديد تشبه الرمح بخمسة رؤوس).

حمود محيسن – صياد، لشبكة 964:

نقوم بثني القصب وبناء سوباط كبير وذلك للعيش عليها وبناء مساكن.

نبدأ بكسر القصب أو ثنيه ليكون بمستوى واحد، ثم نقوم بردمه بقصب آخر لتكون الأرض مرتفعة نسبيا ثم نقوم بنشر التراب ليكون موضعاً للسكن.

الآن لا يمكن أن نقوم بذلك بسبب الجفاف الذي لحق بالأهوار.