من ابن الأثير حتى الطبري
بغداد تستذكر دور ألمانيا في إحياء التاريخ الإسلامي.. بروكلمان في بيت المدى
شارع المتنبي (بغداد) 964
استذكر بيت المدى للثقافة والفنون، بالتعاون مع معهد غوته، المفكر والمستشرق الالماني كارل بروكلمان، الذي يعد واحداً من كبار الباحثين الذين عملوا على إحياء الادب والتراث العربي، كما انشأ بكتابه الموسوعي “تاريخ الادب العربي” عملاً مرجعياً في الأدب العربي يستخدم حتى اليوم.
فيديو: ألهمته حبيبته الفرنسية وكسر احتكار المستشرقين للإسلام.. طه حسين في "المدى"
التفاصيل:
الفعالية شارك فيها عدد من الاساتذة الأكاديميون.
تحدّث الباحث رفعت عبد الرزاق، مدير الجلسة، عن المستشرقين الألمان الذين درسوا وكتبوا في التراث العربي، من بينهم بروكلمان.
درس بروكلمان العربية وهو في المرحلة الثانوية، فضلاً عن دراساته السريانية والآرامية الكتابية، ثم اتقن العبرية.
كلفه المستشرق الألماني ثيودور نولدكه بالقيام بدراسة عن العلاقة بين كتاب “الكامل في التاريخ” لابن الأثير، وكتاب “أخبار الرسل والملوك” للطبري، وقد استطاع الحصول على الدكتوراه الأولى عام 1890. والاستشراق الألماني جدير بأن يحتفى به ويكتب عنه، وأهل للتذكير به.
حسن عريبي – مفهرس، لشبكة 964:
للمستشرقين عامةً، على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، السبق والريادة في القيام على التراث العربي، بشتى فروع المعرفة، دراسة وتحقيقا وترجمةً لا سبيل لإنكارها.
تحدّث عريبي عن حياة بروكلمان، مُذكّراً بأهم مؤلفاته في الاستشراق منها “العلاقة بين كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، وكتاب أخبار الرسل والملوك للطبري”، و”ديوان لبيد مترجم من طبعة فيينا”، و”كتاب تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار”، و”المعجم السرياني”، و”كتاب الوفا في فضائل المصطفى”، و”تاريخ الآداب العربية” وغيرها الكثير.
صلاح الجابري – أستاذ الفلسفة:
الحديث عن الاستشراق موضوع متشعب واسع وفيه نقاط ابتداء متعددة، لكن الاستشراق الآن ميّت، ونحن أمام الاستشراق كجثة هامدة، نشرحها ونوضح كيف كانت تعيش وتفكر وتبلور نتائجها، بمعنى ان الاستشراق تم تجاوزه.
اقرب دراسات الاستشراق إلى العلمية والموضوعية هي دراسات بروكلمان، خاصة في كتابه “تاريخ الأدب العربي”، والألمان كان لهم تعامل محبب أكثر مع المسلمين في تعاطيهم مع أفكار الشرق، على العكس من المستشرقين الفرنسيين مثلاً الذين اتسموا أحياناً بالعدوانية.
للاستشراق الألماني الفضل في نشر وفهرسة المخطوطات العربية بشكل دقيق فاق المحاولات الأخرى.
أرى أن سرقة الكتب والمخطوطات العربية أسهم في الحفاظ عليها، لأنها لو بقيت عندنا لاندثرت، لأن التكنولوجيا المتطورة في اوروبا حافظت على هذا الارث.