إرث كركوك ورجل النسيج

“الشيعة الكواظمة منعوا تفجيره”.. عاد جامع فتاح باشا وموقع “مبارك” بين إمامي بغداد

(الكاظمية) بغداد 964

جامع فتاح باشا في الكاظمية واحد من نماذج التماسك في المجتمع العراقي، فقد تولى أبناء الكاظمية وجلّهم من الشيعة حماية المسجد السني من أي هجمات طائفية ومنعوا تفجيره أو حرقه كما في حوادث أخرى أيام العنف الطائفي وفقاً لإمام الجامع حسام الربيعي الذي يقول إنها أيام مظلمة وقد انتهت إلى الأبد، مشيداً برئيس الوزراء محمد شياع السوداني والوقف السني على إعادة افتتاحه قبل أسابيع.

ويحمل المسجد اسم فتاح باشا، الضابط العراقي التركماني المنحدر من كركوك، والذي تقاعد من الجيش العثماني وصار من أهم رجال الأعمال حيث أنشأ أشهر معمل نسيج عراقي اعتماداً على عمله السابق في مجال تجهيز البدلات العسكرية للجيش العثماني أيام خدمته، واستثماراً لعلاقاته مع تجار ألمانيا الذين وفروا له أحدث المكائن، فكانت “بطانيات فتاح باشا” الشهيرة التي كانت من بين مفاخر الصناعة العراقية.

ومنذ نحو قرن كان المكان يجمع المصلين، فقد خصص فتاح باشا هذا الموقع لصلاة موظفي معمل النسيج القريب، وبعد وفاة الباشا منتصف الثلاثينات، أسس أبناؤه المسجد بطرازه الحالي، واستمرت الصلاة فيه طيلة تلك العقود حتى اندلاع الأحداث السوداء ليغلق أبوابه منذ نحو عقدين، ثم يعود مؤخراً أجمل مما كان.

ويتفاءل الخطيب الربيعي بموقع المسجد، ويقول إنه “يقع في مكان مميز ويتوسط مرقد الإمام الكاظم ومرقد الإمام أبو حنيفة” ويقول الربيعي “إن الله أراد لنا أن نكون وسطيين وقريبين من المذهبين”.

وتبلغ مساحة قاعة الجامع وحدها 800م ويتسع لنحو 100 من المصلين في القاعة والباحة، ويصلي فيه أهل الكاظمية والأعظمية دون اعتبار للمذاهب.

Exit mobile version