حول جامع البسام القديم
الصباح من سكك الزبير.. لديهم سوق خاص للجَت وأزقة دافئة لم يلوثها التحديث
الزبير (البصرة) 964
ما زال “سوق الجَت” في قضاء الزبير جنوب البصرة يحتفظ بهذا الاسم رغم خلوه تقريباً من أي محلات لبيع هذا العلف المهم للمواشي (البرسيم الأمريكي)، حيث لا يشهد على ازدهاره سابقاً سوى محلان صغيران ويافطة “جامع البسام” الذي تأسس في خمسينيات القرن الماضي، ويقول محمد الراشد الذي يملك أحد آخر محلين لبيع الجَت إنه يمارس هذه المهنة منذ 40 عاماً وأن بيع الجَت انقرض تقريباً بسبب قلة تربية المواشي أو اعتماد المربين على نوعيات العلف الحديثة المستوردة، بينما يقول سالم الفهد إنه كتب فوق محله “مقهى سوق الجَت” لأن البيع شحيح وتواجده في المحل يكاد يقتصر على شرب الشاي مع أصدقائه القدماء، ومع ذلك فهو متمسك بعرض بعض الباقات التي يبيع الواحدة منها بألف دينار فقط.
أهل نجد في العراق بنوا هذا المسجد ليس من أجل الصلاة فقط (فيديو)
حفريات "خطوة الإمام علي".. جامع البصرة القديم بأسرار العرب و"طابوقة يوم القيامة"
محمد الراشد – صاحب محل لبيع الجَت لشبكة 964:
أبيع الجَت منذ 40 عاماً، كان السوق عامراً وفيه أكثر من 30 محلاً أو أكثر لبيع العلف.
كان الأهالي يمتهنون تربية المواشي والربح ممتاز والمهنة كانت رائجة ومربحة.
سوق الجَت قديم جداً في الزبير.. منذ فتحت عيني على الدنيا وهو موجود.. لا أعرف تاريخاً محدداً لكنه موجود منذ بدايات القرن الماضي.
بقيت وحدي في السوق مع محل آخر فقط، لا يوجد بيع تقريباً لذلك تراني أعرض بضع باقات قليلة.
أبيع الباقة بألف دينار، مع ذلك لا يوجد بيع تقريباً، إلا أنني لا أستطيع ترك المحل لأنه مكاني لسنين طويلة وعمري الكبير (70 عاماً) وحالتي لا تسمح لي بعمل آخر.
بعد عام 2003 أخذ مربو المواشي يعتمدون على الأعلاف المستوردة أما توزع عليهم من قبل مديرية الزراعة أو يشترونها من السوق.
أفضل أماكن لزراعة الجَت هي في شمال البصرة تحديداً في مناطق الدير والهارثة.
ذروة السوق كانت في الفترات التي تسبق شهر محرم الحرام أو رمضان، حيث تكثر تربية المواشي وشراؤها من أجل الثوابات، ويحتاج المربون إلى علف أكثر من المعتاد.
سالم الفهد – بائع:
العمل لم يعد كما كان.. محلي كان نقطة تجمع للأصدقاء في فترة التسعينيات حين كان هناك نشاط في السوق وكنا نجلس نشرب الشاي ونتحدث عن همومنا وحياتنا، حتى أنني كتبت على المحل “مقهى سوق الجَت”.
ما زالت الكتابة موجودة وما زال الأصدقاء يتجمعون قربي ونشرب الشاي، لكن من دون حركة بيع.
كان هذا السوق مهماً جداً ومن الأسواق الرئيسية في قضاء الزبير، ولكثرة الحركة وتوافد الناس عليه تم بناء جامع البسام هنا عام 1959 ليفتح بابه للمصلين.
يمر أكثر من يوم في بعض الأحيان من دون أن أبيع باقة جَت واحدة، لكنني تعودت أن افتح المحل يومياً وأجلس كعادتي لأنه روتين.