حمرين (ديالى) 964
قرار إيران بتفريغ سدودها وتمرير بعض السيول أنعش الجزء الشمالي من بحيرة حمرين التي تتغذى على نهر ديالى (أو سيروان بالتسمية الإيرانية)، الأمر الذي شجع أسراب النوارس على الاستيطان والتكاثر بأعداد كبيرة للغاية، ورغم أن الموسم المطري هذا العام كان ضعيفاً لكن مناسب بحيرة حمرين في ديالى تحسنت مؤقتاً، خاصةً وأن مساحات كبيرة خرجت عن الخطة الزراعية الأمر الذي قلل استهلاك المياه، واستثمرت طيور النوارس هذه الفسحة، وسارعت إلى بناء أعشاش على الأرض بعكس كثير من الطيور التي تحب قمم الأشجار أو المرتفعات، ووضعت بيوضها، ووثقت كاميرا شبكة 964 فراخاً صغيرة فقست للتو، ويقول الخبير البيئي أياد عباس إن بعض هذه الطيور مهاجرة، وبعضها مستوطن بين نهر ديالى ودجلة، وتعود إلى البحيرة عند توفر المياه والغذاء في موسم التزاوج الذي يمتد من آذار حتى تموز، لتبني أعشاشها في جزر معزولة وسط البحيرة بعيداً عن البشر والحيوانات المفترسة، قبل أن تبدأ بالهجرة مجدداً عند انخفاض المنسوب أو تراجع مصادر الغذاء.
عن الطيور في العراق
وعلى الرغم من التحسن البيئي، لا تزال المنطقة المحيطة بالجزيرة مصنفة كموقع غير آمن، بسبب استمرار التهديدات من خلايا تنظيم داعش التي كانت تنشط في محيط البحيرة، خصوصاً في المناطق المتاخمة لطريق العظيم، ونتيجة لهذه المخاطر، تخضع بعض المواقع المحاذية للبحيرة لقيود أمنية مشددة، وتمنع زيارتها بدون موافقات خاصة، حيث حصلت شبكة 964 على تصريح رسمي خاص مكن فريقها من الوصول إلى الجزيرة النائية داخل البحيرة وتوثيق التغيرات البيئية غير المسبوقة، لتصبح بذلك أول وسيلة إعلام عراقية تدخل هذا الموقع وتسجل نشاط الطيور وتغير مستوى المياه، ضمن فترة زمنية محددة لم تتجاوز الساعة، وبإشراف مباشر من القوات الأمنية.
حياة برية
أياد عباس – خبير بيئي، لشبكة 964:
نهر ديالى، المعروف في إيران باسم “سيروان”، هو المصدر الرئيسي لتغذية بحيرة حمرين، وتمر عبره مياه تأتي من إيران ومناطق جبلية شرقي ديالى، مثل خانقين وجلولاء، على شكل سيول موسمية غير منتظمة، تكثر في الشتاء والربيع.
خلال الأشهر الماضية، تم إطلاق كميات مياه من سدود إيرانية بشكل غير منتظم، وصلت إلى نهر ديالى ورفعت منسوب بحيرة حمرين، وبعض هذه الإطلاقات تم لغرض تفريغ السدود أو تمرير السيول، ما جعل البحيرة مخزوناً مؤقتاً.
رغم أن الموسم كان جافاً، شهدت بعض مناطق ديالى وشرق العراق سيولاً مفاجئة بين شباط وآذار ساعدت على تغذية البحيرة، في وقت امتنعت فيه مساحات زراعية واسعة عن الزراعة هذا العام، ما قلل من استهلاك المياه وساهم في ارتفاع المنسوب.
أما النوارس، فبعض أنواعها ليست مهاجرة بالكامل، بل مقيمة جزئياً وتنتقل بين نهر ديالى ودجلة في بغداد، وتعود إلى البحيرة عند توفر المياه والغذاء.
فترة تزاوج هذه الطيور تمتد من آذار إلى تموز، وخلالها تختار النوارس مواقع معزولة وسط البحيرة لبناء أعشاشها، بعيداً عن البشر والمفترسات، ومع انخفاض المنسوب أو نقص الغذاء تبدأ بالهجرة التدريجية.