هل يفارقه مثل الصدر والمالكي؟
علاقة الخزعلي والعامري بعد “الصفوة”.. العصائب كبرت و”إن كبر ابنك خاويه”
964
لا يتحدث زعيم حركة عصائب أهل الحق كثيراً، عن أسباب مغادرته التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، والأخير لا يقول أشياء كثيرة عن الأمر أيضاً، لكن معظم المراقبين لم يطرحوا تفسيراً للفراق الذي تم قبل عقد ونصف، سوى أسباب مألوفة عراقياً، عنوانها “الزعامة”، ويبدو أن الخزعلي يحقق خطوة إلى الأمام بعد إعلان حركته تشكيل تحالف “الصفوة”.
الفتح انتهى والمالكي وحيد.. العصائب تكشف تفاصيل تحالفَي الفصائل "الصفوة ونبني"
بعد العام 2008، غادر الخزعلي رسمياً التيار الصدري، وتقارب مع زعيم ائتلاف دولة القانون، ورئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، وبعد 10 أعوام، حين بات المالكي خارج السلطة، دخل الخزعلي في ائتلاف مع زعيم آخر هو هادي العامري، وشكّل الطرفان تحالف “الفتح”، الذي خاض انتخابات العام 2018، ممثلاً لمعظم الأجنحة السياسية للفصائل.
قفزت مقاعد العصائب من مقعد واحد في 2014 إلى 15 في 2018، لكن الزعامة الاعتبارية بقيت للعامري، الذي عمل مع جيل القادة الأوائل، ويحوز لقب “شيخ المجاهدين” ويترأس منظمة “بدر” التي تعمل قبل عقود من تأسيس “العصائب”.
تتداول حسابات صدرية -على سبيل النكاية- صورة تُظهر الخزعلي، وهو يصب الشاي مظهراً التواضع بين يدي زعيمه السابق مقتدى الصدر، لكن الخزعلي، الذي غادر التيار بأمل التقدم أكثر نحو كرسي الزعامة، وجد نفسه في “الفتح” أمام زعامة وازنة مثل العامري.
بعد انتخابات العام 2021، التي تراجعت فيها مقاعد تحالف “الفتح”، حمّل كثير من مقربي العصائب، هادي العامري مسؤولية التراجع الانتخابي، وظهرت إلى العلن أكثر، نغمة متذمرة من زعامة العامري، يطلقها طامحون إلى دور أكبر للخزعلي، في صياغة المشهد السياسي الشيعي، أو الفصائلي على الأقل.
يتداول جمهور الخزعلي مزايا الرجل وأهليته للزعامة والقيادة، ويلمزون العامري والمالكي وغيرهم، بأنهم يقودون قوىً تأسست في الخارج على عكس الفصائل المحلية “الجنوبية”، وأن وقت تقاعدهم قد آن.
المالكي: من الصعب جمع الإطار بقائمة واحدة في الانتخابات رغم انني اتمنى ذلك
مطلع الأسبوع، أُعلِن رسمياً عن تأسيس تحالف “الصفوة” وهو أول تحالف سياسي وانتخابي، يرفع شعار “فصائل المقاومة” ولا يضم بين أعضائه منظمة بدر.
ويضم تحالف “الصفوة” أجنحة سياسية لـ 4 فصائل، لكن وزن العصائب في التحالف الجديد هو الأكبر، ويمكن القول أن الخزعلي -بشكل أو بآخر- قد بدأ يحقق طموحه بالزعامة، إذا نجحت فكرة تحالف “الصفوة”.
رغم هذا، يقول مسؤول بارز في العصائب لـ 964 إن الحركة ليست زاهدة بالتحالف مع بدر، “لكن العلاقة ستأخذ شكلاً مختلفاً هذه المرة” وذلك عبر تحالف يحمل اسم “نبني”.
بعبارة أخرى، فإن الخزعلي سيقدم نفسه عبر تحالف “الصفوة” زعيماً ندياً، يتحالف مع “بدر” ضمن “نبني”، ولا ينضم لتحالف تقوده بدر، كما كان الأمر إبان تشكيل تحالف “الفتح”.
وبحسب النظام الانتخابي الجديد الذي يعتمد طريقة سانت ليغو، ويعتبر المحافظة دائرة واحدة، فإن القوى السياسية الصديقة، قد تكون أقل حاجة للتنسيق حول طريقة توزيع مرشحيها، قبل الانتخابات، على عكس النظام الانتخابي عام 2021 الذي اعتمد طريقة الدوائر الصغيرة والفائز الأول.
وبعيداً عن انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، ستكون منظمة بدر، وزعيمها هادي العامري، أمام تحدٍ حساس في إدارة العلاقة مع قيس الخزعلي وطموحاته في الزعامة، بما يسمح باستمرار تحالفٍ من نوع ما، بين الطرفين، تمنع فراقاً كبيراً كما فعل في تجربتيه السابقتين مع الصدر ثم المالكي.