مصدران من الإطار تحدثا لـ 964
المالكي يريدها لنفسه وصارح المقربين.. حركات الصدر محيرة والحكيم قلق على السوداني
بغداد – 964
قدم مصدران من داخل الإطار التنسيقي تفصيلاً حول أجواء الانقسام الحاد بشأن تعديل قانون الانتخابات ومستقبل رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وتحدثا عن “إفصاح” رئيس دولة القانون نوري المالكي عن خططه لما بعد الانتخابات المقبلة ورغبته بالعودة إلى السلطة، وانشغال الأطراف بسيناريو مقلق بشأن محاولات جادة لإسقاط الحكومة الحالية.
عمار الحكيم: يريدون منع السوداني من الفوز.. وإيرانيون وأميركان سألوني عنه بالصدفة
السوداني محاصر وخطة المالكي 50 دائرة.. جاءت الانتخابات "يا تارك الإطار"
وقال المصدران، لشبكة 964، إن المالكي “عنيد جداً” وما يزال يصر على تعديل القانون رغم الملاحظات العلنية من قادة في الإطار أبرزهم عمار الحكيم، وأشار أحدهما إلى أن “زعيم دولة القانون يعتقد أن العراق يحتاج إلى نوع مختلف من الحكم”.
ودعا المالكي معارضي تعديلات القانون إلى مناقشتها بالملاحظات بدل رفضها بالكامل، على ما يقول المصدران.
في المقابل، يشعر قادة الإطار التنسيقي بالإحباط من “عدم فهم ردود فعل الصدر” على محاولاتهم التواصل معه خلال الفترة الماضية، وأن بعضهم “لا يعرف ما يقصده زعيم الحنانة بالظهور في الأسواق والمشاتل”، فيما يشعر الحكيم بأن “الخطوة السياسية المقبلة لن تكتمل دون حوار مع الصدر”.
وقال المصدران إن السوداني هو الآخر “يحاول الاستفادة سياسياً من هذا الحوار العاصف حول مستقبله”، ويرى مقربون منه أنه “نافع لاكتمال نمو رمزيته السياسية مع الجمهور”.
وكشف تقرير سابق لشبكة 964، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد دخل بالفعل مواجهة حامية مع زعامات الإطار التنسيقي بعد مؤشرات على منافسة مرتقبة في الانتخابات النيابية المقبلة، وهي مواجهة قد تتطور إلى تضييق الخناق عليه في منصبه، ولاحقاً إن رشّح خارج مظلة الإطار لبرلمان 2025.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات العامة المقبلة، وفقاً للمدد الدستورية، لكن السلطات لم تحدد بعد موعداً لها، في ظل الحديث عن إمكانية إجراء اقتراع مبكر هذا العام وتعديل القانون، وهو ما يعده مراقبون رسالة ضغط على السوداني.
وأبدى رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، الثلاثاء الماضي، استغرابه من رغبة نواب تغيير قانون الانتخابات والعودة إلى الدوائر المتعددة، وقال إن ذلك ينطلق من قلق بعض القوى السياسية من خوض رئيس الوزراء للانتخابات وحصد عدد كبير من المقاعد إلى جانب محاولة تقويض بعض القوى الصاعدة، وتخفيف اندفاعها.
مصدران من الإطار التنسيقي، لشبكة 964:
المالكي أفصح لعدد من قادة الإطار، ودائرة ضيقة من ائتلاف دولة القانون عن خططه لتولي منصب رئيس الوزراء في الدورة الحكومية المقبلة، وقال إن الأزمات التي مرت خلال السنوات الماضية كانت بحاجة إلى نوع مختلف من الحكم.
زعيم دولة القانون سمع ملاحظات واعتراضات من قادة الإطار على خطته لتعديل قانون الانتخابات، ورد عليهم: أنتم تتجهون إلى تفكيك الإطار وتسليم الحكم لأعدائكم، وسنعود إلى أيام كان فيها احتمال حمام الدم وارداً.
لن يسمح المالكي بإجراء الانتخابات المقبلة، مبكرة أو في موعدها الدستوري، إذا بقي القانون الساري الذي أجري عليه اقتراع المحافظات، لأن هذه الصيغة ستقلب الموازين بشكل جذري، وستنتهي حقبة صمدت أكثر من من 16 سنة.
المالكي أبلغ المعترضين بأن يقدموا مقترحاتهم على صيغة التعديل، بدلاً من رفضه بالكامل.
عمار الحكيم يتحدث عن الصدر: برود في العلاقة مع أخي العزيز أبو هاشم
لا أحد يفهم الصدر
كانت هناك محاولة لجس نبض مقتدى الصدر، نعتقد أنها فشلت حتى الآن، صحيح أن زعيم التيار الصدري يؤيد الدوائر المتعددة، لكنه لم يطلق أي إشارة للرد على رسائل الإطار.
الصدر يفكر بطريقة غريبة بعض الشيء، ففي فترة كان زخم الرسائل الإطارية يتدفق على الحنانة، راح يشاغلهم بجولات غير مفهومة في الأسواق والمشاتل، وتوّجت بما وصف أنه “لقاء خاص” مع المرجع الأعلى علي السيستاني، وبعض قادة الإطار لم يفهموا ما يريد.
مستشار المالكي: إنجاز السوداني لنا جميعاً وقد لا ينال ولاية ثانية وإن حصد 80 مقعداً
الحكيم: لا مفر من الحنانة
زعيم تيار الحكمة يقود حراكاً مناهضاً لتعديل القانون. هو الزعيم الإطاري الوحيد الذي أخرج النقاش الداخلي إلى الرأي العام بعدما ظهر في مقابلة قناة العراقية.
بعض قادة الإطار شعروا بالإحراج من تحول هذه النقاشات إلى سجال علني، وقيل إن الأمر قد ينعكس سلباً على السوداني الذي سيبدو أمام الجمهور مثل يوسف وأخوته.
الحكيم يريد حماية الإطار، ويرى أن التفاهم مع الصدر أمر حتمي، ولا مفر من نقاشات قاسية معه ومكاشفات، بقاعدة أنه لا يمكن أن نذهب إلى الحنانة ونترك خلفنا السوداني معاقباً، لأن الصدر سيعرف أين هي اليد التي “توجعنا” في هذه الحالة.
ما يخشاه الحكيم هو ظهور ملامح مشروع لإسقاط حكومة السوداني، وأكثر من يشاطره هذا القلق من داخل الإطار هو رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.
الشكوك الآن تحوم حول التظاهرات المزعومة في حزيران المقبل، وقد تكون جزءاً من حراك مدبر ضد السوداني.
مستشار السوداني: نراقب شائعة تظاهرات حزيران وليس بإمكان أحد إسقاط الحكومة والنظام
الحديث عن نهاية السوداني "رسالة اختبار"؟ سياسي وخبيران يشرحون الكواليس
مقامرة السوداني
السوداني مشغول ببناء نموذجه السياسي، وهو أكثر هدوءاً من قبل حتى بعد تصاعد النقاشات حول مستقبله السياسي ومحاولة تقييده انتخابياً.
من بين الاحتمالات التي يفكر بها السوداني هو القبول بالاستقالة من المنصب قبل الانتخابات بستة أشهر، لأنه يعتقد بأن هذا سيزيد من رمزيته السياسية.
في المقابل، ينصح مقربون منه بعدم فعل ذلك، لأنها مقامرة مثالية غير محسوبة، والبقاء في المنصب عامل حاسم مع الجمهور، ومهم جداً لضمان سير العملية الانتخابية “بأيدٍ أمينة”.