الناصرية تعاتب القنوات العراقية بشدّة: لماذا لم تشتروا “الجنة والنار”

الناصرية – 964

بعد عرض الحلقات الثمانية الأولى من مسلسل (الجنة والنار) الذي كتب وصور في مدن ذي قار، أصبح المسلسل حديث المجالس والمقاهي وكتب عنه معظم المثقفين من داخل ذي قار وخارجها، ويعاتب أهل المحافظة القنوات الفضائية التي لم تقم بشراء وتمويل العمل، الأمر الذي اضطر المنتجين إلى التعاقد مع تطبيق خاص يشترط الاشتراك لدى شركة انترنت محددة لمشاهدة العمل.

البث في محرم.. ذي قار أنهت تصوير مسلسل الجنة والنار "الملحمي" (صور)

سجاد نزار – كاتب وصحفي لشبكة 964:

شاهدت جانباً من مسلسل الجنة والنار في مواقع التواصل الاجتماعي، ولمست التشويق والإثارة والتمثيل المتقن البعيد عن التكلف، للمرة الأولى أجد نقلاً واقعياً لمدينة الناصرية والجنوب بشكل عام، بدون استخفاف وتهجم كما هو الحال في بعض المسلسلات العراقية.

للأسف الشديد آلية عرض المسلسل عبر تطبيق المنصة فقط، والكل يعلم بأن التطبيق مخصص لمشتركي شبكات ايرثلنك والكيبل الضوئي، وهذا الأمر حرم الكثير من متابعة المسلسل.

محمد نوري – من أهالي الناصرية:

نسمع عن مسلسل الجنة والنار لكننا لا نراه على الفضائيات أو مواقع التواصل المتاحة، الكل يعلم إن مجتمع الناصرية محب للفن ومتابع لأغلب الاعمال الدرامية على الفضائيات العراقية.

عتبنا شديد على كل القنوات الفضائية التي لم تشتري حقوق بث المسلسل، وساهمت في حرمان الكثير من أبناء ذي قار والعراقيين عموما من متابعته، رغم الإشادة الشعبية والفنية، وقد يعض البعض أصابع الندم على عدم اغتنام الفرصة.

شبكة 964 رصدت جانبا من تعليقات المتابعين على صفحاتهم الشخصية:

أزهر جرجيس – كاتب:

مما نال إعجابي في مسلسل “الجنة والنار” تلقائية أبطاله وتخفّفهم من رداء التصنّع المعتاد في الدراما العراقية.

بيئة واقعية وأشخاص طبيعيون يتحرّكون بمرونة عالية وكأنهم خارج الكادر وخلف الكاميرا لا أمامها، اللهجة والأزياء والهيئات كلها متقنة، ولو أن بعض الممثلين تنازلوا عن “قصّاتهم” وحلقوا رؤوسهم بما يتناسب مع هيئة “ابن العشيرة” لكان أتم وأسلم.

لكن لا بأس فما دامت موضة الكريستال قد وصلت إلى “الدوّيرة”، فليس من الغرابة إطالة الشعر وربط ذيله.

كادر العمل كله رائع، بدءاً من بطل المسلسل أمير عبد الحسين، المتمكن من أدواته، والمقنع بأدائه للتراجيديا، قدرَ إقناعه في لعب أدوار الكوميديا السالفة، حتى أصغر ممثل وممثلة.

بالطبع، الحكم سابق لأوانه، لكن ينبغي الأخذ بالاعتبار أنه عمل مستقل، خارج سرب العلاقات، وغير مدعوم من مؤسسات إعلامية كبيرة، ولو كان كذلك لشاهدناه على قنوات ومنصات “معروفة”.

في النهاية أقول إني استمتعت بما شاهدت حتى الآن، ولا بد من تلويحة شكر لمصطفى الركابي ورفاقه على جهودهم ومحاولاتهم المتواصلة في التجريب والانفلات من سجن “الدراما اليابسة”.. شكرًا يا شباب.

لطيف – مواطن:

أكملت لتوي مشاهدة 4 حلقات على التوالي من مسلسل (الجنة والنار)، لأول مرة في حياتي أترقب الأحداث بتشويق وأشعر بالرعب نتيجة دمج الموسيقى بغموض وتفاصيل القصة وأنتقل إلى الحلقة الأخرى بدون ملل في مسلسل عراقي!

ينكشف الستار عن مرتكز القصة من الحلقة الأولى، سوف أتطرق لزبدة القصة بدون “حرق”:

خلاف بين أخوة “هاشم #الخير / فرج #الشر”، تتوفى زوجة هاشم نتيجة السم، وتتوجه أصابع الاتهام حول فرج الإنسان الشرير، يخرج فرج من المدينة.

وبعد مرور 20 سنة يتوفى هاشم بعد أن ترك محلاته وأولاده وبناته وهم كبار، تتوالى الأنباء حول عودة فرج بعد سنوات من الغياب، وتتزامن الأحداث “المظلمة بالشر” مع مجيئه ثم يبدأ الصراع بين أولاد الخير والشر بعد عودته.

مع بداية كل حلقة يستذكرون خطبة الوائلي التي لا تتجاوز ثوانٍ مع دمج موسيقي مخيف حول “ما هو الشيطان وكيف يتجسد بصورة الإنسان”، القصة تناولت جزئية مهمة، كيف أن الإنسان الشر (الشيطان) يتستر باسم الدين وألاعيبه الخبيثة، وكيف يتجاهل المجتمع الحق نتيجة “العيب والمستحى”.

نواف خالد – ممثل في مسلسل الجنة والنار:

اعتمد المشاهد العراقي على التمثيل غير الواقعي، وهذا ما نشاهده بكل المسلسلات العربية والعراقية، أما ما تشاهدونه في مسلسل الجنة والنار فهو الواقع بنفسه.

هذا ما أرادوا ايصاله لنا الأخوة عائلة المسلسل أستاذ مصطفى الركابي وستار الحربي وبقية الأخوة، عمل مختلف عمّا ألفناه، وبواقعية حقيقية فكل الجزئيات الفنية مقصودة بالعمل، وكل الآراء النقدية محترمة لكن يفترض أن نكون منصفين لهذهِ التجربة الجديدة والواقعية المختلفة عن الأعمال التجارية.

تجربة منصفة لكل العاملين بالمسلسل فهذا العمل فعلاً ملحمي كونه يضم أكبر عدد من المشاركين، وبأداء متنوع يعتمد على شخصية الفنان نفسه بعد شرح كل مشهد من المخرج وهذا بحد ذاته مجازفة لكنها رابحة لأننا قبل كل شيء دخلنا وشاركنا بالعمل مؤمنين بما نفعل ونقدم.

لم نفكر بشيء آخر، كم سنظهر على الشاشات؟! أو كم المشاهد لكل شخصية؟! أو ما هو المقابل لعملنا؟! بل عملنا بجدية وبواقعية لأننا نثق بمن نعمل معهم.

كانت تجربة مليئة بالمتعة وزادت سعادتنا وحبنا للفن، وهذا ما لا نجده لدى الكثير من العاملين في مجال التمثيل، هذا المسلسل مختلف لأننا نحب إيصال واقعنا بالتعاون مع من نحب، فشكراً لكل العاملين بهذا المسلسل، ونأمل استمرار هكذا أعمال فنية حقيقية ودعمها بدل الاستنقاص منها.

+1