وداعاً حمودي الحارثي
عمل في البنكلة “بلا مونتاج” وخسره العراق.. مدير الفنون يتحدث عن رحيل “عبوسي”
964
نعى مدير عام دائرة الفنون الموسيقية جبار المشهداني، الفنان حمودي الحارثي المعروف “بعبوسي”، الذي توفي اليوم الخميس في هولندا، قائلاً إنه من الجيل الذي عمل باستوديوهات “البنكلة” ذات الإمكانية البسيطة التي تظهر المشهد من دون مونتاج لتخرج بعفوية تلامس قلوب الناس وهذا سبب تعلق العراقيين بها، مضيفاً بأن الحارثي هو أحد الأسماء التي ضيعتها الغربة وخسرها العراق.
السوداني ينعى "عبوسي": شخصية ثقافية متميزة لامست روح الشعب
جبار المشهداني – مدير دائرة الفنون الموسيقية لشبكة 964:
الرحمة والخلود للفنان حمودي الحارثي، المعروف بعبوسي.
عندما كان يزور العراق في السنوات الأخيرة، ويتجول في شارع المتنبي أو الأماكن الفنية والمسرحية، كان الجميع يناديه “عبوسي”.
في تقديري فإن عبوسي ينتمي إلى شعراء الواحدة، فهذا اللقب لهذه الشخصية التي كانت لصيقة به، لم يستطع أن يغادرها، رغم تمثيله في أعمال أخرى.
ينتمي عبوسي إلى جيل الرواد، وهو الجيل الأول الذي جرب أن يعمل في ظروف وإمكانيات بسيطة، فقد كان يعمل باستوديو بسيط يسمى البنكلة، يعرفه الذين عملوا في الستينات والسبعينات، فلم يكن هنالك مونتير ومونتاج، كانت هذه الحلقات تبث بشكل مباشر، لذلك كان الممثلون يحفظون أدوارهم كأنهم في عرض مسرحي.
كانت هذه البساطة وعفوية تأدية الأدوار هي إحدى أسباب تعلق العراقيين وحنينهم الدائم إلى هذه النوعية من الأفلام ومقارنتها بإنتاج الأعمال والمسلسلات الحالي.
اختفى حمودي الحارثي عن الساحة مسافراً إلى أوربا لسنوات طويلة، ولم يستمتع كثيرا بنجوميته في العراق، وعاد بعد 2003 عندما وجد أن هنالك جيلاً جديداً لا يعرف عبوسي، وربما ساهم اليوتيوب في إعادة بعض المجد وتعريف الجيل الجديد بذلك الجيل المجرب، جيل حمودي الحارثي، وراسم الجميلي وخليل الرفاعي وسليم البصري.
توفي عبوسي في هولندا في المستشفى، وهو أحد الأسماء الكثيرة التي ضيعتها الغربة وخسرها العراق أسوة بشعراء كبار وفنانين.