يتزاوج الذكر أكثر في التجمعات
النساء بلا وفاء للطير.. يغار مثلنا و”يصد العين” عن بيوت العراقيين (فيديو)
الخالص (ديالى) 964
طبقاً للأساطير الشعبية العراقية، تحمي الحيوانات الأليفة أهل الدار من الفواجع والأقدار، فإن أرادت السماء إنزال كرب على بيت، وكان فيه طير أو ما شابه، يتلقى ذلك الحيوان المصيبة بنفسه ويفدي أهل المنزل، إنها على كل حال معتقدات قديمة، لكنها بشكل أو بآخر مازالت عالقة في خيال أهل العراق، ولذا فإنه من أكثر البلدان المحيطة ولعاً بتربية الطيور، وأسواق الحيوانات هنا تحجز مراكز المدن نهاراً من كل أسبوع.
وبالتعمق في الحوار مع “صادق علي” المختص بأحوال الطير، يبدو أن ترتيب تصنيف العصفور وسعره وتفضيله على سائر أقرانه، يتعلق كثيراً بحجم العين ولونها وطريقة استدارتها وميلها، وقد جرّب الحاج صادق طرقاً عديدة لتشجيع الطير على التكاثر، لكنه توصل إلى أن جمع العصافير في قفص كبير يثير غيرة الذكور ويشجعها على التزاوج وكأنها في الطبيعة، على عكس طريقة عزل الأزواج في أقفاص مستقلة.
ولدى المربّي المعروف في سوق الخالص القديم، ملاحظات عديدة، من بينها أن النساء يسارعن إلى عشق الطير الملوّن الممشوق، لكنهن أيضاً سريعات السأم، ويفقدن الشغف والقدرة على رعايته، لذا ينتهي الحال بكثير من الحيوانات التي تشتريها النساء إلى أن تعرض للبيع من جديد، أو تُطلق إلى الشارع لتواجه مصيرها، على عكس الرجال، فهم أكثر صبراً وتعلقاً.
وفي شأن “طيور الحب” يعرف المربّي صادق شروط حياة وتكاثر كل نوع، لاسيما الطير الإنكليزي الذي يحتاج غذاءً خاصاً وتحفيزاً على التكاثر، بعكس الطير العراقي الذي يكتفي بالدخن والكرفس، ويتكاثر معظم العام، وقد غاص المتحدث كثيراً في مجال التهجين الذي ينتج أصنافاً جديدة ومثيرة، لكنها قد تكون عقيمة كما في تهجين طيور الغندور “الروز” مع “الفيشر”.
ومحل “صادق علي” يشبه مملكة حيوان صغيرة يعرفها معظم سكان مدينة الخالص شمالي ديالى، فهو لا يبيع ويشتري فقط، بل يقدم نصائح حول كيفية التربية والتكاثر والتغذية.
ازدحام كبير.. النجف تمنح مركزها يوماً في الأسبوع للمطيرجية ومربي الحيوانات
صادق علي – مربي وتاجر طيور زينة، لشبكة 964:
تربية طيور الزينة صارت هواية لكثير من الناس لأسباب مختلفة، أما من أجل تكاثرها والاستفادة منها أو إضافة جمالية للمنزل وأيضاً لاعتقاد سائد منذ القدم بأن وجود طيور الزينة يطرد الحسد، كما تمنح الطيور كهدية للأصدقاء أو الضيوف.
عصفور الحب العادي سعره رخيص بداية كان “الزوج” بـ 10 آلاف وأحياناً 20 ألف أو 25، حتى دخل العصفور الإنكليزي صاحب العيون الحمراء وكذلك صاحب العيون سوداء اللون والمشجر متعدد الألوان ووصل سعره إلى 250 – 300 دولار، للألوان الأصفر والأبيض، أما المشجر فيختلف من حيث الحجم وسعره 120-150 ألف دينار.
بعد ذلك وصل السوق العصفور الأوروبي وسعره بين 50- 75 ألف دينار، فيما يبلغ سعر العراقي ذو اللون المشجر والرصاصي بين 20 إلى 40 ألف دينار فالكثير أصبح يرغب به لأن أسعاره رخيصة.
العصفور الانكليزي أصبح يتكاثر في العراق لكن تكاثره فيه بعض الصعوبة لأنه يحتاج وقت التكاثر إلى محفزات وطعام خاص، أما مربونا هنا في العراق فيعرفون فقط الطعام التقليدي (الدخن والكرفس).
العصفور الإنكليزي إما أن تكون تربيته فردية بين ذكر وأنثى وهذه الطريقة ناجحة 90% أو جماعية من خلال وضع عدة عصافير في قفص، وأنا كمربي أفضل التربية الجماعية والسبب أن العصفور بطبعه يغار لذلك يحفزه هذا على التكاثر.
المستورد موجود منذ عام 2012 لكنه أثر في السوق وعلى الإنتاج المحلي من عصافير وحمام ملكي والمستورد إذا منع من الدخول فيمكن أن تشهد أسعار المنتج المحلي من عصفور وبلبل وغندورة والكوكتيل ارتفاع.
الحمام المشجر كان سعره 300 أو 400 ألف دينار لكنه حالياً بـ 75 ألف، فالكثير يتجنبون الأسعار الغالية لأنه مع دخول المستورد تنخفض الأسعار ويصبح بلا جدوى اقتصادية.
الحمام الملكي فيه العديد من النوعيات منه العادي المحلي وهناك العسلي اللون وهناك أحمر العيون، والأصفر والمشجر والأبيض “المات” أي بياضه غير ناصع وهناك “البرلنت” الذي كان سعره سابقا 900 ألف دينار وحالياً 150 إلى 200 ألف للزوج وكان الحمام الملكي يأتي من الكويت ودول الخليج وسعره مرتفع، ولكن أصبح اليوم منخفضاً بسبب كثرة المستورد.
كان سعر الحمام الملكي الأبيض يصل إلى 1100-1200 دولار والمشجر كان سعره من 400 إلى 500 ألف دينار والعادي العراقي 40 إلى 50 الف أما اليوم فقد وصل السعر إلى 25 ألف وحتى يصل إلى 15 الف دينار.
الكوكتيل فيه نوعية “الڤينو” الأبيض صاحب العيون باللون الاحمر سعره من 150 إلى 125 ألف وهناك أبيض أيضاً لكن عيونه سوداء سعره من 100 ألف فما دون، والفينو الانكليزي يكون مشجراً وسعره يتراوح بين 70 – 90 ألف دينار وهذه الأسعار خلال الصيف وفي الشتاء ترتفع.
طائر الغندورة فيه الكثير من الأنواع وأسعاره من 700 دولار و600 دولار، والأنواع الرئيسية “روز” و”فيشر” أما تزاوجها فيكون بنفس النوعية أي الروز مع الروز أما اذا تم تزاوج الروز مع الفيشر فيكون إنتاج الأفراخ عقيمة.
الرغبة في اقتناء طيور الحب مشتركة بين النساء والرجال ولكن النساء رغبتها في تربية الببغاء والقطط والكلاب الأليفة، لكن تقل رغبتها مع مرور الوقت فتلجأ لبيعها أو رميها في الشارع عكس الرجل فهوايته مع الوقت تزداد.
أثناء وقت التفريخ يجب إطعام العصافير بفواكه وأيضاً “ملتي فيتامين” كقطرات، وهناك طعام خاص للأفراخ بـ 10 آلاف دينار للكيلو الواحد، ويعطى للعصفور الإنكليزي إذا بدأ بالتفريخ وكذلك الكوكتيل الڤينو، فيما يلحأ البعض إلى تغذيتها على طعام الكناري لاحتوائه على مواد مغذية مثل “الكتان والقمبز والحبة السوداء”.
الكناري نبدأ العمل به من الشهر 10 وحتى الشهر 4، وتربيته مختلفة خاصة في البيت، إذ نقدم له كل شيء مثل التفاح والعسل في الماء وكذلك الدبس في الماء.
الكناري يفضل الأجواء المعتدلة لذلك نتوقف عن العمل به في الشهر الرابع لأنه في هذه الفترة يبدأ الكناري يتساقط ريشه في مرحلة “القلش” وفي هذه المرحلة يتوقف عن التغريد ولدي في البيت طيران لا أبيعهما لأنها صامتة لا تغرد لذلك نلجئ إلى إعطاء الليمون ونعطيه خليطاً خاصاً للكناري في هذه المرحلة مع قطرات خاصة.