البارزاني يخاطب العمال وكل الكرد: انتهى زمن الحروب.. اتركوا السلاح

أربيل – 964

قال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، اليوم الجمعة، إن الأمة الكردية ستحصل على حقوقها مع الوقت، وإنه لا يفضل أن يلجأ الكرد إلى العنف والسلاح بأي حال من الأحوال إلا للدفاع عن أنفسهم، مؤكداً أن حزب العمال إذا أراد أن يبقى وأن يكون له دور، فيجب أن يتخلى عن العنف ويترك القتال لأنه يؤجج الخلافات، وفيما أوضح أن علاقات الكرد اليوم مع تركيا جيدة ويمكن استثمارها في استقرار سوريا، بيّن أنه نصح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بعدم اليأس وأن يلجأ إلى الحوار، وأن يتخلص من أي نفوذ خارجي إلى جانب توحيد الموقف الكردي.

البارزاني: السوداني اتفق مع حكومة الإقليم وأحترمه لكن “ما خلوه”

البارزاني: ترامب عاد إلى الله وأهنئه.. الناس ذكر وأنثى فقط

جانب من حديث مسعود بارزاني مع الإعلامي إيلي ناكوزي على قناة شمس تابعته شبكة 964:

المصلحة القومية العليا وظروف المنطقة تطلبت أن نلتقي بقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، الذي نصحته بأن لا ييأس وأن يلجأ إلى طريق الحوار وأن يتخلص من أي نفوذ خارجي إلى جانب توحيد الموقف الكردي.

الرئيس الإيراني كان لطيفاً وودوداً ويتكلم الكردية كلغة أم، ويريد أن يطور العلاقات معنا بشكل أكبر، وللمصادفة فكلانا مولودان في نفس المدينة وهي مهاباد، وزيارته فرصة جيدة لتحسين العلاقات مع الكرد.

الأمة الكردية ستحصل على حقوقها مع الوقت، ولا نفضل أن يلجأ الكرد إلى العنف والسلاح بأي حال من الأحوال، فحزب العمال إذا كان يريد أن يبقى وأن يكون له دور، فيجب أن يتخلى عن العنف ويترك القتال لأنه يؤجج الخلافات، أما إذا اضطر أحدنا أن يدافع عن نفسه فهذه مسألة أخرى.

علاقتنا مع تركيا جيدة، ونحاول أن نستخدمها لاستقرار المنطقة، ومن الممكن استثمارها في استقرار سوريا أيضاً، فالمسؤولون هناك يؤكدون على الأخوة التركية الكردية، وهذا خطاب جديد في تركيا وكان يعتبر كفراً في المرحلة السابقة، فالمشكلة هي مع حزب العمال وعليه أن يلقي السلاح ويجب البحث عن الحلول السلمية.

تفاجأت بسرعة انهيار النظام السوري، وليس بالانهيار نفسه، لأنه كان سيحصل عام 2011 لولا الدعم الروسي والإيراني وحزب الله اللبناني، فالسيناريو الذي حصل في الموصل 2014 قد تكرر الآن في حلب.

ما نسمعه من القيادة السورية الجديدة طيب ومعقول، ولكن من حقنا أن نكون حذرين، فالكلام لوحده لن يؤدي إلى نتيجة، لكنه من الممكن أن يفتح المجال للأفعال، ولذا نأمل أن يترجم الكلام إلى أفعال وحلول للمشاكل الراهنة، وعلينا أن ننتظر.

نأمل من النظام السوري الجديد أن ينهي معاناة الشعب الكردي وباقي مكونات الشعب السوري، لكي يشعروا بمواطنتهم وإنسانيتهم.

ندعو الشعب الكردي في سوريا أن يسلكوا طريق الحوار، ونطلب من دمشق أن تتفهم الخصوصية الكردية في المنطقة.

أنا أترك القرار لهم، بأن يتفاهموا فيما بينهم، ولا نريد أن نحدد نوع الحل في سوريا، فهم من يجب أن يقرروا كيف يتفقون مع دمشق.

المصلحة القومية العليا وظروف المنطقة تتطلب أن ألتقي بالسيد مظلوم عبدي، وجاء مشكوراً وتبادلنا الأفكار والتصورات والتوقعات، ونصحته بأن لا ييأس وأن يلجأ إلى طريق الحوار وأن يتخلص من أي نفوذ خارجي إلى جانب توحيد الموقف الكردي.

أكراد سوريا متفائلون بحذر، ولديهم مخاوف أيضاً لأن المستقبل مجهول بالنسبة لهم، لكن سنعمل ما بوسعنا لكي يحصلوا على مستقبل مستقر ومزدهر، فهم يريدون أن يكونوا جزءاً من سوريا، ولكن بشرط الحصول على حقوقهم التي حرموا منها منذ تأسيس الدولة السورية.

لم أنصح مظلوم عبدي بالاصطدام بحزب العمال، ولكن حان الوقت لكي يترك (حزب العمال) سوريا وأن يترك الأطراف هناك لتتعامل مع الوضع، فالوقت قد حان لكي يترك المنطقة، فوجود الحزب صار مشكلة كبيرة ويعطي المبرر للتدخل التركي.

بمقدور إقليم كردستان أن يلعب دوراً في الساحة الكردية في سوريا عبر توحيد الكلمة والتشجيع على الحوار مع دمشق، والاستفادة من تجربتنا في العراق، وهذا لا يعني أن تستنسخ تجربة الإقليم هناك، فلكل جزء خصوصية، ونحاول أن نساعدهم اقتصادياً ونتمنى أن لا نحتاج لا نحن ولا هم للجوء للمساعدة العسكرية.

إذا تعرض أكراد سوريا إلى الظلم، وكنا نستطيع مساعدتهم، فسنساعدهم، فما زالت لدينا مخاوف من أن يتعرضوا للظلم مرة أخرى، ولكن نأمل أن لا يحصل ذلك.

نفهم الفيدرالية على أنها التوزيع العادل للثروات والسلطة، وهي حل ناجح للدول التي تشمل قوميات متعددة، وفي سوريا الكثير من القوميات والمذاهب، ولا بأس بالفدرالية كحل في سوريا، ولكن إن كانت هناك معوقات أمامها فليختاروا الحل المناسب بأنفسهم.

لا نريد استثمار فرص لا يمكن معرفة نتائجها، فكلمة انفصال مستفزة، ولكن حق تقرير المصير حق أعطاه الله للأمة الكردية، في ضوء التفاهمات في المنطقة، أما أن ينكر علينا هذا الحق فهذا مرفوض ولن نقبل به.

الاتحاد الاختياري مقبول، ولكن أن يفرض على الأمة أن تنصاع بالقوة، فلن يحصل ذلك.

القضية الكردية قوية، ولكن تصرفات الكرد قد تجعل هذه القضية تقوى أو تضعف، فالكرد أحياناً لا يحتاجون إلى أعداء أو خصوم، ولكن تصرفاتهم هي من تضيع عليهم الفرص كما رأينا في بعض الحالات.

أي حل يرضي ويطمئن الأطراف في سوريا فهو جيد، حتى وإن كان ذلك تأسيس منطقة منزوعة السلاح مع تركيا، فأنا متفائل ولكن بحذر.

يستطيع الكرد في سوريا أن يستفيدوا بشكل كبير من تجربتنا في العراق، وأن يتجنبوا الوقوع في الأخطاء التي وقعنا فيها، فالمشكلة دائماً مع النوايا، فإذا كانت غير حسنة، فلن ينفع ألف دستور.

لكل الأكراد في المنطقة والعالم أقول إن لديهم قضية عادلة ومقدسة، ولكن لا يجوز اللجوء الى العنف، بل يجب استخدام السبل الحضارية مثل الحوار والإقناع والتشاور، كما لا يجوز أن يتخلوا عن قضيتهم.

مقتنع بأن الأكراد سيتوحدون وسأعمل على ذلك بكل ما لدي من قوة، رغم معرفتي بوجود الكثير من المعوقات والعراقيل.

Exit mobile version