"المهنة مازالت بخير والعمل كثير"
إسكافي بهرز أوصل أبناءه إلى الهندسة: صنعت أحذية من حزام أمان السيارات أيام الحصار
بهرز (ديالى) 964
وسط سوق بلدة بهرز المكتظ بالمارة في مدينة بعقوبة، يجلس الإسكافي “محمد سليم عبد علي” خلف طاولة وأمامه الماكنة والمعدات البسيطة لخياطة وإصلاح الأحذية والحقائب منذ ثلاثين عاماً وقد ورث المهنة من شقيقه الأكبر، ويقول إنها مازالت بخير.
اسكافي "مام جلال".. الأقدم في كركوك وترك المحاماة قناعة بحرفة متوارثة (فيديو)
محمد عبد علي لشبكة 964:
كنا نصنع “شحاطات وأحذية” باستخدام حزام أمان السيارات وتطورت المهنة حتى دخل الصيني وغيره، والآن أعمل في الخياطة فقط.
كنا نصنع ما تسمى “فطامة البقر” وهي عبارة عن جلد وفيه مسامير لمنع الأبقار من رضاعة حليبها عند فطام صغارها.
في التسعينات عندما قصفت بغداد وتوافد أهالي العاصمة إلى مناطق ديالى وكانت الظروف صعبة كنا نقوم بصناعة مداسات من قاعدة ودبان (طرگة وسير) وهي قوية وأقوى من الشحاطات في هذا الوقت ولكن الناس حالياً يرغبون الموديلات الحديثة.
هذه المهنة هي مصدر رزقي، وساهمت بإيصال أولادي في الدراسة، اذ أكمل أحدهم الهندسة الزراعية وصار الآخر معلماً والحمدلله.
كان شقيقي أقدم إسكافي في “الولاية”، والآن أنا أُعتبر أقدم إسكافي، وأهل بهرز الولاية يعرفونني.
لا أحسب حساباً للمال، بل الإتقان، ولا أجبر الفقراء على دفع أجور العمل.
أشتري بعض الأحزمة والجلود من بغداد جاهزة وأبيعها للربّاعين وهواة رفع الأثقال.
لا يمكن أن يشكو أحد من عدم وجود عمل، لكن هناك من يقتل الجوع بالراحة كما يقول المثل.
في مقاهي بهرز العتيقة.. أسرار حول الغرباء ومبادرات عند أهل الوقار (صور)
