أقدم استوديوهات المنصور
ذاكرة عوائل بغداد عند سومر وقرطاج.. من أيام الـ”نيغاتيف” إلى التقنية الفائقة (صور)
المنصور (بغداد) 964
يتذكر مصوّر “سومر” الشهير في المنصور، كم كانت عبارة ثورية، حين كتب على واجهة الستوديو عام 2000 “استلم صورتك خلال دقيقتين”، منهياً حقبة الـ “نيغاتيف”، ويؤكد -على مسؤوليته- إنه كان أول من أدخل تقنية التصوير الديجتال إلى بغداد ولم يسبقه إلى ذلك أحد من منافسيه، واليوم انتقل “سومر” من صور الأبيض والأسود، إلى “النيغاتيف” وصولاً إلى الديجيتال، ثم صار محترفاً بمعايير التقاط الصور لطلبات التأشيرات الأوروبية، أما ستوديو “قرطاج” فيشير إلى اختفاء عبارة “كادر نسائي للتصوير والتحميض”، التي كانت تُكتب على واجهات الستوديوهات، لأن الصور الخاصة باتت تُلتقط بالموبايل، ويسهل طبعها في المنازل.
وفي حي المنصور بجانب الكرخ من بغداد، علامتان تجاريتان من أقدم استوديوهات التصوير التي عاصرت مراحل العراق قبل 2003 وما بعدها، وهما “سومر” الذي تأسس عام 1986، و”قرطاج” 1998، حيث تاريخ من تصوير العائلات البغدادية في أعراسها ومناسباتها المختلفة.
في يوم المصور العراقي.. كاميرا 964 تزور ستوديو "ملا إبراهيم" في الباب الشرقي
أول وأشهر مصورّة في مدينة الصدر.. مصري يتذكر أيام زوجته الراحلة أحلام العاني
التفاصيل:
في يوم المصور العراقي.. كاميرا 964 تزور ستوديو "ملا إبراهيم" في الباب الشرقي
إياد عبد القادر – صاحب استوديو مصور سومر، لشبكة 964:
أول ما بدأنا بصورة الأبيض والأسود بما يسمى “الجامه”، حيث نُحمض الجامه ونرتشها ونطبعها، كانت عملية متعبة في مراحل، جاء بعدها “النيغاتف” في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، حيث نحمض النيغاتف ونطبعه وهي متعبة أيضاً.
نحن ولله الحمد أول استوديو في بغداد حوّلنا الصورة من النيغاتف إلى الديجيتال وهذا الكلام على مسؤوليتي، حيث جلبنا نظاماً أحدث ضجة في وقتها؛ كونه اختصر المراحل المتعبة (التصوير والتحميض والطباعة والتقطيع) في يومين.
عندما وضعنا قطعة “استلم صورتك خلال دقيقتين” صارت ثورة في المنصور عام 2000، عندها أخذ الزبون ينظر إلى صورته في الشاشة ونحن نصلحها وفق ما يريد، بينما في النيغاتف لم نكن نستطيع ذلك لأنه فيلم صغير، وبهذه الحركة تطور العمل كثيراً.
2003 كان التغير الأساسي في نوع الكاميرات والطابعات إذ نستخدم الآن كانون وسوني، وسبق أن جلبنا طابعة “كوداك” عام 2001 وكلفتنا مع حاسبتها وكاميرتها حينها 8 ملايين دينار، وهو مبلغ كان يكفي لشراء بيت.
اليوم تحوّلت الطابعات إلى سرعة ودقة ووضوح عال، والكاميرات تغيرت معالمها، وبفضل الله لدينا الآن ثلاث طابعات “فوجي” وليس الصيني الشائع والمتوفر.
التعامل مع الناس صار أكثر مرونة فهو يرى صورته أمامه ويعطي الموافقة، ولدينا الآن تصوير صور لتأشيرات أميركا وأوروبا، بحيث نعطي نتائج مضمونة بنسبة 100%، والتأشيرتان الفرنسية والألمانية اعتمدتا علينا لمعرفتهما بالمستوى الذي نقدمه، لذا “سومر” حافظ على اسمه وطور من عمله.
محمد المفرجي – مسؤول القسم الطباعي في مختبرات قرطاج، لشبكة 964:
هذا الاستوديو كان يسمى بـ “مختبر الفيض” وانطلق عام 1986 وحتى عام 1998، بعدها تغيرت الإدارة فتحوّل الاسم إلى مختبرات “قرطاج للتصوير” تيمناً باسم المدينة العربية التونسية، ثم انطلق العمل وحافظنا على أرشيف حافل بصور الناس والعوائل منذ الثمانينات، وقسم منهم يأتي من خارج العراق لاسترجاع صورته وطباعتها مجدداً خاصة الذين يحفظون للآن أرقام صورهم.
بعد 2003 انتقلنا إلى التصوير الديجيتال، لأن التوقف عند نقطة غير صحيح في المهنة.
دخلت التكنولوجيا الحديثة بقوة إلى الاستوديو الخاص بنا، ودخلنا مجال الطباعة الدعائية من البوستر والسجاد والألواح والدروع بخامات مختلفة.
الذي اختلف بعد 2003 هو كوالتي وجودة الصورة ومستوى الإنارة، فقد وصلنا إلى FHD وHD، بينما “النيغاتف” لم يكن بإمكانه تقديم هذه الجودة.
اليوم الموبايلات فيها كاميرات ونظام الخزن رقمي، واختفى تصوير “النيغاتف” كلياً، وهذا رفع من الخصوصية، في السابق كان البعض يطلب كادراً نسائياً لكي يطبع له، اليوم، يتولى أي شخص التقاط صوره وطبعها، وأصبح اقتناء طابعة في المنزل أمراً يسيراً.
نستخدم “سوني” و”كانون”، والتصوير الآن مقتصر على معاملات السفر والأعراس وحفلات التخرج وأعياد الميلاد الخاصة، فحتى البطاقة الوطنية والجواز باتت الجهات الرسمية هي من تصوّر.