الشرطي العاشق للأرقام المميزة
كواليس مثيرة من ليلة القبض على مدير تقاعد الأنبار أنس العلواني
الرمادي – 964
كشفت مصادر مطلعة وأمنية رفيعة، تفاصيل عن ليلة اعتقال مدير تقاعد الأنبار السابق، أنس العلواني.
وتحدثت المصادر عن مطاردة وتطويق للمنطقة التي يقطنها المتهم الذي نجح بالفرار باتجاه الجسر الياباني، قبل أن تفاجأه دورية قادته إلى السجن.
ماذا حدث في ليلة القبض على العلواني؟
في شباط الماضي، تم إعفاء العلواني من منصبه مديراً لتقاعد الأنبار، ويقول مقربوه أنه طلب هذا الأمر، ويقول مصدر عليم، إنه حصل على معلومات تفيد بنيّة السلطات التحقيق بملفات فساد تتعلق بعمله والتدقيق بتضخم أملاكه، فقرر مغادرة الأنبار إلى أربيل.
يقول المصدر إن العلواني بقي في أربيل أسبوعين، قبل أن يحصل على تطمينات شجعته على العودة إلى الرمادي، وبدأ من هناك بسحب مبالغ من 400 بطاقة مصرفية، بأسماء وهمية ضمن ما يُعرف بـ”المتقاعدين الفضائيين”.
وصلت إشعارات السحب من تلك البطاقات إلى المصرف، واستشعرت النزاهة حركة مصرفية مريبة، وتحركت لتدقيق الإشعارات، ليتبين بعدها أن الأمر مرتبط بالعلواني، لتصدر أوامر باعتقاله.
في وقت متأخر من ليل الثلاثاء 27.6.2023، وصلت القوات الأمنية إلى منزل لعلواني وطوقته، لكن العلواني قرر الفرار عبر الباب الخلفي لمنزله المتصل بعدة منازل يقطنها أبناء عمومته.
تمكن العلواني خلال أقل من 5 دقائق من التسلل من منزله إلى منزل مجاور واستقل إحدى السيارات، وغادر المنطقة مسرعاً، ووصل إلى الجسر الياباني، وهناك تفاجأ بوجود مفرزة أمنية اعترضت طريقه، وألقت القبض عليه.
يقول مصدر أمني إن القوة عثرت بحوزة العلواني على جهاز حاسوب يمثل الصندوق الأسود لحساباته، وكذلك البطاقات الـ 400 التي استخدمها في سحب المبالغ.
بعد الاعتقال، استعادت السلطات نحو 5 ملايين دولار من العلواني، ووضعت يدها على سيارتين فارهتين، غير أن مصادر مقربة من العلواني تقول إن الرجل يمتلك سلسلة من السيارات الفارهة، من بينها 3 سيارات يستخدمها في الأنبار فقط “تاهو، لاندكروزر ورانج روفر” وأخرى يستخدمها في بغداد وأربيل بينها “بينتلي، رولز رويس، وكادلاك”، وجميعها تحمل أرقام لوحات مميزة.
فيديو: على طريقة السوداني.. قاضي النزاهة يعرض أكداس الدولارات التي استعادها
من هو أنس العلواني؟
وبدأ العلواني منتسباً في مركز شرطة الگطانة، ثم في حماية الشخصيات، وبعد حل مجالس المحافظات انتقل للعمل في منفذ طريبيل الحدودي، ثم تم تعيينه مديراً لتقاعد الأنبار، واستمر في المنصب عاماً واحداً، قبل أن يقدم طلباً لإعفائه.
شهادات من مصادر مقربة من العلواني، تؤكد ارتباط الأخير بعلاقة فوق العادة مع مدير التقاعد العامة إياد الجبوري، بينما لم تكن علاقته بمحافظ الأنبار على مايرام.
وعُرِف عن العلواني، حبه للسيارات الفارهة، ولوحات الأرقام المميزة، وبحسب المصادر فإن تضاعف ثروة العلواني التي تضاعفت خلال شغله إدارة تقاعد الأنبار، لا تقتصر على الأموال والسيارات التي ظهرت في مؤتمر قاضي النزاهة، بل تمتد إلى سلسلة عقارات في بغداد وأربيل. وحتى في بعض دول المنطقة.