بين نهري العشار والخندق

منظر جوي.. جزيرة في البصرة أصلحت بواخر الإنكليز وجمعت ضرائب السفن للعباسيين

العشار (البصرة) 964

بين نهاية نهر العشار ونهاية نهر الخندق، حيث ضفة شط العرب في مركز المدينة الحالي، تقع جزيرة الداكير dockyard باسمها الذي يعود الى بداية الاحتلال الانكليزي عام 1914، وفي هذا الموقع الذي طارت فوقه كاميرا 964 منشآت تجارية وحكومية مختلفة بعضها يمتد من نهايات العصر العباسي، مثل كمرك السفن القديم ومنه استوحي اسم العشار (قابض ضريبة أعشار السفن المعروفة منذ العصر العباسي) فضلاً عن المحجر الصحي الذي كتب عنه رحالة أوربا أيام الطواعين والأوبئة.

فيديو: سفن البصرة تطلق صافراتها عند كورنيش العشار احتفاءً بخليجي 25

التفاصيل:

يبدو الموقع اليوم وكأنه مهجور، خصوصاً وأن يخت صدام حسين الأكبر لا يزال غارقاً أمام واجهة الجزيرة، إثر حادثة يتذكرها البصريون، عندما أصابته القوات البريطانية بطوربيد بحري خلال حرب العام 2003.

تعد جزيرة الداكير في بصرة القرن العشرين من أهم المعالم البحرية على ضفاف شط العرب، واليوم تكثر الدعوات لاغتنام موقعها الاستراتيجي كواجهة سياحية، وكانت آخر المبادرات تخصيص دولة الإمارات العربية جائزة “ديوان المعمارية” للعام الحالي 2023 لتصميم واجهة مائية لهذه الجزيرة.

صيادو البصرة لـ964: هذا ما يجري خلال رحلاتنا في الخليج.. وسفننا تبحر حتى السعودية

ما يزال التقديم على مسابقة تصميم الواجهة النهرية للداكير مستمراً على الموقع الإلكتروني لجائزة ديوان حتى الأول من تشرين الأول، ومن المقرر الإعلان عن التصميم الفائز في شهر تشرين الثاني المقبل.

قامت شركة “مكنزي” البريطانية ببناء جزيرة الداكير خلال الحملة العسكرية في العراق كحوض لتصليح السفن dockyard ومرسى، ويبلغ قطرها 500 متر ويحيطها الماء من 4 جهات، وتعد موقعاً تجارياً مهما وفيها 25 داراً كان يسكنها كبار مسؤولي البصرة المهمة آنذاك.

فيديو: قوارب الفاو أبحرت رغم العواصف وعادت بصيد وفير إلى مرسى ”النقعة“

إحسان وفيق السامرائي – أديب ومؤرخ لشبكة 964:

تم تصميم الجزيرة بطريقة إنكليزية جميلة جداً حيث كانت البيوت تطل على شط العرب.

سكن الداكير شخصيات إدارية واجتماعية مهمة مثل محمد علي باشا “رئيس” الصحة آنذاك وادوارد أفرام والشيخ عبدالعزيز الفالح السعدون وجوزيف بولص.

كانت هذه المنطقة جميلة جداً حتى أن أغلب الرسامين كانوا ينجزون أعمالهم الفنية على ضفاف شط العرب.

بعد رحيل القوات البريطانية، بقي بعض الجنود الهنود في البصرة فبدأوا ببيع البهارات والأكلات الهندية والسمك المجفف والحبال على مقربة من الداكير فتأسس بذلك السوق الشهير اليوم باسم “سوق الهنود”.

كاميرا 964 تحلق فوق صيادي الفاو.. زبائن النقعة صعدوا إلى القوارب

Exit mobile version