"العبث بالاقتصاديات ممنوع"

السوداني “يدلل” الموصل ونحن أقل محافظة في المخدرات – المحافظ

964

قال المحافظ عبد القادر الدخيل إن “نينوى مدللة عند رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”، مشيراً إلى أنها المحافظة الأقل في تعاطي المخدرات، وتحدث بلهجة شديدة ضد أي محاولات سياسية للتدخل في الملف الاقتصادي، وحمل أخباراً سارة إلى أهل سنجار وقال إن عجلة الإعمار تدور في المحافظة كما لم يسبق من قبل.

عبد القادر الدخيل – محافظ نينوى، في حوار مع الإعلامي هارون الرشيد، تابعته شبكة 964:

لا نريد التعكز على ملف داعش، لكن هو تحصيل حاصل، فنينوى كانت أسيرة تنظيم القاعدة الذي كان يتحكم بمقدراتها عبر القتل والإتاوات، ومن ثم جاء الدواعش، إذ قدرت بعض المنظمات الأممية خسائر المحافظة بأكثر من 15 مليار دولار، فكل الوحدات الإدارية لها كانت مدمرة بالكامل.

إحدى أهداف داعش كانت تدمير النسيج الاجتماعي للمحافظة، بكل تنوعه وإرثه الحضاري الكبير، لكننا نعتبر هذه الحالة مصدر قوة، حيث تقع كنائس الكاثوليك والأرمن مقابل جامع النوري تماماً، وهذا أمر يعالج نفسية المواطن الموصلي التي كانت محطمة.

العلاقة بين القوات الأمنية والمواطنين جيدة جداً، وهي عنصر قوة لإعادة الإعمار وتعزيز التعايش المجتمعي، وقضاء تلعفر نموذج كبير على التعايش حالياً، بعدما كان القتال يجري بالسلاح بين مكوناته، وهذا عكس ما نشهده اليوم من عودة العلاقات الاجتماعية والتجارية بينها، وكان المواطن الإيزيدي لا يستطيع الوصول إلى مركز المدينة أيام القاعدة، أما اليوم فهناك 7000 طالب في جامعة نينوى.

ساسة ومكونات نينوى السياسية تحمل من الوعي ما يكفي لعدم إدخال المحافظة في مسار الفوضى، مع أن بعض الجهات السياسية من خارج المحافظة تحاول التمدد داخلها، لكن لن نسمح بالعودة إلى الفوضى مرة أخرى أو أن يسعى طرف إلى الإضرار النسيج الاجتماعي.

العمل السياسي مسموح، ولكن لن نسمح بالتلاعب بمقدرات المحافظة وبمصالح أهلها، ونسعى إلى الحفاظ على هوية نينوى، لكي ننطلق إلى مسيرة التنمية، فأهل الموصل يحبون البناء، وحركة الإعمار الحالية مقارنة بما كان قبل سنوات شاهد على هذا التوجه.

التنظيمات الإرهابية وجدت موطئ قدم في نينوى بسبب فقدان البوصلة السياسية لقوى المحافظة السياسية، لكن نريد أن نرسل رسالة إلى أبناء المحافظة بأن هناك حكومة محلية لن تسمح بالعودة إلى تلك المرحلة.

ما زالت سنجار تمثل هماً لنا كحكومة محلية، وكحكومة مركزية أيضاً، ومع أن الغصة كبيرة، لكن نحاول تعويض مواطنيها، وصرفنا يوم أمس تعويضات لأكثر من 3000 معاملة، دفعة واحدة للمرة الأولى، وسيتم تمليك منازل الإيزيديين، لأنها محجوزة باسم الدولة منذ منحها لهم عام 1984.

نعمل على بناء قرية كوجو النموذجية، حيث تركزت المأساة الإيزيدية في هذه القرية تحديداً بعد قتل كل رجالها واختطاف جميع النساء والأطفال، ونسعى حالياً بالتعاون مع المنظمات الدولية لاستعادة جميع المختطفين، لكي تستمر الحياة في سنجار عبر التأهيل والتطوير والتنمية.

وجود ال “PKK” في سنجار جزء من عوامل عديدة تعرقل عملية إعادة الإعمار، لكننا ماضون في هذا المسار، ونستمر بدعم قيادة عمليات غرب نينوى، مع وجود عدد من الجهات كفصيل أنصار المرجعية والحسين، وأحد أفواج الحشد الشعبي، وحدودنا مع سوريا مؤمنة بالكامل على طول 350 كم.

نتابع ملف المخدرات عن كثب، ونينوى هي الأدنى بين المحافظات العراقية على مستوى التعاطي.

لن نسمح لأي جهة سياسية أو اقتصادية بأن تتدخل بالملف الاقتصادي أبداً، ومع أن بعض المبتزين المحسوبين على جهات سياسية ما زالوا يمارسون أنشطتهم، لكن الوضع حالياً أفضل بكثير، فالمواطن الموصلي بدأ بالتجارة والبناء والاستثمار دون مضايقات.

مجلس محافظة نينوى هو الأفضل بين مجالس المحافظات، رغم كل المشاكل ورغم كونه مكون من 12 كتلة، لكنه يركز على إعادة الإعمار وخولنا مواصلة العمل، وقد جمعتُ كل الأطراف السياسية قبل أيام والمشاكل في طريقها إلى الحل، ومهما كانت بيننا مشاكل فأنها لم تصل إلى “كسر العظم”.

نينوى “مدللة” عند رئيس الوزراء، وأفضل دعم حصلته المحافظة كان خلال فترة حكومة السوداني، هذا الدعم هو امتداد للمسار الخدمي الذي ينتهجه في بغداد وجميع المحافظات، وهو يقدم لنا دعماً مطلقاً.