غداً عصراً سيجمعنا شاي وسيگارة..
أسطورة ربطت دورة قلعة تلعفر بإنجاب الذكور وكتبوا فيها القصائد.. فيديو حديث
تلعفر (نينوى) 964
في عقود ماضية، كانت مواكب الأعراس تحرص على المرور قرب “دورة” أو دوار قلعة تلعفر، وفي الأساطير المحكية بين أهل المدينة، أن مرور “الزفة” من هذا المكان يلعب دوراً خفياً في تعجيل إنجاب الذكور!.. وربما تراجعت تلك الاعتقادات في هذه الأيام، لكن لدورة القلعة مكانة كبيرة لدى أهل تلعفر، فحولها كانوا يجتمعون من مختلف خلفياتهم ولغاتهم، لتدخين السجائر وشرب الشاي كما يقول شاعرهم زينل الصوفي.
وتعرّض المكان غير مرة للتدمير والتفجير على يد الإرهاب، لكن المنطقة تنتعش من جديد مع الاستقرار والإعمار النسبي الذي تشهده المدينة، وإن على نحو بطيء.
وتنتشر حول دورة القلعة متاجر متنوعة لبيع الخضراوات والفواكه والمأكولات السريعة والمقاهي والأفران، وتربط الدورة التي تقع وسط تلعفر عند قلعتها الأثرية، أربعة أحياء سكنية ببعضها، شمالها حي القلعة وجنوبها الطليعة وشرقها الخضراء والنصر، وسميت بهذا الاسم لوقوعها على مقربة من قلعة تلعفر الآشورية التي دمرها تنظيم “داعش” عام 2014.
(صور) الأتراك باشروا تأهيل قلعة تلعفر الآشورية.. والقائمقام: ستعود أجمل
محمد أحمد – باحث لشبكة 964:
من التقاليد والأعراف التي كانت سائدة في تلعفر حتى بدايات عام 2000 أن مواكب الأعراس لابدّ أن تمر من دورة القلعة، وأن الموكب الذي لا يمر منه فإن العريسين سوف لن يرزقا بمولود ذكر! ربما كانت تقاليد بعيدة عن الواقع إلا أن السكان كانوا يحترمونها ويحرصون على أدائها.
حول هذه الدورة كان التركمان والعرب والإيزيدية من عموم مناطق غرب نينوى يجتمعون للتسوق وتبادل أطراف الحديث.
كانت وما زالت لهذه الدورة رمزية كبيرة عند السكان حتى تغنى بها شعراؤها وفنانوها، فهذا الشاعر زينل الصوفي يقول عنها:
يدُ العراقِ غداً من خدِّ أرملةِ الشهيدِ
تمتدُّ حتّى تمسحَ الدمعَة.
يا أصدقائي غداً عصراً سيجمعُنا
شايٌ وسيگارةٌ في دورةِ القلْعَة.
قاسم حسن – صاحب محل:
منذ كنا أطفالاً كنا نعمل في هذا المحل القريب من دورة القلعة حيث كانت تزدحم بالمتبضعين والقادمين من مختلف المناطق.
بعد عدة عمليات إرهابية استهدف بها تنظيم القاعدة هذه الدورة عام 2008-2010 بدأت الحركة تخف عندها واليوم بدأت تعود اليها الحياة شيئا فشيئاً.