الشتاء أخرج بدو العراق من جدران الطابوق إلى بيوت العز.. ما سبب التسمية؟

الزبير (البصرة) 964

الشتاء كأنه فرصة أمام بدو العراق للهروب من منازل الكونكريت والطابوق والعودة إلى بيوت الشعر، وبحلول الخريف من كل عام، تنقل العشائر العربية مجالسها ومضايفها إلى خيم الشعر على طريقة الأجداد، وتستمر الجلسات في الخيام حتى عودة صيف البصرة أواخر نيسان، ووثقت كاميرا شبكة 964 مجالس وجهاء وأبناء عشائر الزبير، في مضايف الجمالي والرفيع، حيث يحضر الشباب قبل الكبار من مختلف العشائر وحتى مناطق بعيدة مثل أبو الخصيب وهو ما يُسعد الشيخ الشاب ، ويقول أبو عباس الجمالي إن هذه الخيام تُعرف بـ “بيوت العز” فهي تعز صاحبها وتسهل انتقاله عن أي ديار لا تعجبه، أما الشيخ بدر حازم الرفيعي فيشدد على ضرورة حضور الصغار إلى المضايف للاستماع إلى “علوم الرجال”.

وتستضيف البيوت العراقية كثيراً من أبناء دول الخليج المجاورة الذين يشتاقون إلى جلسات الأجداد بعد أن سحقها التحضر والتمدن, بينما يحافظ بدو العراق على شيء من تلك الحياة.

أبو عباس الجمالي – من وجهاء عشيرة عبادة، لشبكة 964:

نشتري بيوت الشعر من أماكن متخصصة، مثل الحي في واسط، الشطرة في ذي قار، الخياطة تتم في أماكن الشراء أو نقوم بخياطتها في البصرة.

وفق عادات وتقاليد قبيلتنا “الجماملة” تتم خياطة بيوت الشعر بشكل مجاني من قبل المتخصصين، دون أي أجور وبطريقة (الفزعة)، وبعد الانتهاء من تركيب البيت نقدم وجبة غداء لجميع المشاركين.

تُعرف هذه البيوت باسم (بيوت العز)، فهي تحفظ كرامة صاحبها، فإن تعرض إلى ما يسبب استياءه.. بإمكانه المسارعة إلى تفكيك خيمته والرحيل إلى ديار تناسبه.

بدر حازم – من وجهاء عشيرة الرفيع، لشبكة 964:

يبدأ نصب بيت الشعر في فصل الخريف ويستمر حتى شهر نيسان، يبدأ الحضور بالقدوم من صلاة المغرب وإلى منتصف الليل، حيث يأتي الكبار مبكراً ويغادرون عادة عند الساعة التاسعة مساءً، بينما يستمر الشباب في التجمع حتى وقت متأخر من الليل.

يمثل وجود بيت الشعر تجمعاً شبابياً مهماً للحفاظ على الشباب من الانحراف، وحفظ تراث أجدادهم وعادات أهلهم، وتدور فيه الأحاديث والحكم والمواقف الاجتماعية وعلوم الرجال، ويُعد أفضل بكثير من المقاهي أو الأماكن العامة، إذ يسهم في تعزيز النسيج العشائري وحفظ الروابط بين أفراد المجتمع.

سعدون عطشان – من وجهاء عشيرة الرفيع، لشبكة 964:

نحن بدو رحل ونستأنس ببيوت الشعر وإن امتلكنا بيوتاً ودواوين من الطابوق، لكننا نخصصها كمضايف صيفية، أما الشتاء فمجالسنا في بيوت الشعر.

الآن نتسامر في بيت الشعر ونتبادل الأحاديث مع وجود العديد من العشائر العربية من بني مالك والشريفات، وكل “الحمائل” في الزبير، والمضيف مفتوح للجميع ولأي مناسبة أو جلسة أدبية أو حوارية، ويأتي البعض من مسافة (30 -40) كم إلى بيت الشعر في الزبير.

لدينا علاقات مع دول الخليج مثل الكويت والسعودية، يأتون لاستذكار أهلهم النجديين الذين عاشوا في الزبير والبصرة.