حوار مطول مع حنين غانم

فيديو: حيدر سعيد في مدينة الصدر وجيل لم يعرف صدام حسين

مدينة الصدر (بغداد) 964

احتشد الشبان والفتيات في تجمع بمدينة الصدر، السبت، للاستماع إلى حوار مع المفكر العراقي حيدر سعيد، وهو أستاذ معروف لدى الرأي العام العراقي بعمقه وجرأته الأكاديمية وناقش في هذه الفعالية “فكرة الفضاء المدني، والمثقف، والتسييس، والمجتمع المدني الجديد”، وأدارت الحوار الإعلامية حنين غانم، وانتقد حيدر سعيد الثقافة المعلبة المجتزأة التي تقدم حالياً، فيما أشار إلى دور ثورة تشرين في تماسك الفضاءات المدنية والتي أحدثت نهضة في دور المجتمع المدني الذي كان غائباً ومعتمداً على المانح الدولي، وركزت مقارباته على الجيل الجديد الذي نشأ بعد عام 2003، متسائلاً: هل الدولة التي يفهمهما هؤلاء الشباب هي نفس دولة صدام حسين التي عرفناها؟ وكيف يؤثر ذلك في أفكارهم الثقافية والسياسية؟

8 نقاط عن المرأة وعهد الملك وقاسم.. مرافعة حيدر سعيد: لا ...

8 نقاط عن المرأة وعهد الملك وقاسم.. مرافعة حيدر سعيد: لا نزاع مع الإسلام

فيديو: بحثاً عن رواية جديدة لثورة العشرين.. المفكر العر...

فيديو: بحثاً عن رواية جديدة لثورة العشرين.. المفكر العراقي حيدر سعيد في بغداد

حيدر سعيد – مفكر عراقي، بتقديم وحوار حنين غانم:

أنا منخرط منذ أشهر بكتاب عنوانه “قوانين الأحوال الشخصية فضاء لمواجهة العلمنة”، وسأنشر منه نصاً من 6000 كلمة في العدد القادم من مجلة الثقافة الجديدة، في الأسبوع المقبل.

الكتاب ذاهب باتجاه التحليل التاريخي الذي هو غائب وكأننا نناقش قانوناً في بلد من دون ذاكرة تشريعية، ويناقش الكتاب تاريخ القضاء في العراق وظهور فكرة الأسرة بإطارها القانوني.

كتبت ورقة يوما تطرح سؤال “لماذا المؤسسة الدينية الشيعية أثارها قانون الأحوال الشخصية ووقفت ضده، في حين لم يثرها ما كان يعيشه البلد من حريات”، ولماذا هنالك عودة مستمرة إلى هذا القانون. قانون ال59 ينص على أن احكام هذا القانون مستمدة من الشريعة الإسلامية، التي تمتلك امتيازات ذكورية، وما وجدته أن في هذه الفترة كانت هنالك محاولة للحد من الامتيازات الذكورية بالعودة إلى الشريعة نفسها وليس من خلال قانون أوربي.

اليوم هنالك ما يسمى الثقافة المعلبة أو المعرفة المعلبة، وهو ما يجتزأ ويقدم للمتلقي، ودور الباحث والمثقف الحقيقي هو البحث.

اليوم فرصة النشر متاحة للجميع على التواصل الاجتماعي، وتحولات الفضاء الافتراضي أنتجت نمطاً جديداً من المثقف، غير المثقف الذي كان محصوراً بخيارات نشر قليلة، لذا. أنا بتقديري أن قصة المثقف المستقل لها مسار طويل، والأمر ليس بضغطة زر.

أنا أعمل على مشروع بحثي وهو عن “متابعة الديناميكية السياسية للشباب ما بعد انتفاضة تشرين”، فتشرين حدث كبير ومعه جملة من العوامل، وأحدها هو تماسك الفضاءات المدنية، كالدور الذي لعبه شارع المتنبي مثلاً، وإذا عدنا في تاريخه فالشارع كان ينتج كتباً ممنوعة في زمن النظام السابق وإذا تتبعناه أيضاً بعد سقوط النظام ففيه انطلقت أول مظاهرة للمدافعة عن حرية التعبير في 2009، حينما حدث هجوم على أحمد عبد الحسين من شخصية دينية بسبب نشره لمقال، فبقاء فضاء مثله هو مهم جدا لفهم مستقبل الديناميكية السياسية للشباب. إذا كان هنالك مسعى لإغلاق المجال العام بشكل كامل هو غير صحيح وإبقاءه شديد الأهمية لمستقبل العراق السياسي.

الفضاء المدني هو مفهوم مقارب بشكل كبير للمجال العام لدى يورغن هابر ماس، والمدني من جهة هو نسبة للمدينة التي هي ليست الدولة، والمدني هو ليس الديني وليس الدولة وليس العسكري، المجتمع المدني هو الجسم بين الفرد والدولة.

الأحزاب العراقية هي أحزاب انتخابية وليست أحزاباً ايدلوجية وذلك يترك فراغاً في الوظيفة السياسية التي تتصل بالشأن العام للدولة ومن سيملأ ذلك هو المجتمع المدني، وعليه الذهاب باتجاه مراقبة الدولة والأداء البرلمانية ودعم حرية التعبير وكل ذلك.

المشكلة لدينا هي عدم استطاعة المجتمع المدني التشكل بعيدا عن المانح الدولي. كان هنالك نكوص في المجتمع المدني لدينا، ولكن حدثت النهضة الجديدة بعد تشرين، فهنالك نهضة جديدة وهي أكثر وعياً في الطابع السياسي لوظائف المجتمع الدولي وتحاول أن تخرج من المشتركات التقليدية للمانح الدولي، وتحاول أن تستغل الفضاء الافتراضي.

أنا متفائل بالجيل الجديد وهو لم يعش أزماتنا وعقدنا وهو أكثر انفتاحا على العالم والحداثة، جيل رفع شعارا ضد الطائفة وقال “نريد وطنا” أي: لا تعرّفني بطائفة”، أنا متفائل به.