"أصدقائي.. إنه يوم حزين"

نص “الإيميل” الذي تلقاه موظفو “الحرة عراق” بعد قرار الإغلاق

964

في قرار مفاجئ، أعلنت إدارة مؤسسة MBN الممولة من الحكومة الأميركية إغلاق قناة “الحرة عراق” بعد 20 عاماً من البث، وكشف مدير المؤسسة جيفري غدمن عن تقليص في الميزانية بنحو 20 مليون دولار أجراه مجلس الشيوخ مؤخراً، وقال إن المؤسسة ستنتقل إلى تقليص نفقات المكاتب والفواتير وغيرها لصالح العمل الميداني أكثر، وتلقى 160 موظفاً تم تسريحهم رسالة على البريد الإلكتروني من غدمن، وفيما يلي نصها كما وردت إلى شبكة 964:

أصدقائي

إنه يوم حزين. اليوم ودعنا 160 زميلة وزميلاً، وخفضنا عدد موظفينا بنسبة 21 في المئة.

بدأنا عملية الإصلاح وإعادة الهيكلة هذا الصيف بتسريح أربعة من كبار المسؤولين التنفيذيين وأكثر من ستة من زملائنا المدراء من المستوى المتوسط. واصلنا عملية الإصلاح، وخلال الشهر الماضي أعدنا هيكلة القسم الرقمي. سبق ووعدتكم بالإعلان عن الموجة الأكبر من التسريحات في مطلع أيلول/سبتمبر. ومع ذلك، فإن هذا يوم مؤلم وبالغ الصعوبة بالنسبة للزملاء الذين يغادروننا، ولكل فرد في الشركة.

كما ذكرت لكم خلال الأسابيع الماضية، فإن التغييرات التي نقوم بها فرضتها علينا الظروف. استدعت تخفيضات الميزانية التي أقرها مجلس الشيوخ تقليص مصاريف الشركة بنحو 20 مليون دولار. كما سمعتم من قبل، تشكّل رواتب ومزايا الموظفين أكثر من 70 في المئة من مصاريف المؤسسة.

لقد قلت مراراً وتكراراً أنني أريد شركة تضع الناس في المقام الأول. أنا آسف لأننا وصلنا إلى هذه اللحظة.

كل أقسام الشركة خضعت للمراجعة دون استثناء. ونحن إذ نتخلص من المكاتب التقليدية مثلاً، فإننا نتبع في ذلك توجهاً مهنياً شائعاً، ولن نضطر بعد الآن لدفع الإيجارات والفواتير وتكاليف الأمن والتنظيف، وما يتبعها من الرسوم القانونية والإدارية والضريبية. ومن خلال إعادة التفاوض مع الشركة التي نستخدمها للترجمة الفورية سنخفض النفقات لتتناسب مع واقعنا المالي الجديد. وفرنا حتى في أبسط المصاريف، وألغينا كذلك ميزانية التسويق.

لكي نصل إلى هذه النقطة، راجعنا كل برنامج وتقصينا كل مهمة، وبحثنا ملفات حوالي ألف موظف في الشركة. عمل المديرون بلا كلل وتعاونوا عن كثب خلال الأسابيع الماضية. بذلنا جميعاً قصارى جهدنا لنكون منصفين تجاه موظفينا ومراعين لمتطلبات MBN في المستقبل. خططنا بشكل استراتيجي.

قيمنا مؤهلات الأفراد وكفاءاتهم، وجودة أدائهم، وتمثلهم الثقافة المؤسسية. في القسم الرقمي المجدد، كانت الاختبارات المعماة (مجهولة الأسماء) للوظائف الجديدة تنافسية إلى حد كبير.

في مواقف كثيرة، لم تكن أمامنا خيارات جيدة. القرارات النهائية كلها مسؤوليتي بالكامل.

الزملاء الذين يغادروننا اليوم مِهَنيّون ومُخلصون ومتفانون في عملهم، وقد كسبوا احترامي. ندين لهم بالشكر والامتنان على خدماتهم.

وللمستحقين، سنقدم مكافأة نهاية الخدمة، ودعماً في البحث عن وظائف جديدة، وتوصيات وظيفية، واستمراراً لخدمة التأمين الصحي لفترة، وشمولاً بخدمات الصحة النفسية. اختار عدد من الزملاء خيار التسريح الطوعي. تلقّى المغادرون تفاصيل تسريحهم اليوم ويمكنهم التواصل في أي وقت مع مديرنا المالي محمد صديقي والمستشارة القانونية آن نوبل.

المضي قدماً

لن يكون هذا التحول سهلاً ولكن يدفعني تفاؤل وثّاب. هذه سمة من سمات MBN. سيجد زملاؤنا السابقون وظائف جديدة. وبفضل لطفهم وصبرهم علينا، سنجد معاً في المستقبل سبلاً لأن نعمل كحلفاء.

حتى في لحظة صعبة كهذه، أنظر إلى الأمام وأرى MBN قوية ومزدهرة، شركة أقدر بكثير على المنافسة وأجدر بالدعم.

الحاجة للتخفيض والتجديد والتكيّف لا تقتصر فقط على MBN. مجال عملنا يمر بتحولات عنيفة. وظائف تختفي، ونماذج ربحية تفشل، وتقنيات تهزّ الصناعة، وتبعثر الأوراق، وبسرعة يتغير البشر في أساليب استهلاكهم للمحتوى الإعلامي.

مهمتنا أن ننتهز الفرص المتاحة فعلاً أمام MBN. ثقوا بي عندما أقول إن الفرصة موجودة بالفعل. صدقوني، إذا واجهنا هذا التحدي بحنكة، سنجد فرصاً جذابة.

يوم الأربعاء في الساعة12 ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، سأتحدث وأجيب عن أسئلتكم في لقاء مفتوح مع الجميع.

أنهينا اليوم آخر الخطوات الكبيرة في إعادة هيكلة MBN والتي تمثل الخطوة الأولى المهمة في تحول الشركة.

شكل MBN الجديد

ستظل MBN شركة ذات رؤية وقيم. انضممت إليكم رئيساً تنفيذياً مؤقتاً منذ أربعة أشهر ونصف الشهر من أجل قيم MBN ولخدمتها.

يعتمد ملايين الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على MBN لسرد صادق ونزيه لقصة التجربة الأمريكية. يلجأون إلى MBN للحصول على تقارير موثوقة وصادقة حول الحكم الرشيد وحقوق الإنسان والمجتمع المدني. يعتمدون علينا لمواجهة التضليل الإعلامي والافتراء المؤثر من إيران والصين وروسيا.

منهج MBN هو الصحافة. نحن نعتز بالحرفية ونسعى إلى الدقة والإنصاف. تطلعاتنا هي سيادة القانون والحكومة المسؤولة والتسامح والتعددية.

لنكن واضحين بشأن سردية MBN ومحددات هويتها. لنكن قادَة في تغطية ما يخشى منافسونا تغطيته. دعونا نثبت المهمة والرؤية والقيم في جينات MBN.

سأتناول في اجتماع الأربعاء التغييرات التي أجريناها والتي ستمكن MBN من تحقيق أهدافها وخدمة جمهورها بشكل أفضل. تشمل هذه التغييرات:

تركيبة أخف في سبرينغفيلد، ولاية فرجينيا. المقر العام لـ MBN ضروري. شبكاتنا عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط هي جوهر هويتنا وما نقوم به.

التحول عن الحضوري المكتبي في المنطقة لصالح حضور مرن وريادي على الأرض. سنصبح أكثر حيوية مع تركيز أوضح وسنطور قدراتنا على الصحافة الاستقصائية والتوضيحية والابداعية.

زيادة في عدد مراسلي الوسائط المتعددة؛ واستكشاف للتقنيات الجديدة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتي يمكّنها أن تربطنا بشكل أقرب مع جمهورنا. نحتاج إلى المزيد من الصحفيين الذين يمكنهم التصوير والإنتاج والتحرير وإعداد التقارير لجميع منصات MBN. يجب علينا خلق مساحة للتجربة وثقافة شركة تدعم وتحتفي بالابتكار.

تجديد التركيز وتعميق العلاقة الحيوية مع الجماهير الشابة. ستركز MBN المستقبلية على المؤثرين الذين يشكلون ويقودون التغيير الديمقراطي. سنستثمر بشكل خاص في الأجيال الجديدة التي تشاركنا شغفنا بالنقاشات والمناظرات والتزامنا الثابت نحو مجتمعات حرة ومنفتحة.

دمج قناة تلفزيون الحرة الرئيسية وقناة الحرة عراق لتقديم أفضل ما في الشبكتين للمشاهدين مع ضم وحفظ العلامتين في قناة واحدة بحلة جديدة وفعالة. يظل العراق أولوية وجزءاً أساسياً من منطقة ومنظومة MBN.

سنبني معاً ثقافة الشركة للتعلم المستمر حيث يصبح كل مدير مرشداً وموجهاً، والتأكيد على أهمية التعاون بيننا، وأن لكل موظف فرصة للتطور. ستصبح MBN حاضنة ومنارة لتطوير المواهب.

أتعلم شيئاً جديداً كل يوم في MBN. مع كل لحظة مرت، تحديتموني، وألهمتموني، وذكرتموني بأن ما يصنع الفرق هو روح الشركة ومزايا العاملين فيها.

إن MBN شركة جسورة، وكنز هائل من الخبرات. هذه الشركة تعرف كيف تتكيّف.

لننتهز هذه الفرصة النادرة لنعيد بناء صورة المؤسسة، ونسعى لأفضل ما يمكننا تحقيقه.

مع خالص احترامي وتقديري

جيف

وداعاً

وداعاً "الحرة عراق".. هذه تفاصيل ما حدث بعد خفض التمويل بنحو 20 مليون دولار