انضمام الدوحة حسم الأمر
لماذا تأخر مشروع باريس العراقي للطاقة الشمسية؟ تفاصيل من صحراء البصرة
964
حيث تسطع الشمس بمعدل ضعفي المناطق الأوربية، إلى الغرب من حقول الرميلة شمال غربي البصرة، تنتظر مساحات شاسعة في صحراء الأرطاوي أن تتحول إلى إحدى أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم، ووفقاً لخبراء في وزارتي الكهرباء والنفط، وشركتي توتال إنيرجيز وقطر للطاقة، فإن هذا المجمع الضخم سيبدأ إنتاج الكهرباء بحلول العام 2027، وهو ما سيخدم في مخططه البعيد نحو ملايين المنازل، فيما سيغذي 350 ألف منزل في البصرة لوحدها.
وفي أواخر الشهر الماضي، وقعت شركة قطر للطاقة عقداً للشراكة مع توتال إنيرجيز الفرنسية، بنسبة 50 في المئة، لتنفيذ مشروع مجمع الطاقة الشمسية في البصرة، والواقع في منطقة أرطاوي شمال غربي المدينة.
وقالت الشركة في بيان توقيع الاتفاق، إن مشروع الطاقة الشمسية الاستراتيجي سيكون أحد أكبر المشاريع في العالم، ويشمل مليوني لوحة شمسية ثنائية الوجه وعالية الكفاءة تكون مثبتة على أجهزة تعقب أحادية المحور.
ومن المفترض أن يجرى تطوير المشروع على مراحل بين عامي 2025 و2027، ليكون بإمكانه تزويد الكهرباء لنحو 350 ألف منزل في البصرة لوحدها.
العراق يبني أحد أكبر مشاريع العالم.. قطر وفرنسا بالتناصف في الطاقة الشمسية للبصرة
السوداني يضع خطة لإدخال الطاقة الشمسية إلى المنازل
لماذا تأخرت توتال في التنفيذ؟
كانت قطر للطاقة قد أعلنت في تموز من العام 2023 انضمامها إلى تحالف سينفذ مشروع نمو الغاز المتكامل في العراق، المحال استثمارياً لتوتال الفرنسية، حيث استحوذت قطر للطاقة على 25 في المئة من المشروع، إلى جانب شركة توتال إنرجيز ب 45 في المئة وشركة نفط البصرة ب 30 في المئة.
وتقول مخولة وزارة الكهرباء لمشاريع الطاقة المتجددة للمنطقة الجنوبية، سارة التميمي لشبكة 964، إن مجمع الطاقة الشمسية في أرطاوي هو جزء من مشروع أكبر مكون من 4 مشاريع فازت بها توتال منها مشروع التحويل المائي ومشروع التحول الكاربوني واستثمار الغاز، وهي مشاريع تابعة لوزارة النفط، فيما يرتبط مشروع حقل الطاقة الشمسية بوزارة الكهرباء.
ووفقاً لدراسات وزارة الكهرباء فإن هناك بعض الإجراءات الروتينية أدت لتأخير البدء بالتنفيذ، تقول التميمي، موضحة أن بعض الأسباب يعود لتأخر توتال نفسها في إنجاز الدراسات الميدانية ودراسات النطاق المتعلقة بالتلوث والتأثير على المحيط السكاني، ومن ثم يبدو أن توتال لم تكن قادرة لوحدها على البدء بتنفيذ المشروع، لذلك فسحت المجال أمام شراكات مع قطر للطاقة وهذا ما سيمكنها من البدء الفعلي بالتنفيذ.
حان الوقت.. وزارة النفط يجب أن تغير تعاملها مع الكهرباء - خبير عراقي
وزير الكهرباء من البصرة: الخط الخليجي وصل إلى حدود الكويت (فيديو)
وتشير المهندسة سارة التميمي إلى أن هذا المشروع من شأنه في خطته البعيدة أن يغذي نحو 25 مليون منزل سنوياً، وسيعود على الشبكة الوطنية بالكثير من الفوائد خلال السنوات ال25 المقبلة، قبل أن تتسلمه الوزارة ويصبح من أهم البنى التحتية المملوكة للوزارة في البلاد.
ويضم المشروع نحو مليوني لوحة شمسية ثنائية الوجه معروفة بكفاءة توليد الطاقة العالية، ومن المفترض أن يكتمل بحلول العام 2027.
ويأتي مشروع توتال إنرجي للطاقة الشمسية تجسيداً لالتزام بغداد بالمعايير البيئية وخفض الانبعاثات، وفقاً لاتفاقية باريس، لا سيما أن العراق قدم التزامات مناخية بتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
شمس العراق تسطع ضعفي أوروبا
ويتفوق العراق على نظرائه في بعض من أكبر البلدان الأوروبية بالسطوع الشمسي، وفقاً لمنصة الطاقة المتخصصة، وبحسب إدارة المناخ في مؤسسة روكيفيللر فاونديشن الأميركية، فأن “أسوأ موقع للطاقة الشمسية في العراق لديه موارد تفوق أفضل موقع مماثل في ألمانيا بواقع الضعفين”.
وتبلغ المدة الاستثمارية لأول مشروع طاقة شمسية في العراق نحو 25 عاماً، بينما تمتد فترة التنفيذ على مدى نحو 36 شهراً، باستثمارات بلغت 820 مليون دولار.
العراق يعلن نجاحه باستثمار 67% من الغاز المصاحب وتحويله إلى طاقة
العراق سيدفع جزءاً من غاز تركمانستان إلى إيران مقابل المرور
ما هو مشروع الغاز المتكامل GGIP؟
ضمن الصفقات التي أبرمت مع الشركة الفرنسية يبرز أيضاً مشروع تنمية الغاز المتكامل، الذي جرى توقيعه في أيلول 2021، وهو مشروع استراتيجي يتضمن استثمارات بنحو 10 مليارات دولار لتصميم وإنشاء مرافق لاستعادة كَميات كبيرة من الغاز الذي كان يحرق سابقاً في البصرة وتحويله إلى مزود لمحطات توليد الطاقة، بالإضافة إلى بناء منظومة متكاملة لمعالجة وتوزيع مياه البحر بدلاً من شط العرب، لحقنها في المكامن النفطية للحفاظ على الضغط فيها.
يذكر أن حرق الغاز في العراق تراجع إلى 17.7 مليار متر مكعب خلال 2023، مقابل 17.9 مليار متر مكعب في عام 2022، وفق وحدة أبحاث الطاقة في واشنطن.
ويسعى العراق إلى التوقف عن حرق الغاز بنهاية العقد الحالي عبر مرحلتين، الأولى تمتد لثلاث سنوات، والثانية لخمس سنوات، ليتمكن من استعماله في زيادة إنتاج الكهرباء في البلاد.