السوداني احتمال توازن مع طهران

ماذا في عقل الصدر؟ 3 خطط للأغلبية وهدية المالكي مقبولة “لا حمداً ولا شكورا”

بغداد – 964

تؤكد مصادر من أجواء التيار الصدري، أن زعيمه مقتدى الصدر يعكف على اختبار خطط مختلفة لخوض الانتخابات المقبلة ويحاول العثور على صيغة مضمونة للفوز بالأغلبية من جديد دون أن يضطر لمواجهة معارضة إيرانية شرسة، كما حدث قبل عامين.

وتقول المصادر لشبكة 964، إن التسمية الجديدة للتيار الصدري هي واحدة من الأفكار التي طرحها عليه مستشارون ووافق عليها، وتعكس وصوله إلى مرحلة متقدمة من ”خطة الانتخابات“.

ووفقاً لهؤلاء، فإن الصدر يريد الفوز بثلثي المقاعد الشيعية البالغة 180 مقعداً، ليلتحق به قادة أحزاب سنية وكردية، دون أن يضطر إلى التحالف مع خصوم محددين من الإطار التنسيقي، بضمانة عدم ظهور ثلث معطل.

ولا يعني هذا اختبار الصدر لأفكار من بينها التحالف مع السوداني، الذي سيكون بالنسبة له عنصر موازنة مع الإيرانيين، لأن رئيس الحكومة سيحتاج في هذه الحالة  إلى التمرد على أمين العصائب، على الأقل بعد الانتخابات.

وأشارت المصادر إلى أن الصدر سيقبل هدية من زعيم ”دولة القانون“ تشمل تعديل قانون الانتخابات دون أن يردها بالتحالف معه، فيما طرحت 3 سيناريوهات لعودة الصدر إلى العملية السياسية.

خارطة الشيعة 2025: السوداني أقرب للخزعلي وأبعد عن الصدر.. ...

خارطة الشيعة 2025: السوداني أقرب للخزعلي وأبعد عن الصدر.. التحالفات بيد 3 أقوياء

ماذا يحدث؟

يحاول مقربون من أجواء التيار الصدري إطلاق معلومات لاختبار توجهات الرأي العام بشأن تشكل تحالفات شيعية جديدة، من بينها الترويج لقائمة صدرية تضم طيفاً واسعاً من القوى الشيعية.

المصادر المختفلة تقول إن الماكنة الانتخابية للتيار الصدري ترجح أن التعديلات المقترحة لقانون الانتخابات لن تسمح له بالاحتفاظ بعدد المقاعد التي فاز بها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وخلصت حسابات داخلية للتيار الصدري إلى أن الأصوات الصدرية الصحيحة (الجمهور التقليدي) ستعادل 55 مقعداً، وفقاً لمعادلة نظام الدوائر المتعددة.

مع ذلك، لا يريد الصدر التراجع عن مشروع الأغلبية الذي صارع من أجله قبل عامين، وانتهى بأزمة معقدة أدت إلى انسحابه من العملية السياسية.

فوز ساحق

يعتقد الصدر أن التيار الصدري جاهز من الآن لخوض الانتخابات، لكنه يحتاج إلى فوز ساحق لا يدخله في مفاوضات غير محسوبة مع قوى لا يريدها معه في الحكومة.

الصدر يبحث عن فوز يجبر خصومه على المعارضة، وهذه المرة يريد التغلب سياسياً على حجر عثرة الثلث المعطل، إذ يريد أغلبية مريحة.

أجواء التيار الصدري تنفي تماماً فرضيات متداولة في وسائل الإعلام المحلية عن أن تحالف رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يضم محافظين مثل أسعد العيداني ومحمد المياحي، وثمة مصادر تجزم بأنهم ”صدريون“ إلى حد كبير.

لكن لا أحد يستبعد أن ينتهي السوداني من دون حلفاء داخل الإطار التنسيقي، حتى الخزعلي المتشبث به، وسيكون حينها احتمالاً وارداً ومقبولاً للصدر.

خلطة الصدر

التسمية الجديدة للتيار الصدري (الوطني الشيعي أو الشيعي الوطني) هو خليط من مشروعين سياسيين بهدف ضمان غطاء واسع للتمثيل الشيعي: دولة القانون في نسختها الثانية عام 2014 (حينها قدم المالكي قائمة تضم أحزاباً صغيرة من خارج الدعوة)، والإطار التنسيقي الذي تشكل عام 2021.

هذه الحسابات المتفائلة تغفل خطط وتحركات قادة الإطار التنسيقي، لا سيما المالكي الذي يقول مقربون منه أن سيثبت صيغة لتساوي الرؤوس في الانتخابات المقبلة، وهو جاهز لدفع التكاليف التي تشمل انخفاض عدد مقاعده في البرلمان المقبل، كما أن الصدريين أنفسهم يعرفون أن المالكي أفضل من يخطط للانتخابات بين القادة الشيعة بسبب خبرة تراكمت لديه في إنشاء المعادلات الرقمية، حتى أن بعض السياسيين يصفونه بالداهية ويفضلون الاتكال عليه في المنافسات الانتخابية.

أسئلة لا تتوقف حول

أسئلة لا تتوقف حول "عنوان الصدر" الجديد.. الموسوي: سنة ومسحيون يريدون عودته

3 سيناريوهات

أغلبية المعارضة:

لن يتحالف الصدر مع أي طرف من الإطار التنسيقي، بمن فيهم السوداني، بعد أن يقدم قائمة تضم قوى شيعية معارضة وأحزاب تشرين والتيار الصدري، قبل أن يظهر حلفاء منشقون من قوى شيعية ليلتحقوا بتحالف الصدر.

مجموع مقاعد هذا التحالف قد يصل إلى ثلثي المقاعد الشيعية (180 مقعداً).

هذا السيناريو مهدد بالأرقام التي ستحصل عليها بقية القوى الشيعية، لا سيما أن التوقعات تشير إلى صعود أرقام قيس الخزعلي في الانتخابات المقبلة، خصوصاً إذا انضم إليه السوداني.

المالكي – الصدر:

تقول مصادر إن الحديث عن لقاء رئيس الوزراء الأسبق بشخصيات صدرية لتبادل رسائل سرية بشأن قانون الانتخابات، والتمهيد لتحالف تاريخي بين الخصمين مجرد “إشاعة” سربها المالكي وكان يعرف أن الصدريين لن يبادروا لنفيها، لأنه يعرف مصلحة الصدر في صيغة التعديل التي يقترحها لقانون الانتخابات، والتي يراها خدمة سياسية تمهد لتحالف كان عسيراً طوال سنوات.

هذا السيناريو مهدد بالفجوة الكبيرة بين المالكي والصدر، كما أن الأخير يضع حساباً كبيراً لكبريائه السياسي حين يتعلق الأمر بزعيم دولة القانون.

يقول الصدريون أن الصدر سيقبل هدية تعديل الانتخابات من المالكي دون أن يشكره عليها، وعلق صدري مطلع بالقول: “سيأخد الهدية لا حمداً ولا شكورا”.

السوداني – الصدر:

من المرجح أن يتحالف السوداني بعد الانتخابات مع الصدر، لأن الأخير تلقى نصائح بأنه يحتاج إلى تخفيف الضغط مع الإيرانيين وتجنب مواجهة معهم حين يتحالف مع سياسي ساعد طهران على تثبيت الاستقرار السياسي منذ عامين دون مشاكل كبيرة، كما أن المقاعد التي سيحصل عليها السوداني يمكن أن تساعد الصدر على تحييد الثلث المعطل، وتقرب منه قوى كردية وسنية لديها مخاوف من مشروع ثوري جديد من الصدر.

الخزعلي يمكن أن يهدد هذا السيناريو، لأن عصائب أهل الحق تسيطر على مؤسسات حكومية حساسة يحسبها السوداني واحدة من أسلحته في الانتخابات المقبلة، وبالطبع الصدر سيغض النظر تماماً عن السوداني إن كان من خلفه الخزعلي.

فتاح الشيخ: قرار الصدر ليس مجرد تغيير اسم.. والدعمي:

فتاح الشيخ: قرار الصدر ليس مجرد تغيير اسم.. والدعمي: "الكتلة" سمعت التوصيات