على الكرد إيجاد حلول داخل بلدانهم
نيجيرفان بارزاني معجب بتطور بغداد: فنادق ومطاعم وفصيلان فقط
964
أبدى رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني إعجابه بالتقدم الحاصل في بغداد على مستوى الأمن والفنادق الفخمة والمطاعم الكبيرة والمشاريع الاستثمارية معتبراً ذلك مؤشراً على تطور استثنائي قياساً بالأعوام الستة الماضية، وقال إن عدد الفصائل التي تمارس عمليات عسكرية انخفض بشكل ملحوظ من 11 فصيلاً إلى فصيلين اثنين فقط، كما عبّر عن تقديره للدور الذي لعبه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان ورئيس المحكمة الاتحادية جاسم العميري والمفوضية بما ساهم بإجراء انتخابات كردستان دون انحيازات.
لماذا تعجز أميركا أمام فظائع إسرائيل.. هيوا عثمان وحوار صريح مع السفيرة
نيجيرفان بارزاني، في حوار خلال منتدى ميري، تابعته شبكة 964:
مسألة النفط ليست سياسية، ولا نراها كذلك، بل هي مسألة اقتصادية، ومن ينظر إلى جغرافيا كردستان سيعرف أن المسألة اقتصادية، ونحن نشكر الجانب التركي الذي سمح لنا بتصدير النفط مع إن تركيا لم تكن مستفيدة من ذلك، فالصادرات بيعت إلى شركات عالمية، ومسألة إيقاف الصادرات سببت خسائر كبيرة للعراق تقدر بـ 15 مليار دولار، وأطالب بغداد بأن تنظر إلى الموضوع بعقلانية وبعين اقتصادية لا سياسية.
يجب أن نكون جادين ومؤمنين بالحلول، فحال العراق اليوم عبارة عن مخاوف سنية من المستقبل، ومخاوف شيعية من الماضي، ومخاوف كردية من الماضي والحاضر والمستقبل، هذه ليست حالة طبيعية، ويجب أن نجد حلولاً استراتيجية لمشاكلنا.
لا مصلحة للعراق بالتورط بالحرب الجارية في المنطقة، ومصلحة كردستان في إطار المصلحة العراقية، فوضع العراق هش وهو بحاجة إلى الاستقرار ومأسسة الدولة، وهذه عملية لا تجري بليلة وضحاها، ولكن بغداد تحقق تقدماً في ضبط الأوضاع، حيث كان هناك 11 فصيلاً مسلحاً يمارس أنشطة عسكرية، أما اليوم فهناك فصيلان فقط يقومان بمثل هذه العمليات، ونرى أن هناك تطوراً ملموساً مقارنة بالأوضاع قبل 6 سنوات.
إبعاد العراق عن الحرب هي مسؤولية رئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ولكن يجب أن تقف كل القوى السياسية خلفه لكي نحقق هذا الهدف.
التحالف الدولي لم يدخل العراق عنوة، بل جاء بدعوة من الحكومة، وهنا أشكر التحالف لجهوده المقدمة للعراق ولكردستان على وجه التحديد، ولكن بعد 10 أعوام صار من المنطقي مراجعة العلاقة مع التحالف، فهناك تطور أمني واقتصادي ملحوظ، وبغداد اليوم لا تعاني من مشاكل أمنية وتنعم باقتصاد جيد فهناك فنادق ومطاعم ومشاريع استثمارية كبيرة، ومع ذلك أرى بأن تنظيم داعش ما زال يشكل تهديداً، ويشكل خطراً على كردستان، مع أن داعش استهدفتنا كلنا كعراقيين، ودمنا اختلط معا للدفاع عن العراق.
قراراتنا بإزاء الوجود الأمريكي ستكون في إطار القرار العراقي، ولا نطالب بأن يكون قرارنا خاصاً، أو منفرداً، ولا نطالب بوجود أمريكي منفرد في كردستان، ولكن يجب أن نفهم ماذا سيحدث خلال المفاوضات وكيفية تنظيم التواجد الأمريكي وأهدافه ومهامه.
حزب العمال الكردستاني لا يمثل مشكلة لتركيا فحسب، بل لنا أيضاً، فهم لا يحترمون مؤسسات إقليم كردستان، ولا يحترمون حكومتنا، ولكن إن كانت تركيا تريد حلاً سياسياً فعليها أن تسلك استراتيجية جديدة في التعامل معهم، فالمنطقة تغيرت، ولا أرى أن العمليات العسكرية ستنتج حلاً، وعلى الكرد أن يجدوا الحلول في إطار بلدانهم.
أهم انتخابات في كردستان
إجراء الانتخابات كان مهماً لكردستان، لأنه أساس شرعية الإقليم، وتأجيلها كان مضراً لنا بشكل كبير، ولكن تم إجراؤها بدعم حثيث من بغداد ورئيس الوزراء محمد السوداني ورئيس السلطة القضائية فائق زيدان ورئيس المحكمة الاتحادية جاسم العميري، وهنا لا بد من شكر مفوضية الانتخابات التي راقبت وأشرفت على العملية بشكل مهني بعيداً عن الانحيازات، والفائز الوحيد في هذه الانتخابات هو شعب كردستان والشعب العراقي.
أثبتت هذه الانتخابات أن العملية الديمقراطية في كردستان تتطور وتنضج مع الوقت، إذا ما قورنت بالسنوات السابقة، رغم وجود بعض المشاكل الصغيرة التي تحدث عادة في أي انتخابات، لكن حالة تنافس حزبين كبيرين في أربيل والسليمانية دون حدوث مشاكل دليل على الوعي السياسي والديمقراطي الكبير.
العملية الانتخابية انتهت، ويجب أن نخطو نحو تشكيل الحكومة، وأن نعمل معاً، حتى بالنسبة للموجودين في المعارضة، فوجودهم يفعل الدور الرقابي، وهم ليسوا أعداء في آخر المطاف، لأنهم جزء من شعب كردستان، وعلى جميع الأطراف أن يكونوا على قدر المسؤولية والثقة التي منحها لهم الشعب الكردي.
أحترم كل من يتحدث عن وجود مشاكل في الانتخابات، لكنها كانت الأفضل والأحسن والأكثر نزاهة مقارنة بسابقاتها، والآن هذا وقت تشكيل التحالفات، ورغم عدم علمنا بشكلها، لكن الأرقام تؤشر الأطراف التي يمكنها أن تتحدث مع بعضها.
كانوا يقولون إن الانتخابات لن تجرى، وإن البارتي واليكتي لن يسمحوا بإجرائها أبداً، وإن مشاكل كثيرة ستخلق، لكنها أجريت، فالإقليم لن يكون بإدارتين، لأن هذا يعني “صفر إدارة”، بل سيكون الإقليم بإدارة واحدة، وهذا إطار دستوري يقره الدستور العراقي الذي صوت عليه 80% من الشعب العراقي.
يجب أن نغادر مرحلة الدعاية الانتخابية، فالانتخابات هي الأهم منذ العام 1992، وعلينا أن ننظم بيتنا الداخلي لكي نتجه لتنظيم علاقاتنا مع بغداد، ويجب أن يكون لنا نموذج في العلاقات مع الحكومة الاتحادية، فرغم أن العراق نظام فدرالي لكن عملياً هناك مركزية شديدة في التعامل مع أربيل.