تقرير نيويورك تايمز

“بكتيريا العراق” تطورت بالحروب.. مقاومة للأدوية وتهدد 8 ملايين شخص سنوياً

964

في تقرير لها عن أثر الحروب في العراق وسوريا وأفغانستان على انخفاض مقاومة مضادات الميكروبات، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن جراح التجميل الفلسطيني في الجامعة الأمريكية ببيروت، غسان أبو ستة، أن نحو 70% من مرضاه العراقيين، يعانون من العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية المتعددة، وعدد غير قليل منهم يعانون من التهابات العظام المعقدة التي لم تستجب للأدوية، كما توقعت مجلة “The Lancet” أن تقتل مقاومة مضادات الميكروبات 8.22 مليون شخص سنوياً.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجنود الأمريكان الذي شاركوا بحرب العراق أصيبوا بنوع بكتيريا A. baumannii، حتى صارت تسمى “بكتيريا العراق”.

جانب من تقرير مطول لصحيفة نيويورك تايمز، ترجمته شبكة 964:

بحلول عام 2050، تتوقع The Lancet أن تقتل مقاومة مضادات الميكروبات 8.22 مليون شخص سنوياً، أي أكثر من العدد الذي يقتله السرطان حالياً، وتشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن طريقة الحرب في القرن 21 أصبحت محركاً رئيسياً لهذا الانتشار. تعاني دول الشرق الأوسط، مثل العراق وسوريا واليمن وأفغانستان، الآن من معدلات عالية بشكل خاص من مسببات الأمراض المقاومة للأدوية، وقد تم انتشار بعض أكثر الجراثيم المخيفة في العالم في المنطقة مثل الكلبسيلة الرئوية، الزائفة الزنجارية، الإشريكية القولونية، MRSA وبالأخص A. baumannii، وهي سلالة من Acinetobacter التي انتقلت للجنود الأمريكيين، حتى أصبحت تسميتها “بكتيريا- العراق”.

الحرب تحرم الناس من الغذاء والمياه النظيفة والظروف المعيشية الصحية، عندما تتطاير القنابل والرصاص، تصبح الجروح الناتجة مرتعاً لآثار الشظايا والحطام والأتربة التي تعج بالميكروبات، وغالباً ما ينتهي المطاف بالجرحى والضعفاء في أماكن متقاربة وغير نظيفة – حافلات النقل والقوارب المكتظة، ومخيمات اللاجئين، والمستشفيات المكتظة التي تسمح للعدوى بالتفاقم والانتشار.

يقول جراح التجميل التقويمي الفلسطيني في الجامعة الأمريكية ببيروت، غسان أبو ستة، أن العديد من مرضاه كانوا عراقيين، وهم رجال ونساء سافروا إلى بيروت للحصول على رعاية أفضل، وكان عدد كبير منهم يعانون من التهابات فشلت في الشفاء، فاضطر أبو ستة، مراراً وتكراراً، إلى تأجيل الجراحة الترميمية، فكان عدد غير قليل منهم يعانون من التهاب العظم، مع التهابات العظام المعقدة التي لم تستجب للأدوية.

وكان أحد المرضى، يعاني من قيح يخرج من كسر في ساقه، رغم تناوله المضادات الحيوية منذ أكثر من عام دون أي تحسن. وحين اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، بدأ الطبيب أبو ستة بمعاينة المرضى السوريين أيضاً، وكانت إصاباتهم أسوأ، في نهاية المطاف، ولحماية بقية السكان، بدأ أخصائيو المناعة في الجامعة الأمريكية ببيروت، بعزل جميع المرضى العراقيين والسوريين عند وصولهم، حتى يمكن اختبارهم بحثاً عن “مقاومة مضادات الميكروبات”، وهو اختصار طبي لمسببات الأمراض المقاومة لمضادات الميكروبات – البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات المقاومة للأدوية.

وفق بيانات جمعها أبو ستة، كان ما يقرب من 70%، من مرضاه من العراق وحوالي 80 في المائة من سوريا، يعانون عدوى مقاومة لأدوية عديدة.

ويقول أخصائي الأمراض المعدية،  عبد الرحمن البزري، إن المستشفى كان منزعجاً من نوع بكتيريا تسمى A. baumannii، حيث كان الميكروب كسولا، وليس ضاراً بشكل عام، إلا إذا كان لدى الشخص جهاز مناعي ضعيف، حيث يمكن أن يصيب مجرى الدم والمسالك البولية والرئتين وأي أنسجة رخوة أخرى، بما في ذلك الدماغ، كما كان لهذه البكتيريا ميزة تكيفية كبيرة، يمكنها بسهولة الحصول على جينات المقاومة.

ظهرت بكتيريا A. baumannii، كتهديد عالمي في أواخر القرن العشرين، خلال الحروب والاحتلالات التي قادتها الولايات المتحدة، وجذبت الانتباه لأنها قتلت الجنود الأمريكيين الجرحى الذين أصيبوا بها على الأرجح من خلال العيادات الميدانية أو المستشفيات في مرحلة ما أثناء عمليات الإجلاء.
وقام معهد والتر ريد، للبحوث العسكرية، بجمع بيانات من المرافق التي عولج فيها الجنود العائدون من العراق وأفغانستان، في عام 2003، كانت 12 في المائة من عدوى Acinetobacter التي تتبعوها مقاومة لمضاد حيوي رئيسي يسمى imipenem، ولكن بحلول عام 2015، ارتفع معدل المقاومة إلى 99.2 في المائة.

و يعتقد مختبر أنطوان أبو فياض في الجامعة الأميركية في بيروت، الذي انضم إلى مجموعة أبحاث طب النزاعات في عام 2017،  أن تقدير ثمانية ملايين حالة وفاة مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2050 منخفض للغاية، ويرجع ذلك في الغالب إلى وجود عدد قليل جداً من المضادات الحيوية الجديدة في طور الإعداد.

في شارع الكندي في بغداد، هناك عدد لا يحصى من الصيدليات، مضاءة بألوان زاهية مع أرضيات بيضاء نظيفة. دخلت إلى إحداها وسألت الصيدلي عن سيبروفلوكساسين، وهو مضاد حيوي مدرج في قائمة مراقبة منظمة الصحة العالمية بسبب مخاطره العالية نسبياً في اختيار المقاومة البكتيرية، لكنه سلمني الدواء دون أن يسأل أي شيء عن حالتي، لم يحدد حتى عدد الأيام التي يجب أن آخذ فيها الدواء.

في مستشفى بغداد، استطعنا أن نرى التحديات التي تواجهها أكبر مؤسسة طبية في العراق مع مرضاها الأكثر ضعفا، بدت وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، للأطفال الذين يفترض أنهم مصابون بالتهابات، بجدران بيضاء، وأرضيات مشمع، وأضواء ساطعة كاملة الطيف، وقد تم وضع ستة أطفال خدج في حاضناتهم الخاصة.

طفلة صغيرة، أرجوانية، بأرجل كانت في الأساس مجرد عظام، كان لديها أنبوب تغذية مثبت في فمها بواسطة شريطين من الشاش متقاطعين حول رأسها ووجهها. طفل آخر، ممتلئ الجسم تماما بشعر أسود نفاث، كان نائما، ورأسه يستريح على يد صغيرة، ورقبته مجعدة للخلف، وعيناه مغلقتان، لكن وجهه يجهد للنظر إلى الأعلى.

وكان الأطباء قد سحبوا الدم من جميع الأطفال حديثي الولادة الستة لاختبار مقاومة مضادات الميكروبات. لم تظهر نتيجتان بعد، وكانت نتيجة اختبار ثلاثة نتائج سلبية، لكن أحمد مصطفى، طبيب الأطفال الشاب في الوحدة، اشتبه في أن جميعها كانت إيجابية، بناء على فشل الأطفال في التعافي. كان الشخص الإيجابي المؤكد هو الطفل ذو الشعر الأسود النفاث، وعنقه المكسور من أعراض التهاب السحايا. كانت الأنسجة المحيطة بدماغه وحبله الشوكي ملتهبة بعدوى A. baumannii المقاومة. كان يعالج عن طريق الوريد بالكوليستين، وهو سام كلوي، مما يعني أنه قد يتسبب في فشل كليتيه.

للمزيد عن أخبار الحروب:

حوارات المدى البغدادية مع الساسة

رواتب الحشد و"الفضائيين".. خطأ أو التباس من زمان نوري المالكي

ترامب جرح مشاعر ملايين المسلمين حين هاجم خامنئي - الخارجية الإيرانية

شمخاني صلى الفجر والركام فوقه

يحمل جهاز تنفس وعكازاً.. مستشار خامنئي يروي لحظة استهدافه و3 ساعات تحت الأنقاض

مقال عبد الرحمن الراشد

السعودية ترى إيران وحيدة في القطار.. نبوءة بعودة الحرب ولكن "نهاية كل الحروب"

"نقبل على تحوّل نوعي في السلاح"

لجنة الأمن: لا تقلقوا سنؤمن السماء.. لدينا عقود دفاعات متطورة تنفذ هذا العام

ترامب لخامنئي: أنت رجل دين وعليك أن لا تكذب.. أنقذت حياتك ولم تقل شكراً

تحليل واشنطن بوست

إيران منعت انزلاق العراقيين وأموال نصر الله تبحث عن الأمان في بغداد.. تقرير أميركي

كان واضحاً أن التدخل لن يكون مجدياً

إبراهيم الصميدعي: نجونا.. والسوداني أبلغني مبكراً أن الفصائل ملتزمة

رغم انتهاء الحرب

صور: العثور على حطام طائرة مسيرة قرب الحدود الإيرانية في البصرة

"سنقصف قواعد أميركا عند أي اعتداء"

خامنئي: الهجوم على مفاعلاتنا لم يحقق هدفه وترامب هوّل من نتائج الضربة

خلال كلمة متلفزة

خامنئي يهنئ الإيرانيين بالانتصار على إسرائيل: لقد انهاروا تحت ضرباتنا

إرادة المجتمع ضمنت السلام

مقاصد السوداني حميدة واستخدم أميركا لوقف الحرب.. مستشاره

ترامب ونتنياهو يفكران باحتلال العراق

العصائب تحذر من خسارة الحشد للانتخابات: نساؤنا وأولادنا وديننا والتطبيع!

جددوا برامجكم للسفرة الصيفية

انتهت استراحة الطيارين والمضيفات.. العراق يستعيد سماءه ويحلّق من 6 مطارات

الرئاسة العراقية: لا تصعّدوا واضبطوا النفس لكي نفشل المشروع الصهيوني

العرداوي سقط في فخ!

تفسير خطير للغز رادارات العراق.. الفصائل بريئة والفاعل "إسرائيل" تمهيداً لاغتيالات

رداً على تقييم الاستخبارات الأولي

ترامب: دمرنا برنامج إيران النووي بالكامل وسنضربه مرة أخرى إذا فكرت بإعادته

3 مدراء في المنصب خلال أيام

شكراً مطار البصرة.. حمل العراق بمفرده طيلة الحرب والآن يطير إلى الصين مجدداً

ضمن مشروع عاصمة السياحة العربية

"زقورة عكركوف" تتلألأ أمام الهابطين من سماء بغداد.. التصميم جاهز والتطوير قريباً

جعفر الصدر يرد على وزير بريطاني: ما لكم كيف تحكمون

عرض الجميع