تقرير: فرصة ربح كبرى للعراق والوقت يضيق على أوروبا.. ممر دولي للغاز بنحو عاجل

964

قال مركز أبحاث دولي، إن ربط البصرة بالأراضي التركية ضمن مشروع طريق التنمية للشحن براً وبحراً، سيشجع اختيار أراضي العراق كممر لخط عملاق يفترض أن يزود أوربا بالغاز من منطقة الخليج، مؤكداً في تقرير موسع نشره أن اتفاق الدوحة الأخير مع الاتحاد الأوربي حول الطاقة يجب ان يدخل حيز التنفيذ “بأسرع وقت”، لأن مد الخطوط الناقلة سيتطلب ثلاثة أعوام كحد أدنى، وهو ما سيدفع الجميع على الأرجح لاختيار الممر العراقي.

التفاصيل:

تقرير “المركز العالمي للدراسات التنموية” الذي يتخذ من لندن مقراً، استعرض خيارات قطر والاتحاد الاوربي “الضيقة” لتنفيذ صفقة زيادة صادرات الغاز نحو القارة التي تعاني ازمة خانقة بسبب تأثر امداداتها من روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، ما يعني ارتفاع حظوظ العراق، بدل الأردن وسوريا، في ان يكون ممراً دولياً رئيساً كمنافس للسوق الروسي.

قطار السعودية إلى إيران عبر البصرة.. واشنطن تنافس على الفاو الكبير وبكين تنتظر

لا وقت لدى الاوربيين

طبقاً لاتفاق قطر والاتحاد الاوربي فإنه يجب البدء بنقل الغاز عام 2026، ما يعني ان العمل يجب ان يبدأ الآن لأن مد الخطوط يتطلب 3 أعوام كحد أدنى، وتدور النقاشات حول خيارين:

أبرز خيارات قطر في نقل الغاز إلى أوربا:

الأول يمر عبر السعودية والأردن ثم إلى الموانئ السورية، لكن هذا المخطط تعترضه عقوبات وعقبات من آثار الخلاف بين الغرب ودمشق، وكذلك النفوذ الروسي على سواحل الشام حيث لن تتساهل موسكو مع منافس لحصتها من سوق الطاقة العالمي.

اما الخط الثاني فيمر عبر السعودية والكويت ثم يقطع طريقه الطويل في العراق وصولا إلى مؤانئ تركيا، وحسب تقرير المركز العالمي فإنه “الأقرب للتوافق الدولي والإقليمي”، حيث يقطع 3500 كم وكلفته التخمينية 15 مليار دولار، ويوصف بأنه يمكن ان يستقطب الاستثمارات بسهولة.

يفترض التقرير ان طهران رغم انها لن توافق بسهولة، لكنها ستريد دعم رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، كما أنها افتتحت “ممثلية لوزارة النفط الإيرانية” في بغداد مؤخراً، ويفترض ان تفتح ممثليات أخرى في البصرة وأربيل، وسيمكن لقطر ان تتكفل بالتفاهمات مع كل من طهران وأنقرة ضمن هذا التعاون.

العراق في عاصفة التباطؤ العالمي.. توقف نفط أربيل ليس مجرد خسارة مالية وخلاف سياسي

تقارب بغداد وأربيل حاسم

يذكر التقرير ان الخط القطري الأوربي سيتطلب تنسيقا عاليا في كل المجالات بين بغداد وإقليم كردستان لضمان ان يمر كل شيء بسلاسة، لتقاسم المسؤوليات والمكاسب ولحظات التفاهم المعقدة، في مشروع دولي كبير، سيحتاج فيه العراق تطوير خبراته بنحو جذري وإثبات الاستقرار السياسي والأمني بنحو حاسم.

العمالقة دخلوا العراق فعلياً

يركز التقرير على ان الشركات الكبرى العاملة في الغاز القطري دخلت إلى العراق بشراكات كبيرة خصوصا توتال الفرنسية، إلى جانب دخول الاستثمار السعودي إلى حقل عكاز الغازي في الأنبار، فضلا عن وجود مقرات العمل الكبيرة لمعظم عمالقة البترول في جنوب العراق وشركات مهمة أخرى في حقول كردستان.

كما أن طريق التنمية المرتبط بميناء الفاو الكبير، وطموحات أوربا والخليج في المساهمة فيه، عنصر آخر سيشجع على اختيار العراق كممر للغاز لأنه سيمر بموازاة سكك القطار الجديدة ويستغل منشآت الحماية والصيانة والنشاطات الصناعية والتجارية.

غاز العراق قادم كذلك

العراق نفسه سيحتل أهمية كبيرة في سوق الغاز العالمي، ومن المفترض ان ينجح في انتاج ثلاثة تريليون قدم مكعب يومياً عام 2026، وهي كمية تجارية ليست قليلة (استوردت أوربا من روسيا 5 تريليون قدم مكعب العام الماضي).