جلسة حاشدة لبيت المدى

ألهب البرلمان بخطبه ورحل.. 80 عاماً وجعفر أبو التمن في ذاكرة بغداد

شارع المتنبي (بغداد) 964

احتشد باحثون ومثقفون في بيت المدى ببغداد اليوم الجمعة، لاستذكار الزعيم الوطني جعفر أبو التمن، فقد رحل في مثل هذا اليوم قبل 80 عاماً، وودعه العراق باحترام كبير من مختلف الأطراف، فوريث الأسرة التجارية البارزة بدأ حياته ثائراً ضد الإنكليز، ثم نائباً في برلمان الملك فيصل عرف بخطبه المجلجلة، ومساهماً في تأسيس نواة الحركة السياسية الحديثة والصحافة في البلاد، فضلاً عن دوره في إطلاق حملات محو الأمية ونشر التعليم منذ العشرينات، وقال المتحدثون إن أبو التمن نموذج لرأس المال الوطني الذي قاتل من أجل العدالة الاجتماعية للفقراء، والحريات السياسية والصحفية.

فيديو: استذكار نخبة العراق لمحمد حديد.. أنجب

فيديو: استذكار نخبة العراق لمحمد حديد.. أنجب "زها" وأدار أموال العهد الجمهوري

النجف وسعد زغلول وسايكس بيكو.. قراءة جديدة لثورة الـ20 و...

النجف وسعد زغلول وسايكس بيكو.. قراءة جديدة لثورة الـ20 وظروفها الإقليمية

حيدر سعيد يراجع تركيب

حيدر سعيد يراجع تركيب "جماعة الأهالي".. صفحات سبقت ظهور البعث والشيوعيين

علي الرفيعي – رئيس التحالف المدني الديمقراطي لشبكة 964:

نشكر مؤسسة المدى التي عودتنا دائماً على إقامة ندوات تتناول مناسبات وشخصيات وطنية. فالمرحوم جعفر أبو التمن من أعلام الوطنية في العراق، منذ مقاومته للإنكليز وهو شاب وحتى وفاته عام 1945.

جعفر أبو التمن رمز يستحق أن يُستذكر بمناسبة مرور 80 عاماً على وفاته في شهر تشرين الثاني. ويُعد شخصية وطنية أثّرت في النشاط الوطني والعمل الجماعي، وله دور مهم في مجال التربية والتعليم، خاصة بدوره المؤسس في إنشاء المدرسة الجعفرية التي تركت أثراً بارزاً في الثقافة والتربية ببغداد.

بحكم موقعه وعمله، كان لأبو التمن دور متميز في العهد الملكي، إذ أنفق الكثير من ثروته لدعم الحركات الوطنية. وكان تاجراً معروفاً ورث المهنة عن أسرته.

تبنى الجانب التعليمي، وانضم إلى عضوية لجنة مكافحة الأمية في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كانت نسبة الأمية في العراق تقارب 90%، فساهم في تأسيس المدارس لنشر الثقافة والتعليم.

مبادؤه في العدالة والاقتصاد الوطني ما زلنا نحتاجها اليوم، ويجب أن ننظر إليها كشعلة لا تنطفئ.

أسهم أبو التمن في تشكيل الحركة الوطنية ومقاومة الهيمنة البريطانية، وتميز بوضوح مواقفه.

انتمى إلى جمعيات، وأسس أحزاباً، وشارك في إصدار صحف ذات توجه وطني. وظل هدفه الأول، حتى وفاته، محاربة الاحتلال البريطاني.

ماهر جبار الخليلي – مدير مركز الدراسات في كلية الإمام الكاظم:

هذه الشخصية الوطنية النزيهة تستحق كل تقدير واحترام على المستويات كافة، الرسمية والشعبية.

اليوم استذكرت المدى هذا الرجل الذي كان سابقاً لأوانه وعصره، ووطنياً بامتياز. فقد هُجّر مرتين، وتولى منصب الوزير مرتين، واعتزل العمل السياسي أيضاً مرتين.

كان ثابتاً على خط ومبدأ واحد حتى وفاته؛ عارض الحكم البريطاني، وساعد حركة الجهاد (1914)، وشارك مع محمد سعيد الحبوبي في معركة الشعيبة، وقدم الدعم المالي والمادي والرجال وكل ما يستطيع لمعارضة البريطانيين.

استمر على هذا النهج حتى عام 1919، وحتى بعد تعيينه عضواً في المجلس البلدي، إذ كان يقود المظاهرات ضد التصرفات البريطانية.

بعد اعتقاله، ساعده جده الحاج داود أبو التمن — أحد أبرز تجار الحبوب في بغداد — على الهرب. واستطاع تهريبه إلى إيران، التي كانت تسمى الدولة القاجارية آنذاك، وبقي فيها فترة، ثم عاد في بدايات عام 1920 ليساهم مع حرس الاستقلال وحزب النهضة في الإعداد لثورة العشرين، وكان مشاركاً فاعلاً فيها، إذ تجول في مناطق الفرات الأوسط وبين زعمائها وكان له حضور مؤثر.

كان مسانداً للفقراء رغم كونه تاجراً، يتمتع بشخصية اجتماعية محبوبة ومؤثرة، فكان يحصل على أعلى الأصوات في انتخابات العهد الملكي.

كما دعم بدايات تشكيل الأحزاب الوطنية، ومنها الحزب الشيوعي، حتى اتُّهم بالشيوعية، ليرد بمقولته الشهيرة: “إذا كانت الشيوعية تدافع عن الفقراء وتنهج النهج الوطني فأنا أول شيوعي”.