وما قصة "البديل الجاهز"؟
الحديث عن نهاية السوداني “رسالة اختبار”؟ سياسي وخبيران يشرحون الكواليس
بغداد – 964
قبل الهجوم الأميركي على مقر “الحشد الشعبي” في بغداد، الجمعة الماضية، كان محللون سياسيون يطلقون في حوارات تلفزيونية متواترة “تأكيدات” حول حراك لاستبدال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، لأن “المهمة التي كلف بها انتهت، وحان الوقت لاختيار البديل” الذي قالوا أيضاً إنه “جاهز وينتظر”، لكن ساسة في الكتل الكبيرة يصفون ذلك بأنه لا يتعدى أن يكون “رسائل اختبار وجس نبض”.
حكم العراق ليس سهلاً والمهمة تتطلب دأباً وجَلداً وإيماناً لا ريب فيه - السوداني
ويطلق محللون نشطون في الفضاء العام فرضيات مختلفة عن ما يجري في المطبخ السياسي. بعضهم يزعم أنه يمتلك معلومات “أكيدة” عن القرارات المتخذة هناك بشأن قضايا كبرى، من بينها التغيرات التي تطرأ على ”المنصب الأعلى في الحكومة”.
وخلال بث تلفزيوني ليلة الأربعاء الماضي، قال “محلل سياسي” إنه “أكيد مما يعرفه بشأن قرار الإطار التنسيقي إنهاء فترة حكم السوداني”، وتابع: “أعلم من هو البديل.. نوري كامل المالكي”، وعلل ذلك بأن “السوداني ساعد الإطار على اجتياز مرحلة حساسة، وقد فعل”.
وبالطبع، يصعب التأكد من هذه المعلومات كما يصعب على الصحفيين تتبع مصادرها، لأنهم في الغالب يكتشفون إن ما يتداوله الرأي العام بكثافة خلال فترة محدودة يرقى فقط إلى مستوى رسائل الاختبار وجس النبض، كما وصفها قيادي في تحالف “إدارة الدولة” لشبكة 964.
وقال القيادي، الذي فضل إخفاء هويته، إن “لاعباً مهماً – على الأغلب – أراد اختبار الأجواء، وبعث رسالة غير مباشرة إلى السوداني (…) طموح هذا الأخير محل رقابة وحذر من قبل البعض في الإطار التنسيقي”.
وتابع القيادي، “بعد الهجوم الأميركي الأخير، تراجعت هذه المناورة، ولم تعد لها أهمية بسبب التركيز على احتواء تداعيات التصعيد”.
وسألت شبكة 964 عضواً في ائتلاف “دولة القانون” ومحللين سياسيين، عن رأيهم بفرضية الاستغناء عن السوداني، واستبعد جميعهم ذلك، لكن ثمة استدراك وحيد بأن تتغير المعادلة الحالية إذا استمر “العجز عن حسم ملفات كبرى”.
توقعات العراق 2024: السوداني والإطار التنسيقي "يمكن الفراق" بعد الانتخابات؟
صباح العكيلي – محلل سياسي، لشبكة 964:
حكومة محمد شياع السوداني تختلف عن جميع الحكومات السابقة لأنها تحظى بدعم شعبي وسياسي كبير.
الحديث عن تغيير السوداني بعيد عن الواقع، الحكومة الحالية ستكمل مدتها الدستورية ولا اعتقد أن يذهب الإطار إلى الإبعاد أو الإقالة وفقاً للقراءات الحالية.
ليس من المستعبد أن يمنحه الإطار ولاية ثانية لما يقدمه من منجزات على أرض الواقع.
الحكومة الحالية تمكنت من إعادة ثقة الشارع العراقي بالسلطة والطبقة السياسية.
توقعات العراق 2024: قوات أمريكا باقية والفصائل ستواصل الضرب والسوداني دافع الثمن
الناصر دريد – محلل سياسي لشبكة 964:
من الصعب الحديث عن نهاية ولاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بهذا الشكل وفي هذا التوقيت.
الأوضاع الحالية مقلقة للغاية جراء ما حدث من ضربات جوية ضد الفصائل المسلحة في العراق من قبل الجانب الأميركي.
الإطار التنسيقي لا يزال يقدم كامل الدعم لحكومة السوداني، ولديه أغلبية مطلقة في مجلس النواب.
لكن قد يتغير الحال مع الصراع داخل القوى السياسية بسبب عجز حكومة السوداني عن حل العديد من القضايا العالقة بينها ملف الأمن.
توقعات العراق 2024: السوداني سيختنق بالمالكي والخزعلي بعد حرب المحافظات
حيدر اللامي – قيادي في “دولة القانون” لشبكة 964:
ليس هناك حديث أو نية داخل الإطار التنسيقي أو القوى الشيعية عموماً لإبعاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن منصبه الحالي.
هناك اجتماع رفيع عقد أمس السبت بين القوى الشيعية، بحضور السوداني لبحث الأزمة الأمنية الأخيرة مع الجانب الأميركي واتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الحكومة.