التحالف الدولي سيفتح الجحيم إذا تهددنا

حاول إقناعه 3 مرات.. آخر ساعات بين السوداني والأسد وغصن زيتون إلى سوريا الجديدة

964

قال باسم العوادي الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن “التحالف الدولي” سيفتح نيران الجحيم على أي جهة تفكر بتهديد أمن العراق بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، لكنه أشار إلى أن بغداد تمد “غصن الزيتون” للسلطات الجديدة وأن العراق لن يميز بين القوى السورية ولن يدعم أي طرف ضد آخر لا عسكرياً ولا استخباراتياً، وحصر العوادي مخاوف العراق بقضيتين، الأولى هي تشكيل جماعات إرهابية تفكر بتوسيع حركتها لتشمل العراق، والثانية قيام السلطات الجديدة في سوريا بالإساءة إلى الأقليات، واستذكر العوادي محاولات السوداني الحثيثة لإقناع الأسد أكثر من 3 مرات لفهم الوضع الجديد “لكن الأسد كان يرفض” مشبهاً ما حصل بمجريات سقوط نظام صدام حسين،

العراق في الأمم المتحدة: اتفقنا على

العراق في الأمم المتحدة: اتفقنا على "إنهاء سلس" لمهمة التحالف الدولي

باسم العوادي المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، في حديث مع الإعلامي علي عماد، تابعته شبكة 964:

إجابة عن ما إذا كان العراق يعلم (بشكل مسبق عن سقوط نظام بشار الأسد) بالتأكيد لا، بدليل مشروع الوساطة الذي طرحه رئيس الوزراء في 2023، ولقائه ببشار الأسد، ومساهمة العراق الفاعلة لإرجاع سوريا إلى جامعة الدول العربية، وبضمنها أنه في عامي 2023 و2024 تحدث السوداني مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ثلاث مرات محاولاً إقناعه بأن الظروف اختلفت وأصبحت أصعب ولابد من وجود حوار وعملية سياسية جديدة.

الرسالة التي (كنا نحاول نقلها للأسد) بأن المعادلات تتغير وآن الوقت لسوريا بالانفتاح على الآخرين وبالأخص بأن يتم ترتيب واضح للعلاقة ما بين سوريا وتركيا، وهذا قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، رفض بشار الأسد ذلك، ولم يتجاوب مع وساطات الآخرين، كان هنالك نوع من التشدد في فهم الأفكار المطروحة والمتغيرات الموضوعة على الأرض.

لكن هذه نفس الوساطة التي طرحناها قبل رحيل بشار الأسد بساعات، كان هنالك رغبة بوساطة عراقية تجمع الأطراف المتنازعة على طاولة حوار، وسلطة نظام بشار مع تركيا، وأجاب بسام الصباغ وزير الخارجية السوري وقال أنها جاءت متأخرة.

ليست المبادرة العراقية هي التي كانت متأخرة، بل الحل الذي طرحه العراق كان حل الساعات الأخيرة الممكن، الذي لا يوجد غيره، وهو أن نذهب إلى معادلة سياسية جديدة وإلى جلوس بين الحكومة السورية والأطراف المعارضة وتركيا والمجتمع الغربي، وبوجود كل الفاعلين، وكان من المهم أن يحدث حراك ليقود إلى معادلة سياسية جديدة. هذا الحوار حدث في الدوحة لكن بصراحة عند وصول وزراء الخارجية الثلاث هناك كانت الأمور منتهية.

الحصار على نظام صدام حسين كان منذ 1991 حتى 2003 أي 13 سنة، كذلك فترة الحصار والرفض الشعبي (في سوريا) هو 13 سنة، فبعد هذه الفترة الطويلة لن يستطيع توفير مقومات صمود خصوصاً وأنه لا يحظى بدعم جماهيري وشعبي للمعركة، لذا لن تستطيع المقاومة، بالإضافة إلى الوضع المالي والعقوبات، فكيف تطلب من جندي مقاتل راتبه 5-7 دولارات، أو تطلب من رئيس أركان الجيش الذي راتبه 150 دولاراً أن يقاوم، وهذه فترة طويلة من الرفض الشعبي وعدم الحماس والصورة جداً قريبة لما حصل في العراق من تململ في 2002 – 2003 فحتى الحلقات الشرسة التي كانت محيطة بالنظام السابق تفتتت، وكانت تميل إلى الخلاص، كان نوع من المحاكاة في اللحظات الأخيرة والساعات الأخيرة والمدة وفي طبيعة الحصار، وفي الرفض الشعبي السوري.

كان هنالك نوع من التصورات في دور من الممكن أن يقوم به العراق، (هل كان هنالك أطراف داخلية أو خارجية تحاول أن تدفع العراق إلى هذه الحرب؟) نعم كانت هنالك مطالبات بهذا الاتجاه لكن العراق وقرار رئيس الوزراء كان القرار الوطني الحاسم، بأن يكون الدور العراقي سياسياً ودبلوماسياً وإنسانياً، والظروف لم تعد مساندة فنحن لسنا في عام 2014. لم تكن ضغوطاً بل كانت طلبات ورغبات للعراق، بصيغة “هل من الممكن؟” والعراق كان واضحاً وصريحاً، بأنه لا يؤمن بالتدخل العسكري، وانه مستعد لاتخاذ مسار سياسي يساعد في حل الأزمة.

عن قوات المعارضة السورية هناك قلق في بيان رئيس الوزراء..؟

ليست مخاوف أو قلقاً في العراق فحسب، بل من مصادرنا الدبلوماسية وفرق رئيس الوزراء، هو أن هنالك تخوفات لدى جميع الأطراف، حتى المعنية والتي تعتقد أنها تحقق قدم سبق فهناك تخوفات.

باختصار كل الأطراف المعنية في سوريا لديها تخوفات بنسبة معينة. قلقنا الأول والأكثر ونأمل أن يتبدد، فنحن منفتحون على سوريا والحكومة العراقية كان موقفها إيجابياً، وجميع الأطراف في سوريا تسمع صوتي الآن.. فلم نتدخل عسكرياً، لكننا نتخوف من قضيتين، الأولى هي بعض الجماعات المسلحة التي من الممكن أن تعتقد أنه قد حان الوقت لإعادة التطرف والإرهاب مرة أخرى، وأن تتجه نحو العراق أو تنسق مع أطراف موجودة في العراق، أو هناك مخططات ومشاريع مدعومة من الخارج من الممكن أن تحاول استهداف العراق من خلال الجماعات الإرهابية.

أقول العبارة الشهيرة التي يرددها كبار الساسة الآن وهي “أننا نحكم على الأفعال والتصرفات ولا نحكم على الأقوال” فالماضي بالنسبة لنا ولغيرنا.. لا تحاكمني على عام 2014 – 2015، فإن فعلت فأنا أيضا سأحاكمك على ما كان يصدر منك، نحن أبناء اليوم ونحمل غصن الزيتون للتغيير الذي حصل في سوريا ولجميع الأطراف، ولن ندعم طرفاً ضد آخر في سوريا ولن نقف مع مكون ضد آخر، ولن نقدم أموالاً أو دعماً عسكرياً أو مخابراتياً لجماعة ضد أخرى، وسنترك الخيار لأبناء الشعب السوري.

المخاوف الثانية للعراق هي تعريض الأقلية السورية للإساءة.. إذا ما فكرت بعض الجماعات، فالتصادم القومي أو الديني سينعكس خطاباً وسلوكاً على الداخل العراقي.

نحن لسنا متخوفين من التداعيات الأمنية فالعراق مازال طرفاً فاعلاً في التحالف الدولي الذي تشكل لهزيمة داعش في العراق وسوريا ولم ينته بعد، نقول داعش كنموذج لكن هذا التحالف مهتم ومشتغل ولديه الخطط وحتى الأسلحة مذخرة الآن، ورسالة التحالف الدولي حديثاً إلى العراق هي: أن أمن العراق هو أمن دول التحالف بالكامل، أي قوة تفكر بالتقدم إلى العراق من أي طرف أو أي جهة ستفتح عليها نار جهنم من العراقيين وقوات التحالف.

استقبلت الحكومة العراقية (إشارة جو بايدن إلى العراق) بصورة إيجابية بالتأكيد، فعندما يقف رئيس أكبر دولة في العالم (..) ويقول مستشار الأمن القومي (الأميركي) “سنحمي” العراق بالتأكيد هذه رسائل لمن يفكر بالإضرار بالأمن العراقي بأن هنالك تنسيقاً وعلاقات ومن الأفضل أن تمشي الأمور بالاتجاه الصحيح، ولكي لا يُقتطع كلامي فنحن لدينا توازنات مع تركيا وإيران أيضاً وزارنا رؤساء كل هذي الدول.