تداعيات تباطؤ الصين وأميركا
رواتب الموظفين لن تصمد 6 شهور إذا صدقت تحذيرات النفط.. محمود داغر
964
حذر الأكاديمي والخبير المالي محمود داغر، من وجود مخاوف جدية تهدد رواتب الموظفين، إذا انخفض النفط تحت 65 دولاراً كما يرجح مراقبون بسبب تباطؤ الاقتصادين الأميركي والصيني، قائلاً إن العراق لن يصمد حينها أكثر من 6 شهور، ولا يوجد حل إلا بإعادة النظر بسقف الرواتب الذي ارتفع إلى 60 تريليون دينار، بعد أن كان 40 فقط حتى قبل عامين.
تطور حساس ينتظر دولار بغداد بعد 6 شهور وواشنطن ستأخذ دور البنك المركزي.. خبير بارز
محمود داغر، في حوار مع الإعلامي أحمد ملا طلال، تابعته شبكة 964:
أنا ومجموعة من الخبراء كنا نحذر دائما باتجاه عدم التعويل على النفط، لكي لا نواجه سيناريو عدم مجاراة الإيراد العام لحجم الإنفاق العام، لكن لاحظنا وجود رغبة سياسية شديدة باتجاه زيادة الإنفاق العام، فبعض هذا الإنفاق مبرر لحاجتنا للبنى التحتية، لكن الموازنة تحملت مستويات من الإنفاق غير مسبوقة، فالرواتب كانت في سقف 40 ترليون دينار، أما الآن فصار السقف 60 ترليوناً، وحين ننفق مثل هذا المبلغ، ماذا يتبقى للموازنة لخلق فرص في باقي القطاعات؟
لم يواجه العراق أي أزمة اقتصادية لغاية 2014، وحينها كانت العلاجات الحكومية سليمة وصحيحة، حيث تم إيقاف التعيينات مع بعض الإجراءات التقشفية، واستطاعت الدولة التنفس بحلول عام 2017 رغم أن الإيرادات لعامي 2015 و2016 هي 26 مليار دولار فقط، لكن الخطأ الكارثي الأول كان في عام 2020 بعد أن تم التوجه إلى الاقتراض، والتركيز على الاقتراض الداخلي الذي ارتفع إلى 70 ترليون دينار بعد أن كان أقل من 40 ترليونا، أما الخطأ الثاني فكان قرار تخفيض قيمة العملة، والذي سبب إرباكاً في الحياة العامة.
إذا انخفضت أسعار النفط إلى 65 دولارا للبرميل واستمرت في هذه المعدلات لمدة ستة أشهر، فسندخل مرحلة الخطر بشأن تأمين الرواتب، والحديث عن النهوض بالزراعة والصناعة وزيادة الضرائب، هو بلا جدوى حالياً، والمجدي هو أن نخفف من سرعتنا باتجاه الإنفاق.
دول الخليج ستواجه انخفاض الإيرادات وهبوط أسعار النفط أيضاً، لكن لن تهتز لأنها تمتلك صناديق سيادية، على عكس العراق الذي قررت حكوماته زيادة الإنفاق دائماً، وأحذر من الاقتراب من الاحتياطي النقدي، لأنه مغطى بـ “دنانير الناس”، ولا يمكن فنياً المساس به أصلاً، ولكن بالإمكان تخفيض النفقات وتحمل الألم.