الكيبل الثالث سعودي

مشاهدة العراقيين للمواقع الإباحية تراجعت.. وزيرة الاتصالات جاهزة للبرلمان

2024-10-14 | 10:43

964

قالت وزيرة الاتصالات إنها مستعدة للاستجواب في البرلمان، مؤكدة أنها حققت عدداً من المنجزات مثل الربط البحري عبر السعودية لاتصالات الإنترنت الدولي، كما أكدت أن العراق لم يعد “الأول في مشاهدة المواقع الإباحية” عبر العالم، بل تراجع إلى حد كبير بسبب تدابير الوزارة.

العراق يغادر قائمة الدول الأكثر زيارة للمواقع الإباحية

العراق محطة ترانزيت لـ"فالكون".. الاتصالات ترعى اتفاقاً دولياً لمرور الانترنت

هيام الياسري، في حوار مع الإعلامية ختام الغراوي، تابعته شبكة 964:

مسألة استجواب الوزراء في البرلمان طبيعية جداً في الأنظمة الديمقراطية، وهي من حسناته، بحكم اختصاصها الرقابي، على أن يكون الاستجاوب مهنياً وليس سياسياً، وهذا متروك للسادة النواب والسياسيين والجمهور العراقي، وسأجيب بمهنية على قدر مسؤوليتي وليس على قدر الأحاديث المنتشرة، فهناك من يعمل وفق قاعدة “حب واحجي واكره واحجي”.

الحديث عن عمل الوزارة هو تخصصي جداً لأنها ليست خدمية عامة كباقي الوزارات، وقلة من المواطنين سيفهمون طبيعة عملنا بسبب تخصصنا الدقيق، لكن بشكل عام تمكنا من تحقيق إيرادات كبيرة خلال السنتين الماضيتين، بعد أن كانت شركاتنا الثلاث مديونة للدولة، عبر مراجعة وتدقيق وتحسين تعاقداتها.

تتحدث نائبة عن عدم حجب المواقع الإباحية، لكن حين استلمت الوزارة كانت المشاهدات تصل إلى ثلاثة أرباع المليار، بينما الآن لا تتجاوز 90 مليون مشاهدة، رغم عدم تخصيص الأموال لنا لشراء الجهاز الخاص بالحجب، واضطرارنا إلى إجراءات فنية طارئة لحجب المواقع الإباحية، فالعراق كان في أعلى قائمة المشاهدات عالمياً، بينما هو الآن خارج هذه القائمة، هذا والإجراء كان امتثالاً لقانون حجب المواقع الإباحية المشرع في البرلمان منذ العام 2015.

على سبيل المثال، سلمتنا الدولة مبلغ 18 مليار دينار طيلة عام 2023، كنفقات رواتب، لكن إيراداتنا تجاوزت 400 مليار دينار، خلال ذات العام، وهذا مثبت بالوثائق، وخلال هذا العام استلمنا 7 مليارات دينار فقط، مع تحقيق إيراد بقيمة تجاوزت 200 مليار دينار لغاية الآن، فكيف يقال أن وزارتنا بلا إيرادات مع كل هذه الأرقام.

على مستوى مشاريع الترانزيت والكوابل البحرية، وجدنا أنها شبه ميتة ومتلكئة جداً، لكن علمنا خلال فترة مسؤوليتنا على النهوض بواقعها، ليس لناحية الإيرادات فقط، بل على المستوى التخصصي لأنها تمثل واجهة العراق وموقعه وسمعته بين الدول، ولذا ارتفع حجم ترانزيت الأنترنت في العراق من 13 غيغا بايت إلى 130 غيغا بايت خلال 2023، وخلال هذا العام وصل حجم الترانزيت إلى 1.4 تيرا بايت، وهذه أرقام تساهم بتعزيز جاذبية العراق للزبائن حيث تدل على أن موقعه آمن وجيد.

وجدت كيبلين بحريين فقط، يعانيان من التلكؤ، ولكن تمكنا من تشغيلهما وإدخال الكيبل البحري الثالث، بالتعاقد مع شركة “اس اس تي” السعودية، وهو مشروع ناجح ومربح للعراق على عكس ما يقال عنه، فبمجرد توقيع العقد دخل مليون دولار إلى خزينة الدولة، ونحن الآن في مفاوضات مع مجموعة “اوريدو” القطرية للتعاقد على إنشاء كيبل بحري رابع، وإجراءاتنا مستمرة مع الاتصالات الإماراتية لفتح كيبل خامس، فالدول تتباهى بعدد كيبلاتها البحرية، وأصغير دولة في العالم لديها 16 كيبل بحري، لكن العراق لم يكن لديه سوى اثنين متلكئين، رغم كونه ممر عالمي رئيسي ينافس قناة السويس.

هناك من يحاول تشويه مشاريع الكيبلات الضوئية لأن مصالحه لا تتطلب مرورها عبر العراق، بل عبر شبكات بلدان أخرى، وأحاديثهم لغير المتخصصين قد تجد من يصدقها، لكن المتخصصين يفهمون عملنا، فنحن لا نعتمد على الدولة إلا في التمويل المركزي للرواتب، فكل مشاريعنا والبنى التحتية وشركات التمويل الذاتي، تعمل بإيرادات الوزارة الخاصة، مع تغذيتنا للخزينة المركزية بالإيرادات أولاً بأول.

تجمعني علاقة طيبة مع السادة النواب، بما فيهم الموقعين على الاستجواب، وبما فيهم النائبة المستجوبة، فالاستجوبات تُجرى للوزراء الذين يشخص عليهم مخالفات إدارية ومالية، لكن أسأل أين المخالفات في رفع إيرادات الدولة 200%، وفي رفع معدل الترانزيت إلى مستويات غير مسبوقة، وأين هي المخالفة في عملنا على إدخال خدمة الجيل الخامس في ظل الأوضاع الملتهبة في المنطقة، ومع ذلك نفاوض الآن مشغل عالمي.

استلمت شركة البريد وهي “ميتة سريرياً”، لكن الآن ارتفع مؤشرها إلى 100% بعد أن كان 73%، وارتفع “رانك” العراق عالمياً من المرتبة 160 إلى 32 خلال فترة إدارتي للوزارة، بينما ارتفع مؤشر التنمية لدينا من 109 إلى 97، فضلاً عن مشاريعنا الاستراتيجية للبريد حيث نعمل على إيصاله إلى كل بيت عراقي، وباشرنا بخدمات إيصال الوثائق الشخصية، وكانت الشركة من أوائل المستجيبين للتحول نحو الدفع الإلكتروني، علماً أن النائبة المستجوبة قد وجهت كتاب شكر وتقدير لشركتي البريد والسلام، فكيف الآن تتهمنا بضعف الإيرادات.

السيدة النائبة المستجوبة تقول بأنني ضد قانون الاتصالات، لكنها لم تنتبه بأنني شخصياً من كتب مسودة القانون منذ العام 2008، وليس منذ عام 2017 كما تقول، فالقانون يدور في أروقة مجلس النواب طيلة خمس دورات برلمانية، بسبب التقاطع بين الهيئة والوزارة.

خلال هذه الدورة، أصدرت المحكمة الاتحادية توضيحاً بشأن المادة 110 من الدستور المنظمة لعمل الاتصالات، وكان القرار رحمة لنا وللهيئة لأنه فك التقاطع والخلاف المستمر منذ عشرين عاماً، لكن الحكومة سحبت مسودة قانون 2008، لكي تعيد كتباته نتيجة المتغيرات الكبيرة التي طرأت على قطاع الاتصالات منذ ذلك الوقت.

النائبة المستجوبة تقول بأن وزيرة الاتصالات هي من سحبت القانون من مجلس النواب، والحقيقة أن الوزير لا يملك مثل هذه الصلاحيات، بينما في الواقع نحن نعترض على مسودة قانون أخرى تسمى “مسودة الخبراء” جرى كتابتها في دبي، من خبراء لا أعرفهم، وحين اطلعنا على تفاصيلها اكتشفنا أنها نسخة مصغرة من قانون بريمر، ومحل اعتراضنا عليها لأنها تنهي الوزارة بشكل عملي.

لا يمكن جمع الوزارة والهيئة في قانون واحد، لأن الهيئة معنية بالإعلام، بينما هذا خارج تخصصنا، فالأفضل أن يكون لكل جهة قانونها الخاص، وهذا ما تعكف عليه لجنة مختصة مكلفة من مكتب رئيس الوزراء.

النائبة المستجوبة نفت وجود انترنت مدعوم بالمطلق، بينما الكثير من العراقيين يتمتعون اليوم بخدمات وعروض جيدة لمشروع الكيبل الضوئي، فكل عراقي مشترك يحصل على شهر وشهرين مجاناً، وأحياناً يحصل على ثلاثة أشهر، فضلاً عن تقديم خدماته إلى أكثر من 200 مؤسسة حكومية بنسبة دعم وصلت إلى 35%، وهذه النسبة ترتفع إلى 45% بالنسبة لشركات الهاتف النقال، رغم كونها مرتبطة بالهيئة وليس بالوزارة، علاوة على تزويد جميع المناطق المقدسة والمنافذ الحدودية والشوارع المكتظة بالزوار بأنترنت مجاني.

سرعة الانترنت في الكيبل الضوئي تصل إلى 100 ميغا بايت، بينما تقاس لدى المزودين الآخرين بالبايتات، لكن المسألة تعتمد على المواطن نفسه، فلدينا 3.5 مليون خط، لم نستخدم منها سوى مليون فقط، ونحن “نتوسل” المواطنين للتحول إلى الكيبل الضوئي، حيث تمكنا من مضاعفة سعات الانترنت الداخلة إلى العراق بنحو أربعة أضعاف من 1 تيرا بايت إلى 4 تيرا بايت خلال العامين السابقين.

نعمل على استكمال الرخصة الرابعة، حيث قررت الحكومة أن تكون من حصة جهة حكومية، بهدف موازنة السوق وتحسين الخدمات، ونحن الآن بانتظار اكمال مسودة الرخصة وتحديد الأسعار من قبل هيئة الاتصالات، ونفاوض الآن 20 مشغلاً عالمياً، لكن لا أستطيع الإفصاح عن أسمائهم لسرية التفاوض.

استغرب الحديث عن وجود كوابل ضوئية تمر إلى الكيان الإسرائيلي عبر العراق، مع أننا لا نملك أي منفذ من جهة المناطق الغربية، لأنها مدمرة منذ أحداث داعش، ولم نعيد إعمارها لعدم وجود زبائن من تلك الجهة، فكل كوابلنا تمر عبر منفذ الخليج العربي والجمهورية الإسلامية وتركيا، وترتبط برياً بالكويت والسعودية عبر منفذ عرعر.

لا أرتدي الحجاب لكسب التعاطف، كما يتردد في بعض الأحاديث، فأنا أرتديه منذ أيام الدراسة الأولية، يوم كنت أدرس هذا التخصص الدقيق بين الذكور، وكنت أرتديه بعد إكمالي الدراسات العليا في أستراليا حين كنت أدرس بين أُناس لا دينيين، فهو ليس للتعاطف أبداً، فكل إنسان مسؤول أمام الله عن أفعاله، وأنا أعتمد على كثير من النساء في الوزارة قياساً على مبدأ الكفاءة وليس الحجاب أو غيره.

المنصب لا يعني لي أي شيء، بل هو مجرد أداة لتصحيح واقع الاتصالات، وأنا مستعدة للرد خلال الاستجواب على أي إشكال، وبالمنصب أو بدونه، فإن لم يكن لي راتب، فلي تقاعد ولله الحمد.