964
قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الأربعاء في أربيل خلال ملتقى الشرق الأوسط (ميري)، إن العراق يمر اليوم بظروف مشابهة لما عاشه الإقليم قبل 2003، معتقداً أن الخطأ الذي ارتُكب بعد عام 2003 هو أن البعض ظن أن الديمقراطية يمكن أن تُمنح كهدية، كما أشار إلى أن الانتخابات المقبلة تعد الأهم منذ عام 2005 وبوابة لمرحلة جديدة، وبين أن الوقت قد حان للتعامل مع هذه القضايا بروح التعاون والتفاهم مع بغداد من أجل مستقبلٍ أفضل للجميع.
نيجيرفان بارزاني وقوباد طالباني أبرز حوارات ملتقى “ميري” في أربيل
الحكيم والعبادي وبافل طالباني باليوم الأول.. انطلاق “ملتقى ميري” في أربيل
نيجيرفان بارزاني، خلال حديثه في الملتقى تابعته شبكة 964:
العراق يمر اليوم بظروف مشابهة لما كان يعيشه الإقليم قبل عام 2003، والانتخابات المقبلة، هي الأهم وبوابة لمرحلة جديدة.
إقليم كردستان قبل عام 2003 كان يعيش وضعاً قريباً مما يمر به العراق اليوم، وربما لم نكن نواجه الأزمة الاقتصادية الحالية بهذا الشكل.
الأميركيون أقنعونا حينها بأن عراقاً جديداً سيُبنى على أسس الديمقراطية والفيدرالية، ونحن ككورد، وخصوصاً القيادة الكوردية، والمرحوم جلال طالباني، والرئيس مسعود بارزاني، بذلنا كل ما في وسعنا من أجل بناء هذا العراق الجديد.
أملنا كان أن يتأسس عراق ينهي المعاناة التي عاشها الشعب الكوردي على مدى العقود السابقة.
الانتخابات المقبلة هي أهم الانتخابات سيتم إجراؤها في العراق بعد 2005، وأرى بأن المكونات في بغداد أيضا يدركون جيدا هذه المسألة بأنه يجب أن يتم حل المشاكل للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي السياسي.
عندما نتحدث عن الانتخابات، فإننا نتذكر أن عام 2005 كان محطة قريبة ومهمة في تاريخ العراق، إذ جرى خلالها تبني النظام الديمقراطي، والنظام الديمقراطي لا يعني فقط إجراء الانتخابات كل أربع سنوات، بل هو مسألة أعمق من ذلك بكثير.
على سبيل المثال، عندما نرى حيدر العبادي، الذي كان في السابق رئيساً للوزراء، يأتي اليوم إلى أربيل ويتعامل كشخص عادي بين الناس، فإن هذا بحد ذاته أمر إيجابي وكبير يستحق التقدير، لكن علينا أن نسأل: هل يكفي هذا وحده؟ الجواب: لا، لا يكفي.
الديمقراطية ليست هدية يمكن تقديمها لدولة ما، بل هي ثقافة وممارسة ومسؤولية جماعية تنشأ من داخل المجتمع وتترسخ بمرور الزمن.
أرى أن الخطأ الذي ارتُكب بعد عام 2003 هو أن البعض ظن أن الديمقراطية يمكن أن تُمنح كهدية، بينما هي في الحقيقة تُبنى وتُمارس من خلال المؤسسات والثقة والعدالة.
إذا سُئلنا: هل يواجه إقليم كردستان مشكلات؟ نعم، لديه مشكلات بلا شك، لكننا نرى أيضاً أن الوقت قد حان للتعامل مع هذه القضايا بروح التعاون والتفاهم مع بغداد من أجل مستقبلٍ أفضل للجميع.
مسألة الانتخابات والديمقراطية في العراق هي مرحلة انتقالية، ولكن إذا رأينا الوضع في العراق بشكل واقعي، هل الوضع في العراق يشبه الوضع قبل ست سنوات؟ في الوقت الحالي، داخل مدينة بغداد مثلاً، لا توجد مشاكل أمنية، قبل ست سنوات كانت هناك هذه المشاكل، ولكن في الوقت الحالي، أكبر مشكلة في بغداد هي الالتحامات المرورية”.
هذا يعني أن التطور نوعاً ما بطيء، ولكن يجب ألا نرى هذه التطورات بأنها قليلة، ومن حق المواطنين أن يطلبوا أكثر، والشباب من حقهم أن يطالبوا بمنجزات أكثر، ولكن أنا أرى أن عملية العراق أصبحت عملية معقدة جداً، ولكن إذا قمنا بمقارنتها مع السنوات الماضية، نرى أن هناك اختلافاً كبيراً.
رئيس الوزراء العراقي ركز كثيراً على تقديم الخدمات في العراق، وفعلاً نرى أنه في جميع مناطق العراق هناك تحسن كبير جداً في مسألة الخدمات مقارنة بالسنوات الماضية.
أعتقد أن التركيز الأكبر في العراق يجب ألا يصب على شخصنة المؤسسات، بل على بناء المؤسسات، ويجب إنهاء شخصنة المؤسسات والمضي نحو الديمقراطية وتعزيز قوة مؤسسات الدولة، وعدم وجود قوة للمؤسسات يخلق نوعاً من التشاؤم، وكما قلت، فإن الوضع في العراق معقد، ودائماً يجب أن نقوم بمقارنته بالماضي.