ملتقى الرافدين للحوار

السوداني: واشنطن شريك استراتيجي وطهران جارة وقفت معنا في الحرب

بغداد – 964

أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الأحد، خلال مشاركته في فعاليات ملتقى الرافدين للحوار، أن مثل هكذا فعاليات تدل على التعافي في العراق وتجربته الديمقراطية، فيما تحدث عن علاقة العراق مع طهران وواشنطن، مشيراً إلى أن داعش لم يعد يشكل تهديداً للعراق، ومضي الحكومة في إنهاء مهام التحالف الدولي في البلاد.

السوداني، وفي حوار مع الصحفي عمر الشاهر، على هامش افتتاح ملقتى الرافدين للحوار، وتابعته شبكة 964، قال:

السوداني: يجب أن يتصدى الحوار إلى العقد والمشاكل التي تمثل هموم الناس، وقد وضعنا أهمية كبرى لأولويات العمل في البرنامج الحكومي لتلبي حاجة المواطن.

العراق جزء مهم في المنطقة ويتأثر ويؤثر بكل الأوضاع، والمجتمع الدولي فشل في إيقاف منظومة القتل في غزة.

القضية الفلسطينية جوهرية بالنسبة إلى العراقيين، وموقف الحكومة العراقية ينصب على ضرورة إيقاف العدوان على غزة وعدم اتساع ساحة الصراع.

الولايات المتحدة شريك استراتيجي إلى العراق، وإيران دولة جارة وبيننا مشتركات دينية واجتماعية ووقفت معنا في الحرب ضد داعش الإرهابي، والعراق يعمل على تقريب وجهات النظر بين الجهات المختلفة، ونحن نضع أمن واستقرار العراق ضمن أولوياتنا.

الشاهر: يوم 7 أكتوبر هو يوم فاصل في المنطقة والعراق أصبح جزء من تحولات هذا اليوم وتداعياته، ما الوضع الذي تعامل معه رئيس الوزراء منذ ذلك اليوم؟

السوداني: بالتأكيد العراق جزء مهم في المنطقة ويأثر ويتأثر بكل الأوضاع، وكان هذا الحدث الذي نعتقد أنه طبيعي نتيجة سنوات من الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال من التهجير والاستيطان والحصار الذي مورس ضد سكان غزة طيلة 16 عاما، حصل بفعل انتفاضة الشعب الفلسطيني، الأمر الذي ترتب عليه هذه الأحداث وتطورات تبعة ذلك اليوم التي استمرت بشكل يهدد استقرار المنطقة والعالم، فيها مواقف عديدة، وبالتأكيد هناك تعقيد كبير واختلاف وتباين في المواقف، لكن الثابت هو إن المجتمع الدولي مع الأسف فشل في إيقاف منظومة القتل لسلطات الاحتلال وتوقفت كل المؤسسات والقوانين الدولية ذات العلاقة أمام تعنت قوات الاحتلال، الأمن الذي أفضى إلى تعقيد كبير يهدد المنطقة.

الشاهر: كل رئيس وزراء يأتي إلى العراق كان يعرف أن عليه أولاً أن يضبط شكل التوازن بين طهران وواشنطن، كيف تعاملت حكومتك مع هذا التوازن؟

السوداني: إيران دولة جارة نرتبط معها بحدود وبيننا مشتركات دينية، ثقافية واجتماعية، ووقفت معنا قبل 2003 مع القوى السياسية، ونضال جميع المكونات ضد النظام الدكتاتوري، ووقفت معنا في الحرب ضد داعش.

الولايات المتحدة شريك إستراتيجي بالنسبة للعراق ونرتبط معها باتفاقية إطار شاملة. بالتالي هذا هو التوازن المطلوب للعراق، الذي ينطلق من المصلحة الوطنية لبلدنا وشعبنا، وبتقديري هذه ميزة تحسب للعراق، وهو الدولة الوحيدة في المنطقة الذي يتمتع بعلاقة متميزة بإيران والولايات المتحدة، الأمر الذي من الممكن استثماره من الطرفين، إضافة إلى دول المنطقة، والتي نعمل عليها في أكثر من ملف من أجل تقريب وجهات النظر المتباينة.

الشاهر: سلسلة الأحداث التي وقعت في العراق خلال الأشهر الأخيرة هل شعرت أن هذا التوازن (في العلاقة مع إيران وأميركا) اختل وصرنا على وشك مواجهة؟

السوداني: حافظنا قدر الإمكان على هذا التوازن والموقف في مسألة تأيدنا للقضية الفلسطينية، وأيضا في مسألة وجود التحالف الدولي، وعبرنا عنه في أكثر من مناسبة، وأن هذا الوجود مبني على دعوة من الحكومة العراقية، وينتهي بالاتفاق على ترتيب لهذا الوجود وهذا مايحصل في اللجنة العسكرية الثنائية.

نحن نضع أمن واستقرار العراق ضمن أولوياتنا وهذا هو مهمة الحكومة والسلطة التشريعية وكل القوى السياسية الوطني.

الشاهر: هل الحكومة تتفاوض الآن لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد داعش وبناء علاقة مع القوات الأميركية تحديدا؟ أم أن الحديث يجري عن انسحاب كل القوات القتالية، بما في ذلك القوات الأميركية؟

السوداني: أنا لا أعرف أين الغموض؟ إن راجعت جميع بياناتنا في أكثر من مناسبة ومن خلال اللقاءات مع المسؤولين في الولايات المتحدة، موقفنا واضح، وجود التحالف الدولي كان بناءً على دعوة في 2014 لدعم جهود العراق في مواجهة الإرهاب، الآن في 2024 نقولها وبكل ثقة إن داعش لا يمثل تهديدا لأمن الدولة، وهم مجاميع مذعورة هاربة يوميا نوجه لهم الضربات في الكهوف والصحارى والجبال، وأجهزتنا الأمنية على مستوى عال من الجهوزية والمقدرة والإمكانية، ومن خلال ما نمتلكه من معلومات وإمكانيات فدول المنطقة والعالم تستعين بمعلوماتنا ضد الإرهابيين وشبكاتهم. إذن كل الظروف التي دعت لتشكيل التحالف الدولي الذي يضم 86 دولة، 25 دولة موجودة من خلال المستشارين انتهت.

ومن جانب آخر فكان في برنامجنا الحكومي كان التزام هو إنهاء تواجد التحالف الدولي الذي صوت عليه البرلمان حينها، وعلى هذا الأساس أرسلنا لجنة برئاسة وزير الدفاع إلى واشنطن في آب 2023 وأقرت اتفاق اللجنة الثنائية التي كان من المؤمل أن تعقد اجتماعاتها قبل 7 أكتوبر.

الآن بدأت هذه اللجان واجتماعاتها متواصلة مبنية على حوارات مهنية لإنهاء مهمة تواجد المستشارين وأصحح مصطلح القوات الأجنبية، فبلسان رئيس الولايات المتحدة الأسبق، ذكر أن 31 كانون الأول 2021 كان آخر موعد لتواجد القوات القتالية، وما يبقى مستشارين، وستنتهي مهمتهم من خلال الحوار.

إنهاء وجود التحالف الدولي لا يعني القطيعة مع دول التحالف الدولي من ضمنها الولايات المتحدة، وخصوصا في الملف الأمني، فالعراق سيكون جزءا من المنظومة الدولية والإقليمية وفق علاقات ثنائية كما هو معمول به بين دول التحالف الدولي ودول المنطقة.

الشاهر: الأمريكان يتحدثون عن شراكة أمنية مستدامة هي بديلة للعلاقة الحالية؟

السوداني: نحن نتحدث عن اتفاقية إطار استراتيجي فيها جانب أمني مثلما نتحدث عن شراكة اقتصادية فمن الطبيعي أن يكون هناك شراكة أمنية.

فالعراق اكتسب خبرة وتجربة، وكل دول العالم بحاجة إلى بناء علاقات وشراكات أمنية مع العراق، وفق القواعد التي تقرها الحكومة والتي نحتاج إليها في شكل هذه العلاقة ومساحتها، وهذا حوار ثانوي، ولا يتعلق في مسألة وجود التحالف الدولي.

الشاهر: متى تتوقعون عن انهاء مهمة التحالف الدولي والإعلان عن رحيله.

السوداني: هذا خاضع لنتائج حوار المجموعات الثلاثة، فنحن شكلنا 3 لجان، الأولى تقيم خطر داعش، والثانية تناقش الظروف العملياتية والبيئية، والثالثة تقيم قدرات وقابليات الأجهزة الأمنية، نتائج هذه المجاميع الثلاثة ترفع إلى الحكومة ويتخذ قرار سياسي للاتفاق على جدول زمني لإنهاء وجود  التحالف الدولي.