تعليق من إحسان الشمري

المقاطعة “حلال”.. المرجع السيستاني “أجهض” فتاوى الانتخابات

964

تعليقاً على جواب متداول من مكتب المرجع الأعلى علي السيستاني حول المشاركة في الانتخابات وربطه الأمر بـ”قناعة المواطن”، قال الباحث العراقي إحسان الشمري، إن النجف تريد الاعتراف بحق المقاطعين ومنحهم الحق واحترام “قناعتهم” بالمشاركة أو عدمها، وأن ذلك يأتي بعد محاولة عدد من رجال الدين “تخوين” الشرائح التي قررت عدم التصويت في انتخابات الشهر المقبل.

إحسان الشمري – رئيس مركز التفكير السياسي، في حديث مع الإعلامي عدنان الطائي، تابعته شبكة 964:

أنا أميل إلى فرضية أن السيد السيستاني، من خلال تسريب هذا الموقف يريد أن يحصن المقاطعين، خصوصاً أن الاتهامات التي تساق ضد المقاطعين وصلت إلى تكفيرهم، وجرى استخدام الدين لتغيير قناعة الناخبين غير المقتنعين بالعملية السياسية وما أنتجته من حكومات سابقة.

من جانب آخر يريد السيد السيستاني أن ينقل مسؤولية المشاركة في الاقتراع، إلى الناخب والشعب العراقي، ولا يريد أن يعيد تكوين صورة مماثلة لعام 2005، لأنه تحمل ما تحمله نتيجة دعمه لقائمة معينة كانت لها مؤشرات سلبية في إدارة الدولة.

الأمر الثالث، علينا أن نعلم أن هذا الموقف يأتي في سياق اعتمدته المرجعية سابقاً حينما قالت “بحت أصواتنا”، وقالت أن هذه العملية السياسية لا يمكن أن تنتج ولا يمكنها أن تكون فاعلة في عملية الإصلاح، وعلينا أن نتذكر خطابات عام 2019 عندما ساندت ثورة تشرين.

هنالك خطابات سياسية تقول أن الذهاب إلى الانتخابات واجب وطني وشرعي، والربط بين الانتخابات في سياقها الدستوري وجانبها الديني خطأ كبير، الانتخابات ليس فيها جانب ديني.

بعض الخطباء يهاجمون الناخبين، وهنالك مقاطع فيديوية منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، شككت بشكل كبير في دعوات المقاطعة، وهذه ليست مهمة رجل الدين، إذا ما قست الموضوع في جانبه الدستوري فالمقاطعة حق.

القضية لا ترتبط في دعم فكرة المقاطعة، لكن يجب أن نفهم لماذا يقاطع الناخب أو الشعب، وذلك لأن الأحزاب التقليدية لم تقدم شيئاً جديداً.

المقاطعة هي معاقبة، أي استخدام الحق الدستوري لمعاقبة هذه الطبقة السياسية، فلا يوجد أفق والناخب لا يشعر بوجود تغيير، وهؤلاء سيعودون لتقاسم الوزارات والمناصب. أي إصلاح هذا؟ نحن لسنا ضد العملية الديمقراطية لكن ضد ما يجري حالياً.