عمرها آلاف السنين

اعتقد العراقيون القدماء أنها تنقل رسائل الآلهة.. لعبة “أور” تنتشر مجدداً (صور)

2024-06-07 | 14:45

الناصرية (ذي قار) 964

لعبة غامضة من زمن العراق القديم كان يُعتقد أنها تنقل رسائل من الآلهة، وأن أحداثها تؤثر على مصير اللاعبين، وبدأت تنتشر مجدداً بعد آلاف السنين من اختراعها، ويتولى الشاب علاء دلي تعليم أطفال الناصرية على لعبة “أور” السومرية، وهي أقدم لعبة نرد في التاريخ تعود لأكثر من 5 آلاف عام وفقاً لمؤرخين، وقد طور الشاب العشريني العام الماضي نسخة من اللعبة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ويقول إن صناعتها دقيقة لوجود تفاصيل عدة من حيث النقوش والقياسات، لكن الأطفال تعلموا ممارستها بسهولة.

واكتُشفت أول لوحة للعبة “أور” في معابد أور الملكية، خلال عمليات الحفر والتنقيب عام 1922 جنوبي العراق، ويعود تأريخ ابتكار اللعبة إلى عصر الأسرة الأولى في أور، قبل 2600 ق. م، ما يجعلها أقدم مثال للعب الألواح عثر عليه، وما زال المتحف البريطاني يحتفظ بالنسخة الأصلية من اللعبة.

صور: السومريون كانوا يقضون وقت الفراغ بهذه اللعبة!

علاء دلي – صانع ومعلم اللعبة لشبكة 964:

“أور” ليست مجرد لعبة بل تراث سومري لابد من إحيائه، وما أسعى لتحقيقه مسؤولية وطنية تجاه تراث الأجداد.

صنعت هذه اللعبة من مواد بسيطة قابلة للتصلب وينفس الطريقة أصنع النرد الخاص بها مع الدقة بالقياسات والنقوش، وأعلّم الناس على لعبها وأبيع بعض القطع بأسعار بسيطة لا تتجاوز 20 ألف دينار.

اتنقل بين الحدائق والمتنزهات في الناصرية لتعليم الأطفال وحتى الكبار على هذه اللعبة وأرى انجذابهم ودهشتهم بها، وهذا الأمر يزيدني إصراراً على مواصلة مشواري مع لعبة أور.

هذه اللعبة هي أساس لكل لعبة نرد موجودة في عصرنا هذا، مثل الطاولي والليدو، ويلعبها اثنان لكل واحد منهما 7 قطع يتم تحريكها تبعاً لنتيجة رمي النرد الذي يكون على شكل هرمي، واثنتان من جهاته منقطة وتشير للاعب بالتحرك واثنتان غير منقطة تمنعه من تحريك القطع.

مجتبى صالح – باحث آثاري، لشبكة 964:

سميت اللعبة بلعبة أور نسبة لموقع اكتشافها، كما اكتشفت لاحقاً نسخ أخرى منها في الشرق الأوسط عن طريق علماء الآثار، وكان عالم الآثار البريطاني (ارفينغ فينكل) هو من قام بإحياء اللعبة بعد أن فكك رموز القطعة الموجودة في المتحف البريطاني.

زادت شعبية اللعبة في مناطق متعددة من الشرق الأوسط بسبب رموزها الروحية، وفي العصور القديمة كان يسود اعتقاد بأن أحداث اللعبة تؤثر على مستقبل اللاعب وأنها تنقل رسائل من “الآلهة”، واستمرت ممارستها لعدة عصور.