ابن الناصرية والحداثة العراقية
فيديو: المدى تحتفي بالكاتب صلاح نيازي متنقلاً بين الإذاعة والسجن منذ الخمسينات
شارع المتنبي (بغداد) 964
احتفى بيت المدى للثقافة والفنون بالشاعر والمترجم صلاح نيازي، في فعالية قدّمها د. قحطان الفرج الله، وتحدّث فيها أساتذة وأكاديميون، عبر شهادات لهم، عن المحتفى به ودوره في الحياة الأدبية العراقية.
فيديو: أول شيء في الرقص.. جلسة بيت المدى مع فنانة من مسرح ألمانيا
التفاصيل:
أشاد نقاد وأكاديميون بسيرة الشاعر والمترجم صلاح نيازي، خلال جلسة أقامها بيت المدى للثقافة والفنون بشارع المتنبي، وحضرها جمهور كبير.
نيازي شاعر ومترجم بارز، ولد بالناصرية في العام 1935، قبل أن ينتقل إلى بغداد ويكمل دراسته الثانوية، ثم تخرج من دار المعلمين العالية وعمل معداً ومقدماً للبرامج الثقافية في الإذاعة.
في العام 1954 عمل مذيعاً في التلفزيون العراقي ثم فصل من وظيفته عام 1956 ليعود إلى الإذاعة بعد 14 تموز 1958.
اعتقل عام 1963 بعد انقلاب شباط، بعدها قرر الخروج من العراق، نحوحلب ثم تركيا ومنها إلى لندن حيث استقر فيها.
فاضل ثامر – ناقد:
اليوم نستذكر بمحبة وعرفان واحداً من رموزنا وهو الشاعر صلاح نيازي، الذي التقيته اول مرة في السبعينيات، بعد عودته إلى بغداد قبل أن يهاجر لاحقاً نحو أوروبا، ولمست فيه الروح الوطنية العالية.
محنة العراق حاضرة في كتاباته ومنجزه الشعري، وكان يمثل سفارة ثقافية للعراق في الوطن العربي وأوروبا نفخر بها.
جرّب جميع الاشكال الشعرية؛ القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر، وانجز عدداً من الدراسات النقدية المهمة.
منح الاعمال التي ترجمها شخصية جديدة، مغايرة، وقد ترجم العديد من الأعمال الأدبية العالمية المهمة.
نادية هناوي – ناقدة:
قدم نيازي للثقافة العربية عطاءً ثراً متنوعاً، فقد كتب في الشعر والسرد والنقد وفي الترجمة وعاش مسيرة حافلة بالمتغيرات، وحين تقرأ مجموعته الاولى الصادرة في العام 1962 بعنوان “كابوس في فضة الشمس” تجد الروح الشفيفة والوجدانية في حديثه عن الذات وتحولاتها.
تميز عن سائر مجايليه وسابقيه ولاحقيه بنزعة النفور من السياسة نفوراً تاماً، وهذا النفور ليس وليد اللحظة، انما حصل من حقيقة المحنة التي مر بها، وخاض معمعاتها، وخلص منها إلى حكمة ظلت ترافقه طوال حياته وانعكست على منجزه الابداعي، فكان اتجاهه وجدانيا خالصا.
علي الفواز – ناقد:
الكثير من الاسماء التي لها حضور وفاعلية في الثقافة العراقية مغيبة، ذلك أن تاريخ الثقافة العراقية -للأسف- تاريخ مركزيات، إن كان ذلك على مستوى الاسماء أو مستوى الظواهر الثقافية أو مستوى البيانات ذات الضجيج.
الاستعادة الثقافية لصلاح نيازي تكمن في أننا نستعيد الزمن التأسيسي لما يسمى بالحداثة الشعرية والحداثة الثقافية في العراق نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات.