نجح النبگ وفشلت الحمضيات

عاد من إيران وصنع غابة صغيرة قرب سوق الشيوخ و”بنك نخيل” (فيديو)

سوق الشيوخ (ذي قار) 964

من أرضه التي تمتد على 13 دونماً، اقتطع أبو محمد 3 دوانم، وحوّلها إلى “بنك زراعي” ويحتفظ بأندر البذور وشتلات النخيل وغيرها، ويوزعها مجاناً، بعد أن قضى 20 عاماً مغترباً في إيران، وعاد “أبو محمد” إلى مدينته سوق الشيوخ عام 2004 ليجد بستانه خراباً، فقرر إعادة تأهيله بمفرده، وبالفعل، بات اليوم يضم نحو 70 نوعاً من النخيل الفاخر والنادر، إلى جانب طيور ودواجن أجنبية وكلاب ومختلف الحيوانات.

وتجاوز “أبو محمد” اليوم ستين عاماً، لكن بستانه صار من أفضل بساتين ناحية العكيكة، التابعة لقضاء سوق الشيوخ، وينضم نحو 70 صنفا نادرا من النخيل، إضافة إلى أنواع غالية من الدجاج والطيور والأغنام وحتى الكلاب، وهو بمثابة مصرف لخزن بذور النباتات والأشجار النادرة.

“زاهي” سيء الحظ يحلم بتشجير العراق ويعرض خبرة باكستان في بنك البذور (فيديو)

فيديو من بساتين البندريات – سوق الشيوخ.. زبائن البصرة وميسان لا يتأخرون لحظة

أبو محمد رفض الظهور أمام الكاميرا لأسباب وصفها بالخاصة وقال لشبكة 964:

عدت من إيران عام 2004 وكانت أرضي قاحلة، وفكرت أن أجعلها مصرفاً لحفظ بذور الأشجار والنباتات النادرة، بعد أن جلبت أصنافاً نادرة من الخارج، وقمت بتوزيع بعضها على المزارعين ومراكز الأبحاث.

هدف هو تقديم خدمة لأهلي، وأصبحت أعمل ليلاً نهاراً في المشروع، ورسالتي في الحياة أن أحفظ ديمومة الحياة بحماية الأنواع النادرة من الانقراض.

بدأت بإزالة النباتات الضارة والنخيل الميت بنفسي، ولم يساعدني أحد، وكان سكان المنطقة ينظرون لي باستغراب.

جلبت كميات كبيرة من السماد وفرشتها في البستان، وحفرت سواقي حوله وبعد ذلك قمت بحراثة الأرض وزراعة الخضار والخس وأصبحت أبيع بشكل يومي في السوق، وكان هناك تاجر من أهالي الفهود يشتري مني المحصول.

بعدها بدأت بزراعة أنواع أخرى من الخضار مثل الحلبة والسبانخ والرشاد والكراث والشبنت والثوم والباميا الأصلية التي كانت تزرع قبل 70 عاماً، وهي البامية الصفراء البترة.

نجحت الزراعة بسبب قرب بستاني من نهر الفرات، وأصبحت ملهماً لأصحاب البساتين التي بدأت تزرع الأرض من جديد، ووفرت فرصة عمل لأكثر من 25 شاباً من أهالي المنطقة من الرجال والنساء.

عام 2008 بدأت أبحث عن أصناف النخيل النادر وأزرعها، والآن حتى مشاتل الناصرية تأخذ الفسائل من بستاني، واستطعت جمع أكثر من 70 صنفاً من النخيل النادر أهمها:

المجهول، الزاملي، الخلاصة، أم الدهن، أرزيز، العلياني، الصكعي، الخضراوي، الكنطار، الشويثي الأحمر والأصفر، المكتوم، الديري، أسطة عمران، الشكر، الحابسي، والخصاب.

أزرع النخيل بحسابات هندسية وأترك مسافة 8 أمتار بين نخلة وأخرى لضمان سلامة النخيل وزراعة أشجار أخرى بينها.

مدينة سوق الشيوخ تمتاز بتمر “الثويثي” فقط وهو مميز بنوعه وطعمه عن أي مكان آخر، ولا يوجد أفضل منه سوى البرحي في البصرة والناصرية.

أبيع القليل فقط من الرطب والتمر، وأقوم بتوزيع معظمه كهدايا على الناس.

لدي 400 نخلة في البستان وهي بمثابة بنك زراعي خالص وأبيع الفسيلة الواحدة ما بين (150-250) ألف دينار تبعاً للصنف.

جربت زراعة الحمضيات ولم أنجح، بخلاف زراعة السدر، وحالياً أختص بالتركيب والتطعيم ولدي أنواع نادرة من “النبق”.

أمتلك مفاقس لأصناف نادرة من الطيور، واستوردت الدجاج من ألمانيا والدنمارك والبحرين بمبلغ 220 مليون دينار، وأهم أنواعه  الهراتي والأوشاما الألماني، ويبلغ سعر الديك الاوشاما 3 آلاف دولار، كما اشتريت أغناماً خليجية بنحو 70 مليون دينار.

لدي أيضا أنواع نادرة من الكلاب منها الهاوشر والبشتر والكنكار التركي، واشتريت كلباً نادر جداً بسعر 3500 دولار من كركوك وهو تركي الأصل.

مساحة الأرض 13 دونماً وما استثمره حالياً 3 دوانم فقط، وأطمح إلى توسعة مشروعي في المستقبل بالاعتماد على نفسي، فليس هناك أي دعم حكومي.

بدأ من أيام لجوء التسعينات في إيران والآن ينحت النبي إبراهيم بإتقان الناصرية

فيديو من “منتجع” سوق الشيوخ بين البساتين وعلى إطلالة الفرات الجذابة

صابئي في سوق الشيوخ يشتاق إلى المزارعين ويتحدى الصين: منجلي يعيش 30 عاماً

صور: “الشويثي” لم يعد للأثرياء.. بساتين النخيل ترفد الناصرية بكميات وفيرة

سوق الشيوخ يزرع بالماء بلا تربة.. زوروا مشتل البلدية وزيّنوا حدائقكم بالكاريزيا

يقاوم الجفاف ويحبه النحل.. ذي قار تنجح بزراعة نبات “العصفر” و”تراقب سلوكه”

Exit mobile version