الكاربس الضار تحبه مناقل الكباب!

جاهزون “لقلع أشجاركم” ليس تهديداً في الكوت.. صناعة الفحم هنا تختلف عن العراق

الشويچة (واسط) 964

بينما تتحدث الكوت عن طريقة خاصة مختلفة عن السائد في العراق، لصناعة الفحم المطلوب كثيراً، يتفنن علي من منطقة الشويچة، بشرح مراحل صناعة الفحم التي تستمر نحو أسبوع، داخل حفر تحت الأرض، تنضج فيها الأشياء على “نار هادئة”، وهو ينفي بشدة التجاوز على الأشجار، لأنه يركز على شجرة تعتبر ضارة هي “الكاربس” والتي “أسقطت عقوداً” من الاعتماد على الكالبتوس، وتطلبها المطاعم بشدة لثقل فحمها في منقلة الكباب، بينما يطلب بعض أصحاب البساتين اقتلاع الأشجار القديمة من ممتلكاتهم مثل السدر والحمضيات، وفحمها مفضل لدى المقاهي ومتاجر النارگيلة.

لا ينفجر ورائحته زكية.. مشاهد من إنتاج الفحم العراقي الفاخر

فيديو: هكذا يصنعون الفحم على جبال كوي سنجق.. لقطات من ورشة “سعد الله”

علي عبدالله – صانع فحم، لشبكة 964:

طريقة أهل الكوت في صناعة الفحم قديمة ومتوارثة أباً عن جد، ويمكن أن نسميها طريقة “النگر أو داخل الحفر”، لأن صانعي الفحم لا يعملون بطريقة “الكورة” المستخدمة في باقي المحافظات.

نقوم بعمل حفرة بعمق مترين أو ثلاثة، ونملأها بالأخشاب، ثم نصنع الفحم على مرحلتين، الأولى بالحرق لمدة يومين إلى ثلاثة لتفتيت الخشب وتحويله جمراً، والثانية بقطع الأوكسجين عنه عبر تغطية الحفرة بالچينكو والتراب لمدة يومين أو ثلاثة، لحين الحصول على مادة الفحم.

بعدها نفتح الحفرة، ونستخرج الفحم بالصاج، ونفرشه لإزالة القطع غير الناضجة، ثم نقوم بتعبئة الأكياس ونوزعه حسب الطلب.

حصولنا على الأشجار يعتمد على الاتصالات في أغلب الأحيان، إذ يتصل بنا الناس لقلع أشجارهم، كما نبحث عن الخشب في الأرياف، حيث البساتين والمزارع.

أبرز الأشجار المستخدمة في صناعة الفحم في الكوت هي الكاربس والكالبتوس والنبق (السدر).

ليس لدينا مشاكل مع البيئة، فنحن نعمل في مواقع بعيدة عن المناطق السكنية على أطراف الكوت، وطريقتنا لا تطلق الكثير من الأدخنة، وفي ذات الوقت، نحن لا نقطع الأشجار من الشوارع والحدائق العامة من دون إذن أو دعوة مطلقاً، كما أن الكثير من دوائر الدولة هي من تدعونا لقطع الأشجار في الأماكن التي يراد فيها إنشاء مشاريع جديدة، أو إزالة أشجار ميتة أو قديمة عنها.

مطاعم الكوت ترغب فحم شجرة الكاربس بشدة، لأنه الناتج عنها ثقيل وصلب لا يولد الشرارة، وبالتالي فهو يعطي نكهة واستواءً جيداً للكباب، أما فحم النبق والغَرَب، فهو خفيف ولا تفضله المطاعم لأنه يُستَهلك سريعاً، اما الكالبتوس فلم يعد يرغبه أحد، لأنه مصحوب بالشرارة عند الاستخدام.

بالنسبة لفحم الحمضيات فهو مرغوب في تعميرة النارگيلة لأن فيه طعم مختلف، كما يفضله الناس في شواء السمك، لكنه قليل ونادر في الكوت، ومع ذلك فإننا نبيع جميع الأنواع بسعر واحد.

الكاربس شجرة مؤذية عند زراعتها في الحدائق والمنازل، لأن جذورها تمتد وتقلع الأرضيات وتهدد الجدران، لكنها مفيدة جداً ومرغوبة في الفحم، وأنا أدعو كل من لديه شجرة كاربس لا يريدها للتواصل معي لقطعها وتحويلها إلى فحم.

Exit mobile version