يذهب معظمها إلى ديالى
أهل الموصل “ذوق وشوق” والزبائن صوفية.. شاهد مراحل صنع الدف من جلد الماعز وخشب البلوط
حي الثورة (الموصل) 964
ورشة عبد الحق السنجري في حي الثورة بأيمن الموصل، تصنع أفخر أنواع الدفوف العراقية، وقد انتقل إليها السنجري منذ 3 أعوام، وقبلها كان يصنع الدفوف في منزله، ويقول إن جلود الماعز هي الأفضل في “رنّتها”، أما تلك المصنوعة من جلود الخراف فهي جيدة في الصيف أكثر، لكن الجلود الباكستانية التي دخلت الصنعة مؤخراً، باتت الأجود على الإطلاق غير أن أسعارها غالية.
ويستخدم السنجري أنواعاً مختلفة من الخشب لصناعة إطار الدف، لكن خشب الخلّيف من السليمانية، هو الأخف على يد “المداح” فمعظم الزبائن من صوفية ديالى.
فيديو من خان حمو القدو: كل 5 دقائق يُصنع "موخل" في الموصل.. والمواد من الجنوب
عبدالحق السنجري – صانع دفوف لشبكة 964:
أعمل بهذه المهنة منذ صغري لتعلقي بالمدائح التي كانت تقام بكثرة في فترة طفولتي عندما كنت أسكن منطقة حمام المنقوشة في الموصل القديمة، وقد شجعني البعض على امتهانها بسبب قلة من يعمل بها.
على مدار السنوات الماضية كنت أعمل في المنزل ولكن عام 2020 افتتحت هذه الورشة لكي تكون مهنتي مستقلة وأظهر عملي للناس، وأحب هذه المهنة كثيراً وهي تمثل تراث المدينة، خاصة أن الموصليين يحبون المدائح النبوية.
الدف من الآلات الموسيقية القديمة وصناعته بدائية، يتكون من الجلد الحيواني والخشب، ويستخدم في الأفراح والمناسبات الدينية وله تأثير إيجابي على المستمع.
استخدم 3 أنواع من الجلود وهي جلد الخروف العراقي، والماعز، وجلد الماعز الباكستاني الذي وصلنا قبل ثلاث أعوام وهو أجود الأنواع وسعره أغلى وأستورده عن طريق تاجر من كركوك، يأتي به إلى العراق من باكستان.
جلد الخروف يكون جيداً في فصل الصيف أكثر من الشتاء، أما جلد الماعز فيمتاز بالمتانة وهو الأفضل خلال فصل الشتاء.
كذلك الطارات الخشبية فيها أنواع من البلوط، الجوز، التوت، الزان، والخليف الذي يأتينا من السليمانية، وحالياً نستخدم الخليف فهو الأفضل ويكون قوياً وخفيفاً على يد المداح.
مراحل صنع الدف تبدأ أولاً بوضع الجلد في الماء لمدة ساعة، بعد ذلك أحفر “مسكة اليد” وبعدها تصقل الجوانب، ثم تأتي صناعة الحلقات التي توضع داخل الدف، بعضها يأتي مستورداً من تركيا، وهذه الحلقات تحسن صوت الدف وتعطيه جمالية.
نضع الجلد على الإطار بواسطة الكابسة مع لاصق يتكون من مواد عشبية خاصة تسمى باللهجة العامية “الشرياز” وهذه المادة تستغرق يوماً كاملاً خلال فصل الشتاء لكي تلتصق وساعتين خلال الصيف.
سعر الدف يكون حسب نوع الجلد، الدف من الجلد الماعز الباكستاني يكون سعره 60 الف دينار وقبل ثلاث أعوام كان يباع بـ 100 دولار في محافظات ديالى وكركوك والأنبار، ولكن مع توفر الجلد بكثرة قل سعره، والدف من الجلود العراقية سعره ما بين 20 و30 ألف دينار وهو الأكثر مبيعاً.
عملي يباع لأصحاب الطرق الصوفية وأصحاب التكايا، وله إقبال خلال المناسبات مثل المولد النبوي وليلة النصف من شعبان، كذلك لدي زبائن من ديالى وكركوك والأنبار وصلاح الدين وأحياناً من أربيل، لكن أكثر من يرغبه هم أهالي ديالى.