شارع المتنبي (بغداد) 964
أقام بيت المدى للثقافة والفنون في شارع المتنبي وسط بغداد، جلسة استذكار وتأبين لعميد المسرح العراقي الفنان الراحل حقي الشبلي، أحد أبرز رواد الحركة المسرحية في العراق والعالم العربي، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والفنانين والمثقفين، الذين سلطوا الضوء على مسيرته الفنية الطويلة وإرثه الكبير الذي تركه في ذاكرة المسرح العراقي.
فيديو: المدى تحتفي بالعراقي الفلسطيني روحي الخماش.. مؤسس الموسيقى الحديثة والموشحات
نجم تلفزيوني من عراق الخمسينات.. المدى تحتفي بالمؤلف والمؤرخ حسين أمين
زهير حميد البياتي – أكاديمي وباحث في الشأن الفني لشبكة 964:
تأثير الشبلي واسع وملموس، وظهر هذا التأثير الفني والإبداعي على الطلاب الذين تخرجوا من تحت يديه. كما قلتُ أنا في الجلسة، هؤلاء الأساتذة كلهم كانوا متأثرين بأستاذهم حقي الشبلي، وبالإضافة إلى تأثرهم، والذي أخذوه منه بشكل مباشر، توسّع هذا التأثر وأخذ جوانب إبداعية أعلى وأوسع، لكون هؤلاء الأساتذة درسوا في الخارج، وتعرّفوا على المدارس الحديثة في المسرح بمفرداته جميعها من إخراج وتمثيل وتقنيات، إلى آخره.
حقي الشبلي أصبح علامة بارزة من علامات المسرح العراقي، لم يُذكر المسرح العراقي سواء في العراق أو في الدول العربية، وحتى في العالم كما أعتقد إلا ويُذكر حقي الشبلي.
كما تذكر المصادر، فإنه وُلد في محلة الحيدرخانة، المحلة البغدادية العريقة، ودرس الابتدائية في مدارسها، وأكمل في مدرسة التفيض، وهذه المدرسة كانت معروفة بأنشطتها الفنية.
عندما أتت فرقة فاطمة رشدي استعانوا بهذا الطالب النشط، الذي كان يساهم مساهمة كبيرة في المسرحيات التي كانت تقدمها هذه المدرسة.
أبرز الأعمال: مسرحية “يوليوس قيصر” لشكسبير، طبعًا هذه المسرحية اشترك فيها معظم الطلاب الذين كانوا يدرسون تحت يديه في معهد الفنون الجميلة.
هذه المسرحية تركت أثرًا كبيرًا وأصبح لها أصداء كبيرة في الوسط الفني والأدبي، ولا تزال تُذكر كلما تم الحديث عن معهد الفنون الجميلة وعن المنجز الذي قدمه المعهد.
كثير من المسرحيات التي اشتغل عليها حقي الشبلي كان يمتاز فيها بميزة معينة، فعندما يعمل على إخراج عمل مسرحي، كان هو من يقوم بالإخراج، وهو من يجسّد الشخصية الرئيسة في العمل.
هذه كانت ميزة عنده، يمكن أن نسميها نرجسية فنية غير مؤذية.
من المسرحيات التي أخرجها: مسرحية “وحيدة” (موسى الشابندر)، وكان يُطلق عليه اسم “علوان أبو الشرارة” لأسباب اجتماعية كثيرة في وقتها.
ومسرحية “جزاء الشهامة”، ومسرحية “صلاح الدين الأيوبي “، و”في سبيل التاج”.
ولد سنة 1913 وتوفي عام 1985، بسبب تقدم العمر، وربما كانت هناك أسباب أخرى، لكن لم يُعلَن عنها.
الحقيقة، أنا لم أدرس على يديه، لأن هناك فترة زمنية تفصل بين عمري وبين الفترة التي كان يُدرّس فيها، لكنني عشت مراحل حياته عندما اخترتُ عينة من عينات الدكتوراه، وهي “مسرح حقي الشبلي” أو “مسرح أيام زمان”، وعرفتُ عنه الكثير، تقريبًا عن قرب، من خلال هذه العينة التي اخترتها عن حياة حقي الشبلي، وعرفتُ عنه الكثير من جزئيات حياته.
وسط هذه المسيرة، يبقى حقي الشبلي علامة بارزة من علامات الإبداع، وعلامة من علامات المسرح العراقي والعربي.
رفعت عبد الرزاق – مدير جلسة المدى لشبكة 964:
من سِمات الاحتفالات أو الجلسات في بيت المدى، أن نحيي ذكرى الرواد الذين لهم أهمية فكرية في العراق بكل جوانبها وأبعادها.
اليوم اخترنا حقي الشبلي. الحديث عن حقي الشبلي حديث طويل.
هذا الرجل هو رائد المسرح العراقي، هو مؤسس المسرح العراقي الشرعي.
هو الذي أوجد شرعية للمسرح والتمثيل في العراق، في وقت كان التمثيل يُعد مهنة مزرية في نظر الناس.
هو من أسرة بغدادية، وقد سكنت محلة جديد حسن باشا. وكان أبوه عسكريًا في بغداد، مدير السجن العسكري. وقد نشأ ميسوراً كما يُقال.
عشق التمثيل من فترة مبكرة من حياته، وبرز في المسرح المدرسي.
ولكن عندما بدأت الفرق الفنية المصرية الكبيرة فرقة فاطمة رشدي، وفرقة عزيز عيد، ويوسف وهبي يأتون إلى بغداد، كان هو لصيقاً بهم، وتعلم منهم، وصار واحداً منهم.
أكمل دراسته في القاهرة، ثم باريس، وكان رائداً من رواد المسرح العراقي، بل إن أغلب المسرحيين الآن هم تلاميذ لحقي الشبلي.
المسرحيون العراقيون، بلا استثناء، كلهم يعترفون بأنه لولا حقي الشبلي لما وُجد مسرح عراقي.
هذا رجل صنع شيئاً من لا شيء، كما يُقال. ولهذا، عندما يفتخر فنان عراقي، يقول: “أنا تلميذ لحقي الشبلي”.
فكان تأثيره كبيراً ، فهو الرجل الذي كان يُنقّح الأعمال، ويشرف عليها، ويُخرج، ويُمثّل، ويحضر، وكان محبوبًا قريبًا من الفنانين والفنانات، ودائمًا يعترفون بفضله عليهم.
هذا الرجل أسس أول فرقة مسرحية منتظمة بشكل قانوني، لها نظام داخلي ومُجازة، وهي “الفرقة الوطنية التمثيلية” عام 1927، في وقت مبكر من تاريخ العراق، فهو مؤسس بكل الأحوال.
كنت أراقبه في أعماله التلفزيونية والمسرحية، بل رأيته عدة مرات في منطقة الصالحية، قريباً من دار الإذاعة والتلفزيون العراقية.
المزيد من قصص 964:
حضر الحلفي والصافي والذهبي
الكرادة تصدح بقصائد جبار رشيد.. استذكار شاعر الثلج والنار في “كهوة وكتاب”
للكاتب يوسف هداي ميس
صراع البعث والإسلاميين.. توقيع رواية “حليمة” وتوثيق البطحاء والناصرية
قائمة بأسماء الفائزين
الأنبار تعلن شاعرها.. ومشاهير الجنوب في الصف الأول
ورسمية محيبس حضرت أيضاً
الشطرة تقنع “شاعرة مخضرمة” بأول ظهور مع جمهور الأدباء
حملة شعر شعبي “ضد الطائفية”
تكريت “كربلائية جداً” كما لاحظها شعراء الجنوب في مهرجان “وطن”
بإشراف الفنان أحمد الشمالي
60 يوم مسرحيات في البصرة.. النقابة نظمت ورشة تستمر عاماً كاملاً
المركز الثقافي أطلق نادي السينما
“سر القوارير” العراقي يعرض في لندن والبطولة لـ آلاء حسين وسامي قفطان
عرض الجميع