طالب بمجلس مستقل لتمثيلهم

ساكو يضع رؤية شاملة لحماية حقوق المسيحيين في العراق

964

أصدر البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية، الخميس، بياناً هنأ فيه جميع الفائزين في الانتخابات النيابية للدورة السادسة، داعياً المسيحيين إلى العمل كفريق واحد بعد دورات الانتخابات المتعاقبة، ومؤكداً ضرورة تأسيس مجلس مستقل يمثل المكون المسيحي ويوحد المواقف ويراقب الجهات الحكومية للمطالبة بالحقوق الأساسية. وشدد ساكو على أهمية تحقيق تمثيل سياسي عادل للمسيحيين، وحماية الكوتا، وتعديل القوانين الجائرة مثل قانون الأحوال الشخصية لعام 2024، إضافة إلى توحيد إدارة بلدات سهل نينوى وإخراج الميليشيات، وتمكين الأهالي من إدارة شؤونهم المحلية ضمن إطار وطني مستقر. وفقاً لبيان البطريركية الكلدانية.

بيان للبطريركية الكلدانية، تلقتشبكة 964 نسخة منه:

إذ أهنيء جميع الفائزين في الدورة السادسة من الإنتخابات النيابية، أتمنى لهم التوفيق في مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية. كما آمل أن يتعاونوا مع جميع المؤسسات العراقية السياسية والمدنية والثقافية، ويهتدوا إلى مسارٍ مؤكد يقود إلى إرادة وطنية توحد العراقيين، وتُزيل الجدارات التي تقسّمهم، ويختاروا بسرعة حكومة ترسم سياسة جديدة صحيحة لبناء دولة مدنية واضحة المعالم، تُرسي العدالة والمساواة، وتجمع الكل في فسيفساء إثنيَّة ودينيَّة، وتحتضنهم وتخدمهم، بعد سنوات عجاف!

العراقيون المسيحيون

لقد تعرّض العراقيون المسيحيون بالرغم من تاريخهم الحضاري والقيَم الإنسانية، لحالات خطف وقتل وإقصاء وتهميش وتهجير جماعي من بلداتهم، ما دفعثلثَهمللهجرة إلى الخارج بحثاً عن ظروفٍ أفضل. وجودهم لا يزال مهدداً اذا استمر الإقصاء، وعدم إهتمام الحكومة بإنصافهم، ومعاملتهم كمواطنين إسوةً ببقية العراقيين“بالافعال” وليس بالكلام الطيّب!

من هذا المنطلق المصيري، وفي ظل الظروف الداخليّة والتحولات الإقليمية غير المستقرة، على العراقيين المسيحيين، خصوصاً الأحزاب المستقلة، والمرجعيات الكنسية العمل على بقاء المسيحيين على أرضهم، والمحافظة على حقوقهم وحضارتهم ولغتهم، وتواصلهم المتناغم مع شركائهم في الوطن. الشراكة تُعيد الثقة، وبقاؤهم يَضمن استمرار التنوع والتعددية.

في هذا الشأن ينبغي على المسيحيين الخروج من العواطف والوهم، بعد دورات الانتخابات المتعاقبة، للعمل معا كفريق واحد.

وأورد النقاط الاتية كشاهد للتاريخ:

تأسيس مجلس مستقل، يكون بمثابة مرجعية سياسيّة للمكون المسيحي، يُعبر عن صوتِهم. يتولى مهام توحيد المفاهيم والمواقف، ومراجعة الجهات الحكومية المختصة للمطالبة بحقوقهم الأساسية، مع التأكيد على الثوابت المشتركة والتصدي لأي تعصّب وتطرّف. يتشكّل هذا المجلس من أحزاب كلدانية وأشورية وسريانية وآخرين، ونواب مستقلين شرفاء واُمناء، ونشطاء وخبراء واستشاريين من الداخل والخارج، من دون إقحام رجال الكنيسة فيه.

ضرورةتحقيق تمثيل سياسي عادل للمسيحيين، من خلال المطالبة بتعديل قانون الإنتخابات، وحماية الكوتا وحصر التصويت بهم، لمنع الأحزاب المتنفذة والميليشيات من الإستيلاء عليها من أجل توسيع نفوذها. كيف يمثل المسيحيين من لم يصوتوا له ويثقوا به؟

العمل من أجل تغيير بعض القوانين الجائرة، وخاصة قانون الأحوال الشخصية لعام2024، وسنّ قانون يضمن حقوقهم: حقوق الزوجة والأطفال ما يضمن إستقرار العائلة والأمن الإجتماعي، ورفع أية عبارات تسيء إلى المكوّنات في مناهج التعليم. هذا ما تطالب به شرائح متنوعة من المجتمع المدني، وسيلعب دوراً هاماً في تطوير الشأن العراقي.

توحيد إدارة بلدات سهل نينوى، المطالبة بإخراج الميليشيات من بلدات سهل نينوى كما حصل في قره قوش/ الحمدانية ليشمل أيضاً بلدات تلكيف وبطنايا ليعود اليها اهلها، وتسليم الملف الأمني إلى حراسات من البلدات ذاتها، بعد تدريبها من خلال تنظيم دورات خاصة. إدارياً تعيين الموظفين من أبناء البلدات، بعيداً عن دائرة الصراعات الحزبية والإقليمية، وتمكينهم من إدارة شؤونهم بأنفسهم ضمن إطار وطني مستقر بحيث تكون بلدات سهل نينوى واحة نموذجية للعيش المشترك والتنوّع الوطني والتعاون الاخوي.

المحافظة على التسميات التاريخية الحضارية، الكلدان والاشوريون والسريان. اية تسمية جديدة يجب ان يتفق عليها الجميع، ولا يجوز ترويج تسمية من طرف واحد تجعل الأطراف الأخرى تبعية! فالشعوب لا تنقرض بسبب الحروب وتغيير الأنظمة. التسمية تشكل هويتَناالقوميَّة وتعبّر عن صِلاتنا الأخوية واستمرار تنوعنا وتاريخناوتُنمّي جذورنا. من غير المنطقي تذويبها بتسمية مركبة مستهجنة تحجب تنوعنا وتاريخنا! كما ان الخلط بين الهوية الدينية والهوية القومية التاريخية خطأ كبير. جمال الوحدة هو في التنوع. كنا كنيسة واحدة جامعة تضم شعوباً وأقواماً متنوعة من بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس والجزيرة العربية والهند والصين، واليوم نحن عدة كنائس.

الجامع الرئيس الذي يجب ان يَجمعنا ويوحّدنا هو إيمانُنا الذي يجعلنا جميعاً إخوة وأخوات، وكذلك حقوقُنا ومستقبلُنا، وهو ما يجب ان يُعزز وحدتنا وعملنا الجماعي، ويرجع بالنفع على بلدنا. العراق أرض التاريخ، وكنيستُنا التي تعود جذورها إلى فجر المسيحية هي رائدة في الرسالة، وأعطت العديد من الشهداء، فهي تحمل في جسدها الآم المسيح وقوة قيامته. إن التزمنا بهذه الروحية، ستؤثر إيجاباً على التعاون والتفاهم ومواجهة العراقيل بالرجاء.

Exit mobile version