964
تشهد أسواق العراق في الآونة الأخيرة، انخفاضاً ملحوظاً في سعر صرف الدولار، إذ وصل إلى 1440 ديناراً، بعد فترة من الارتفاع والتذبذب وسط توترات الشرق الأوسط وقيود أميركية على التجارة العراقية مع الدول الخاضعة لعقوبات، ويأتي الانخفاض معاكساً لتوقعات مرت بها أوساط التداول نهاية العام الماضي، أربكت الاقتصاد المحلي قليلاً، لكن خبراء آخرين تحدثوا لشبكة 964، يفسرون الهبوط شبه المفاجئ بركود يخيم منذ شهور على سوق العقارات وسوق السيارات العراقي وهو أكبر طرف يتداول العملة الأميركية داخلياً، ما يعني ربما تراجع عمليات غسيل أموال كبيرة تقودها أطراف نافذة كما يتداول في الأوساط السياسية والاقتصادية، فضلاً عن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي فرض تعرفة كمركية كبيرة على الصين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع داخل الولايات المتحدة وزيادة التضخم وتضرر وضع الدولار عالمياً.
الخبراء أشاروا كذلك إلى أن عودة واشنطن وطهران للمفاوضات قد أسهمت في خفض الطلب على الدولار في العراق، لأن ارتباك سعر الصرف يعود أساساً إلى وجود تجارة بطرق غير رسمية بين العراق وإيران، لكن نجاح المفاوضات وتخفيف الخناق عن نظام إيران البنكي سيخفف الضغط على دولار العراق.
ولا يستبعد الخبراء عاملاً آخر هو القيود التي وضعها البنك المركزي مؤخراً على بطاقات الفيزا والماستر كارد التي ساهمت بالحد من عملية سحب الدولار وفق السعر الرسمي وبيعه لاحقاً بالسوق السوداء.
بقي شهر: رواتب العراق في خطر وكارثة دولار أم “سلامات”؟.. اسمعوا 5 خبراء
مصطفى أكرم حنتوش خبير مالي لشبكة 964:
سعر الدولار يجب أن لا يتجاوز 1320 حتى في السوق الموازي، إذ يباع الدولار في البنك المركزي يومياً بكمية تتجاوز 250 مليون دولار وفق هذا السعر، لكن هناك تفاوتاً، أي طلبات خارج منصة البنك المركزي لا تغطى، أبرزها التجارة مع إيران، التجار الصغار، وتهريب بعض البضائع عن طريق كردستان، هذه التجارة لا تغطى بشكل رسمي وبالتالي يشتريها التاجر من السوق الموازي.
مفاوضات الوضع الإيراني
الآن هناك مفاوضات في إيران إذا نجحت وفُك الخناق عن نظامها البنكي، هذا يخفف الضغط على دولار العراق بالتالي ينخفص سعر الصرف الموازي.
الحل يكمن في إيجاد منصة حقيقية للتعامل المالي مع إيران، كما يجب تغطية التجار الصغار عن طريق شركات متخصصة تغطي طلباتهم، إلى جانب إيقاف التهريب، وحل مشكلة الدول المعاقبة التي يقصدها المسافرون.
خبير اقتصادي يقترح حلاً يرفع قيمة الدينار أمام الدولار خلال أسبوع واحد
خالد حيدر – أكاديمي، لشبكة 964:
الاقتصاد العراقي مرتبط بالاقتصاد العالمي وإيراداته تعتمد على النفط الذي يسعر بالدولار الأمريكي.
ترامب وسوق أمريكا
الاقتصاد الأمريكي اليوم يشهد انخفاضاً في مبيعات التجزئة وخاصة بعد زيادة الرسوم الجمركية على دول لا سيما الصين، وهذا انعكس على الاقتصاد الأمريكي إذ ارتفعت أسعار السلع المستوردة، وتضاعفت معدلات التضخم، كما ضعفت الثقة بالاقتصاد الأمريكي وانخفضت معدلات الفائدة، هذا بدوره يؤثر على توقعات النمو.
الاقتصاد العالمي اليوم بدأ تدريجياً بالاعتماد على عملات أخرى، مثل تكتلات دول البريكس، فأصبحت هناك أقطاب أخرى مؤثرة في الخريطة العالمية.
اليوم يوجد نوع من الثقة بأداء البنك المركزي فيما يتعلق بالدولار، سيما تقييد التعامل الإلكتروني بالبطاقات التي كان يستخدمها المسافرون ويحصلون من خلالها على الدولار بسعر منخفض ثم يسحبونه في الخارج بسعر السوق الموازي ويستفيدون من الفرق عندما يعودون إلى العراق ويبيعونه من جديد، وهذا الإجراء حد كثيراً من عمليات الغش وسحب الدولار.
أيضاً هناك توجه اليوم نحو التعامل بالذهب وأسعاره مستمرة بالارتفاع إذ أصبح ملجأ آمناً وأفضل من الدولار، والكثير يرى أن يحتفظ برأسماله على شكل سبائك ذهبية، مما أثر في الثقة بالدولار وانعكس على قيمته.
تطور حساس ينتظر دولار بغداد بعد 6 شهور وواشنطن ستأخذ دور البنك المركزي.. خبير بارز
نبيل جبار التميمي – خبير اقتصادي، لشبكة 964:
لا توجد أسباب سياسية لهذا الانخفاض، وهو ضمن المعدل الطبيعي للتذبذب لأن الدولار وصل سابقاً إلى 1400، وصعد إلى أكثر من 1500، كما لا يوجد حدث كبير حالياً أثر في السعر، فضلاً عن أن إجراءات البنك المركزي ثابتة ولم يطرأ عليها تغيير.
ركود سوق العقار والسيارات العراقي!
العراق هذه الفترة يشهد ركوداً، في سوق السيارات والعقارات، وهذا هو السبب الرئيسي، لأن تجار السيارات يتعاملون بشكل حصري بعملة الدولار، ولا يستخدمون الدينار، كما ظهرت اليوم شركات تستورد السيارت الكهربائية وتلاقي رواجاً كبيراً بين العراقيين إلى جانب أنها تقبل التعامل بالدينار.
إهمال الجانب الذي يتعامل بالدولار إن كان في سوق السيارات أو العقارات أدى لانخفاض الطلب على الدولار، وهذا الانخفاض نسبي لا يتجاوز 2.5% أو 3%.
قضية التعرفة الجمركية التي حددها ترامب لم يتأثر بها العراق ولا يوجد أي ربط في ذلك، وفيما يتعلق بالمفاوضات بين إيران وأمريكا، فإنه في حالة التوترات يفترض أن يزيد الطلب على الدولار، وأن ينعكس ارتفاع السعر في طهران على دولار العراق باعتبار وجود حوالات غير رسمية وهذا ما لم نشهده، كما أن وجود إجراءات تتعلق ببطاقات الماستر كارد وعمليات السحب، يفترض بها أن ترفع السعر لأن التضييق على البطاقات، يخنق الأسواق بالتالي يرفع أسعار التداول بالسوق السوداء وما حدث هو العكس.
الانخفاض يعود لعوامل داخلية لأنه منذ 6 أشهر تقريباً بدأ ركود واضح في أسواق السيارات والعقارات التي تتعامل بالدولار، هذا الركود خفف الطلب على استخدامه.
عمار حمد – نائب محافظ المركزي في تصريح للصحيفة الرسمية، تابعته شبكة 964:
التحسن الذي يشهده سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في الأسواق المحلية يعود إلى سياسة المركزي التي انتهجها خلال الفترة الماضية، وتمتع البلاد باحتياطيات مالية ضخمة.
الانخفاض سيستمر خلال الفترات المقبلة.
اقرأ أكثر عن عقارات العراق:
الأولوية للطابوق
السماوة ترفض الشقق.. البناء يتسارع بانتظار 40 ألف بيت جديد والمتر بمليون
بصمات القزاونة وآل شلاه
مبارك يتأمل شناشيل المدن الأربعة.. ماذا بين البصرة والحلة وبغداد والموصل؟
لاسيما عقارات الدورة
إيقاف إزالة بيوت بغداد المتجاوزة.. تطمين من الأمانة بعد دموع سيدات بغداد
لأن التبريد يبدأ بالبناء قبل السبالت
الموصل تطلب “خلفات” طابوق من الجنوب وتفكر بالتخلي عن البلوك الحار (فيديو)
نداء إلى الصدر وزيدان والسوداني
وضعونا في قفص مثل المجرمين.. سيدات بغداد في الدورة خائفات ويحبسن الدموع
عرض الجميع