رواية من مشعان الجبوري

“لحظة عاطفية” حين دخل الحلبوسي إلى القاعة.. كواليس انتخاب المشهداني

2024-11-01 | 00:08

964

استعرض النائب مشعان الجبوري كواليس عديدة من جلسة البرلمان التي انتخب فيها محمود المشهداني رئيساً للمرة الثانية بعد تنحيته عام 2008، وانتبه لدخول الرئيس المقال محمد الحلبوسي إلى قاعة مجلس النواب بعد غياب طويل ووصف ذلك بأنه “لحظة عاطفية” متعاطفة، رغم عدم التعويل على الرئاسة الجديدة حسب النائب السني البارز.

مشعان الجبوري، في حوار مع الإعلامي نجم الربيعي، تابعته شبكة 964:

سالم العيساوي أصر على مواصلة السباق بشرف رغم المغريات والعروض لكي ينسحب، وتمكن من حصد 95 صوتاً شريفاً من النواب الذين لم ينصاعوا لتوجهات كتلهم، مع إن تحالف إدارة الدولة كان مجمعاً على دعم المشهداني.

رؤساء الكتل جلسوا عند السلم المؤدي لمنصة التصويت في القاعة، وكانوا يطالبون النواب بإظهار أوراق التصويت لكي يتأكدوا من تصويتهم للمشهداني، وأبلغني العيساوي بأن عدد المصوتين له سينخفض خلال الجولة الثانية بسبب تصرف رؤساء الكتل هذا.

الانتخابات حسمت مسبقاً باجتماع في منزل المالكي حضره عمار الحكيم وهادي العامري والمشهداني والحلبوسي، الذي اشترط بعض الاشتراطات لحضور الجلسة ثم تراجع عنها خلال الاجتماع، ولذا كان حضوره بين الجولتين بسبب حصول العيساوي على عدد كبير من الأصوات ما أدى إلى إقلاق المحور الداعم للمشهداني.

حضور الحلبوسي إلى مجلس النواب للمرة الأولى أحدث تأثيراً عاطفياً لدى عدد غير قليل من النواب، لأنهم يعتقدون أن إقالته تمت خلافاً للدستور، فهو رئيس هذه الدورة ويملك علاقات جيدة بكثير من نوابها.

الحلبوسي جاء إلى مجلس النواب لكي يرسل رسالة بأنه هو من ضمن النصر للمشهداني، وليؤكد للفريق الداعم للعيساوي بأنه هزمهم مرة ثانية بعد الإطاحة برئيس مجلس محافظة ديالى وانتخاب رئيس جديد له اليوم.

الحلبوسي صمد ومسك الأرض جيداً وقرأ المشهد وتمكن من المناورة، وإلا لو كان شخص آخر قد تعرض لما تعرض له الحلبوسي لانكسر، أو لفعل كما فعل المشهداني بعد إقالته من رئاسة المجلس في الدورة الأولى، فهو يريد استعادة زمام المبادرة والبقاء فاعلاً ضمن المشهد السياسي.

المشهداني رشح نفسه بشكل منفرد وكان يحظى بدعم المالكي منذ البداية، وتمكن من إقناع قوى الإطار لمنع وصول مرشح يحظى بدعم السوداني، فضلاً عن كونه مدعوم من إيران بشكل واضح منذ بدء العملية السياسية.

المشهداني تعهد بتغيير قانون الانتخابات، وتمرير قانون الأحوال الشخصية أيضاً رغم توصية المجمع الفقهي السني بعدم التصويت عليه، ولذا كان توجيه زعماء الإطار لكتلهم النيابية صارماً بالتصويت للمشهداني.

الحكومة الحالية متسامحة وليست طائفية، ويملك المكون النسي في تمثيلاً في الحد الأدنى، لكن وضع المكون في البرلمان هو الأسوأ على الإطلاق، بدليل عدم تمكنهم من إنصاف عشرات الآلاف من المظلومين من المحكومين بالإعدام والمدد الطويلة، والذين يعانون ظروفاً قاهرة.

الحلبوسي يعرف بواطن العملية السياسية وتصرف “بشطارة السوك” حيث قدم تنازلات لمن كان يعتبرهم “دم سنونه”، بعد أن حاور الإطار التنسيقي الذي كان يتهمه بالعلاقة مع إسرائيل، وتمكن من إقناعهم بأنه شريك موثوق، بعد أن استغل الخلافات الداخلية للإطار مع رئيس الوزراء.

المالكي لا يريد ظهور زعيم منافس له، فهو الزعيم الشيعي الأقوى منذ 2003، ولم يستطع لا العبادي أو الكاظمي أن ينافسوه، ولكن السوداني قدم نفسه بشكل جيد، واقترب من المنافسة، فهو الأقوى في الشارع، ولكن المالكي الأقوى على مستوى الدولة العميقة.

المشهداني يملك الكثير من الأحفاد، وقال ذات مرة بأنه سيتركهم بلا ضمانات رغم اسمه الكبير، فخلال الدورة الأولى “ما جانت أكو فلوس والأمور تعبانة”، ولكن الآن “يريد يرتب وضعه”، ولذا قدم الكثير من التنازلات، وهذا ينطبق على الحلبوسي أيضاً، والذي لا يريد أن يتم تكسيره، ولا يريد أن ينهزم أمام منافسيه، فهذه حسابات واردة ونحن بشر.