رسالة من محمد هيجل

شركة عشتار: لوبي كبير يريد الإطاحة بالكرة العراقية وتقنية “الفار” قد تتوقف!

كربلاء – 964

تدوينة صادر عن محمد هيجل رئيس شركة عشتار، تابعتها شبكة 964:

تردني عشرات الاتصالات من إعلاميين وصحفيين، يسألون عن مشكلة النقل التلفزيوني الأخيرة، ويطلبون مني الظهور في برامجهم التلفزيونية للتوضيح، والحقيقة أنني بعيد بعض الشيء عن العمل والوسط الرياضي حالياً بسبب ظرف صحي عائلي قاهر وأنا خارج البلد منذ مدة وتلبية لمطالب بعض الأخوة بضرورة التوضيح سأوضح ما يلي.

ما أعلمه، للأسف، أن الوضع سيء جداً، ولا يقتصر على كوادر النقل فحسب، بل يشمل الحكام، ومشرفي المباريات، ومنظومة الدوري بأكملها وهناك شعور غريب يسيطر علي بين الفينة والأخرى، وكأن نوعاً من “تجفيف مصادر التمويل” يُمارس بشكل خفي ضد منظومة الكرة العراقية ككل ولأسباب أجهلها تماما ولا أعرف من يقف خلفها سوى يقيني أن هنالك لوبي كبير من المتنفذين والمؤثرين قد سخروا أذرعهم لإيقاف عجلة التطور في هذا المرفق.

للأسف، يوم 27 من هذا الشهر قد يشهد توقفاً مؤلماً لنظام تقنية الفار، التي تعد عنصراً أساسياً في مشروع تطوير منظومة الكرة العراقية بمعية التطور الحاصل في النقل التلفزيوني، بالإضافة إلى رخص عمل المعدات الجديدة التي استقدمتها عشتار من كاميرات وأجهزة إعادة ومكاسر بث بناءً على رغبة الاتحاد العراقي ورابطة اللاليغا للارتقاء بالنقل التلفزيوني وبشكل تدريجي حتى الوصول لما يحاكي ما معمول به في الدوري الإسباني، تلك المعدات كلفتنا ملايين الدولارات وقد تم شراؤها بالتقسيط على أمل أن يتم تسديد الأقساط من الواردات خلال 5 إلى 7 سنوات، ولكننا تلكئنا في الدفع منذ الموسم الأول، ما أفقدنا الكثير من المصداقية أمام الشركات المجهزة.

لدينا دفعات معطلة واجبة السداد، وقروض أخرى بفوائد مرهقة، بالإضافة إلى دفعات مكملة لمعدات يجري تصنيعها حالياً في اليابان، حيث وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى 50%، لكن معامل التصنيع توقفت بسبب عدم التزامنا بشروط الدفع، المؤلم أكثر هو أن عدم التزامنا بالدفع وفق شروط التعاقد قد يعرضنا لخسارة تلك المعدات من جهة وخسارة ما دفعناه مسبقاً من أموال من جهة أخرى.

ما يحزنني حقاً، أكثر من كل هذا، هو أن مشروعاً بهذا الحجم وهذه الطموحات، والذي كنا نأمل أن يكون مصدر فخر لكل محب للكرة العراقية، بات مهدداً بالتوقف والضياع رغم عملنا المستحيل لتوفير جودة نقل تلفزيوني تضاهي ما معمول به في الدول المتقدمة وبأسعار لا تصل إلى 5%؜ مما تتقاضاه الشركات الناقلة في تلك الدول.

أتمنى من الجميع أن يتفهم حجم الأزمة التي تمر بها عشتار الشركة الوطنية الناقلة للمباريات في العراق، وأرجو أن تتحرك الجهات المعنية لحل هذه الأزمة قبل أن نفقد ويفقد البلد ما بنيناه بأيدينا منذ عشرة سنوات في لحظة عجز.

دعواتكم لي وللمنظومة ككل، لأننا بحاجة لكل دعمكم، معنويًا وماديًا، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.