"الإطار لن يسمح بقصف دول الخليج"

أميركا منعت الضربة الإسرائيلية على العراق.. مستشار السوداني

964

قال فادي الشمري مستشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن الحكومة العراقية والإطار التنسيقي الشيعي وائتلاف إدارة الدولة لن يسمحوا باستهداف دول الخليج انطلاقاً من الأراضي العراقية، وأشار إلى أن الأطراف التي أطلقت التهديدات مثل “أبو علي العسكري” لا تملك الغطاء الحكومي والسياسي والشرعي “وربما كانت تصريحاتهم جزءاً من الحرب النفسية”، وأكد أن القوات الأمنية “ليست قاصرة” ولن تسمح بمثل هذه الأفعال، ولفت الشمري إلى أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي ساهما بتجنيب العراق الضربات الإسرائيلية المحتملة، وتحدث عن أن الفصائل نفت علاقتها بعملية الجولان التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين، وتوقّع أن تشهد المنطقة تقلبات خلال الفترة المقبلة لكنها أيضاً أمام تسوية بعد الانتخابات الأمريكية.

فادي الشمري – مستشار رئيس الوزراء، في حوار مع الإعلامي حسام الحاج، تابعته شبكة 964:

بإزاء منطقة ملتهبة، ووجود شخص أحمق متهور مثل نتنياهو الذي رهن وجوده السياسي بتوسع الحرب، نجحت الحكومة العراقية في تجنيب العراق الحرب نسبياً، وتعمل على ثلاث مسارات مدعومة من المرجعية والإطار التنسيقي بأغلبية قراره.

لا نريد للعراق أن يدخل في المسار العسكري، فلا الإجماع الشيعي يقبل ذلك، ولا الإجماع الوطني يقبل، فالحكومة العراقية هي المعنية برسم سياسة العراق الخارجية، وعملنا الدبلوماسي في التعريف بما يحدث في غزة جاء بنتيجة حيث أبلغتنا إحدى المنظمات الهولندية بكسب قرار ضد حكومتها لإيقاف تزويد إسرائيل ببعض قطع الغيار الخاصة بطائرات “F 35” وهناك مطالب واضحة في فرنسا وإيطاليا بإيقاف تصدير السلاح إلى الكيان الإسرائيلي.

هناك ضغوطات على الجانب الأمريكي والتحالف الدولي لأنهم المعنيون بحماية أجواء العراق، رغم عدم قيامهم بهذا الواجب في مناسبات عديدة، لكنهم ساهموا بتجنيب العراق الضربات الإسرائيلية المحتملة، مع أننا لم نستلم رسائل مباشرة حول بنك الأهداف الإسرائيلية، لكننا نتوقع أي شيء بوجود الحماقات التي يمارسها نتنياهو.

كانت لدينا معلومات بأن إسرائيل قد تستهدف بعض الأهداف في العراق، غير أن الفصائل أوصلت رسائل نفت أن تكون عملية الجولان منطلقة من الأراضي العراقية، لكن إسرائيل أكدت ذلك لتوسعة مساحة العمليات بالنسبة لهم، بلحاظ أنهم فشلوا في تحقيق أي أهداف رغم مرور عام على السابع من أكتوبر.

نحن نحترم دول الجوار، ولن نسمح تحت أي ظرف باستهداف دول الخليج، وتهديد بعض الأطراف باستهدافها ربما كان ضمن العمليات النفسية، فالإطار التنسيقي، وائتلاف إدارة الدولة، لن يسمحا بعودة العراق إلى مراحل سابقة، وقواتنا الأمنية ليست قاصرة ولن تسمح بمثل هذه الأفعال.

بعض الحسابات غير المعروفة التي أطلقت تلك التهديدات، كأبو علي العسكري وغيرها، لا تملك الغطاء الحكومي والسياسي وحتى الشرعي، لتنفيذ تهديداتها، مع أننا نتفهم مواقف بعض الفصائل بإزاء المجازر الإسرائيلية، لكن موقف العراق مهم ولا أحد يستطيع القيام به على المستوى الإغاثي، وعلى المستوى الدبلوماسي، وبعلاقاته مع الأطراف الإقليمية والدولية المتناقضة.

نخوض حوارات مباشرة وغير مباشرة مع بعض الأطراف في فصائل المقاومة، فهناك تساؤلات حول الفائدة المتوقعة من انخراط العراق في المسار العسكري، في ظل وجود جبهات مقاومة فاعلة ومؤثرة، بينما تحتاج هذه الأطراف إلى مسار دبلوماسي، ومَن غير العراق قادر على ذلك، في الشرق والغرب، إلى جانب قطر التي نتواصل معها في هذا الشأن أيضاً.

المنطقة ستشهد تقلبات لغاية فترة ما بعد الانتخابات الأمريكية، حيث سيحدد مسار الأحداث في العالم، لأن ما يحدث في الشرق الأوسط ينعكس على كل العالم، لكن المنطقة مقبلة على تسوية في النهاية.