ولم نستطع إصلاحه

أسسه الأميركان طائفياً ومناطقياً.. عثمان الغانمي يسرد ذكريات تشكيل الجيش العراقي

بغداد – 964

يسرد رئيس أركان الجيش السابق، عثمان الغانمي، جانباً من مجريات تأسيس الجيش العراقي بعد العام 2003، ويقول إنه تشكّل على أسس الطائفية والمناطقية والمحاصصة، وأن كثيراً من المنضمين إليه كانوا من الأحزاب والسجناء الذين خرجوا بعفو صدام حسين قبيل الحرب، ويتحدث عن كيفية انهياره بشكل تام عند دخول داعش في العام 2014.

الكروش تكبر في مطابخ الجيش العراقي.. الجنود يهربون من ا...

الكروش تكبر في مطابخ الجيش العراقي.. الجنود يهربون من القصعة إلى الزيت والنشويات

صور من ساحة الاحتفالات: السوداني يحيي صنوف الجيش العرا...

صور من ساحة الاحتفالات: السوداني يحيي صنوف الجيش العراقي بعيدها الـ103

الغانمي في حوار مع الإعلامي هشام علي، تابعته شبكة 964:

بعد احتلال العراق عام 2003، كان قرار حل الجيش العراقي خاطئاً 100 في المئة، وللأسف الأمريكان وقوات التحالف والقوات متعددة الجنسيات شكلوا الجيش على أساس الطائفية والمناطقية والقومية، لذلك انضم للجيش أحزاب وسجناء مشمولون بعفو صدام حسين.

في بداية التشكيل كان هناك تخوف كبير من ضباط ومنتسبي الجيش السابق، لذلك رفضوا العودة والانضمام للجيش الجديد، ولاحقاً حاولنا تشكيل الجيش على أسس علمية لكن لم نكن أصحاب قرار للأسف.

القوى متعددة الجنسيات بقيادة بولندية فاتحتني بموضوع العودة إلى الجيش، ورفضت في بداية الأمر لأن الجيش منهار ولا قيمة له، لكن بعد 3 أشهر وافقت وعدت للجيش وحاولت الإصلاح لكن لم أستطع تغيير القوائم الموجودة.

عام 2005 و2006 استطعنا إدخال عناصر شابة جيدة وواعية وتتطلع لخدمة البلد، وبدأنا بتشكيل نواة في 5 محافظات، لكن مُنع وقتها الانتساب إلا من داخل المحافظة نفسها، لم نكن مقتنعين لكن ليس بيد الحيلة.

التشكيل في بداية الأمر لواء في كل محافظة ثم قيادة الفرقة الثامنة “حرس وطني” في الديوانية وهي مسؤولة عن محافظات الفرات الأوسط.

استطعنا استقطاب ضباط من الجيش العراقي السابق إلى الفرقة الثامنة، وشكلنا صنوف خدمات واستلمنا مقراً كاملاً في الديوانية.

تسمية “الحرس الوطني” في بداية الأمر جاءت على غرار السياقات والتسمية الأميركية، ثم غيرناه لاحقاً.

ثم بدأ تشكيل قيادة العمليات، وهي غير دستورية لكن المرحلة تطلبت ذلك، وأعتقد أن الحاجة انتفت لها اليوم في أغلب المحافظات,

في عهدي عندما تسلمت رئاسة الأركان، أخبرت الكاظمي بضرورة إلغاء الكثير من القيادات، وسلمت ملفات بابل والنجف وواسط إلى وزارة الداخلية وأبقينا كربلاء لتأمين الزيارات المليونية، فمثلاً ذي قار لا تحتاج قيادة عمليات.

عندما سقط العراق في يد داعش كنت قائداً لعمليات الفرات الأوسط، فتم نقلي كمعاون أركان الجيش للإدارة، في العام 2014.

كان الجيش بحالة انهيار تامة 100%، عدا 3 فرق فقط في محيط بغداد ومعنوياتها منخفضة، والسبب هو المناطقية التي تم تشكيل الجيش على أساسها.

عند معارك داعش، كنا إذا رغبنا بتحريك فوج نحو المعركة يقوم بالتظاهر ويترك سلاحه ويذهب، وكل ذلك بسبب التأسيس الخاطئ من قبل القوات الأميركية.

منذ العام 2003 وحتى العام 2014 لم يكن لدى الجيش عقيدة، إنما العقيدة كانت اجتهاداً من القادة.

كثير من طلاب الجيش العراقي يدرسون لدى القوات الإيرانية...

كثير من طلاب الجيش العراقي يدرسون لدى القوات الإيرانية.. رئيس الأركان باقري